كل ما يجري من حولك

المقاومةُ تفعِّلُ «القرصاتِ القاتلة»: 16 قتيلاً إسرائيلياً منذ غزة أغسطس

74

متابعات| رصد:

ضاعفت المقاومة، خلال الأيّام الثلاثة الماضية، من حضورها الميداني، بعد انكفاء استمر لعدة أَيَّـام، بدا واضحًا أنه مرتبط بشكل أَسَاسي بظروف ليست «وجودية»، بقدر ما هي متصلة بالتكتيك وتوفر الفرص المناسبة للانقضاض، والتي أفضى اغتنامها إلى «أحداث صعبة» تطلّبت الكثير من «الصلوات»، وأكثر منها من المروحيات التي لم تتوقف عن نقل المصابين والقتلى. وشهدت محاور القتال الأكثر اشتعالاً في مفترق «نتساريم»، وجنوب حيّ الزيتون، وشرق دير البلح في المنطقة الوسطى، وحيّ تل السلطان في رفح، عدداً من المهمات القتالية، والتي أكّـدت فيها المقاومة أنها لا تزال تحتفظ بقدرتها على المبادرة.

وتمكّنت المقاومة، أول من أمس، من تنفيذ كمين نوعي في محور «نتساريم»، تسبب بمقتل ثلاثة جنود. كذلك، أعلنت «كتائب القسام» تدمير ناقلة جنود بقذيفة «الياسين 105» في شرق مدينة دير البلح. وفي المحور نفسه، أفادت بتفجير حقل من الألغام المعدة سلفاً بعدد من آليات العدوّ ومعداته الهندسية في منطقة المواقع العسكرية شرق المدينة. أَيْـضاً، أعلنت «القسام»، أمس، استدراج قوة راجلة من وحدة الهندسة إلى داخل أحد الأنفاق المفخخة مسبقًا في المنطقة نفسها. أما أكثر المحاور اشتعالاً، فكان محور حيّ الزيتون شمال حاجز «نتساريم»، والذي يسعى الاحتلال إلى قضم أطرافه الجنوبية لتوسيع «مساحة الأمان» المحيطة بالقاطع. وقد أكّـدت «كتائب القسام» تنفيذ كمين محكم هناك، وقالت إن مقاوميها تمكّنوا من تفجير حقل من الألغام بقوة إسرائيلية مدرعة، ليتدخل الطيران المروحي لإجلاء القتلى. كما أعلنت قنص جندي في محيط الكلية الجامعية في حيّ تل الهوا، فيما أفادت «سرايا القدس» بتفجير عبوة شديدة الانفجار بآلية عسكرية كانت تتقدم في اتّجاه مدرسة الفرقان في حي الزيتون، وإطلاق عدد من القذائف تجاه موقع أبو مطيبق العسكري.

ورفعت تلك العمليات التي جاءت في وقت بدا معه وكأن جيش الاحتلال ينتهج سياسة الإفصاح أكثر عن خسائره في القطاع، عدد الجنود القتلى منذ بداية الشهر الجاري إلى 16، الأمر الذي ضاعف من مستوى التذمر في أوساط المحللين العسكريين، وحتى المستوطنين في مساحات الحوار عبر منصة «تلغرام»؛ إذ علّق موقع «والا» على الحدث الصعب الثاني الذي شهده السبت، الماضي وتسبب بمقتل وإصابة 11 جندياً بقوله: «إلى متى يستمر هذا الوضع؟». ويشير الجهد الميداني لفصائل المقاومة، إلى الانتقال بالعمل إلى تكتيك القرصات القاتلة، حَيثُ ينفذ المقاومون عمليات مدروسة جِـدًّا، تهدف إلى إيقاع أكبر قدر من الخسائر، وتؤدي أَيْـضاً وظائف ذات بعد نفسي، وتوصل رسائل طمأنة إلى الحاضنة الشعبيّة التي تقاسي أعلى مستويات الضغط. كما كان ملاحظاً أن التركيز على محور «نتساريم»، تزامن مع ما أشاعه موقع صحيفة «هآرتس» عن أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يهدف من خلال توسيع المحور إلى تقسيم قطاع غزة إلى خمسة معازل، وذلك على طريق إعادة الاستيطان. أَيْـضاً، تزامنت عمليات حيّ تل السلطان مع ادِّعاء وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، القضاء على كتائب «حماس» هناك.

وفي هذا الوقت، أعلنت «كتائب القسام» دك مدينة «تل أبيب»، بصاروخ من طراز «مقادمة M90»، وذلك «رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين والتهجير المتعمد لأبناء شعبنا». والظاهر أن الصاروخ استطاع تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية ووصل إلى منطقة «ريشون لتسيون» التي دوّت في محيطها صافرات الإنذار، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة مستوطنة أثناء هروبها نحو الملجأ.

You might also like