استهدافُ «كاسحة الألغام» الأمريكية: رسائلُ لهبية إلى اليونان.. لتفهمَ إسرائيل
متابعات| تقرير*:
لم يعد خافياً أن اليونان تُغلِّب علاقاتها بالكيان الإسرائيلي، والتي تُوصف بـ«الإستراتيجية»، على ما عداها. ويبدو أيضاً أن أثينا مصرّة على خرق القرارات اليمنية بمنع السفن المرتبطة بإسرائيل من عبور باب المندب والبحر الأحمر، وهي مستعدة للولوج في المخاطر ودفع الأثمان في طريق الدفاع عن مصالح الأخيرة، أو أنها تُستخدم من قبل واشنطن ككاسحة ألغام لتأمين الطريق، قبل مرور غيرها من السفن العسكرية الأميركية والبريطانية.
تمادي عواصم خليجية في السماح باستخدام مطاراتها سيضطر صنعاء إلى تحذيرها قريباً من أن اللهب سيطالها
ورغم أن التوتر في البحر الأحمر يهدّد الاقتصاد الأوروبي، فإن الأوروبيين ماضون في انتهاج السياسة الحمائية لإسرائيل، وإن لم يتوافق ذلك مع مصالحهم. وفي تقرير سابق لها، قالت قناة «الحرة» الأميركية إن أوروبا «تتحمّل العبء الأكبر» بسبب التوتر في البحر الأحمر، والذي يعرقل الشحن. وأضافت أن «التوتر في البحر الأحمر يُضعف التجارة في أوروبا وبات يؤثّر سلباً على الشحن إليها، ما قد يهدّد بتوسيع الفجوة بين القارة العجوز والولايات المتحدة على المستوى الاقتصادي»، ومن جهتها، اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، في تحليل لها، أن الصراع في الجوار الأوروبي يهدّد للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، بإضعاف الاقتصاد المتعثّر بالفعل، بينما تراقب الولايات المتحدة الأكثر قوة، من مسافة أكثر أماناً.
وفي المقابل، فإن اليمنَ هو الأقلُّ عُرضةً للاشتعال بينَ كل اللاعبين، لافتقاره إلى «المواد المشتعلة» على أراضيه؛ وبالتالي، فإن الأضرار الناتجة من امتداد حرائق المنطقة إليه سبق أن لحقت بالحديدة، وهي أقصى ما يمكن أن يحدث لديه. أما البقية، فلديهم الكثير ليخسروه إذا ما طالت كرة النار مصالحهم ومنشآتهم الحيوية؛ ولعل تمادي بعض العواصم الخليجية في السماح باستخدام مطاراتها وأراضيها لإقلاع الطائرات الأميركية، سواء من أجل استهداف الأراضي اليمنية أو تقديم خدمات الدعم اللوجستي، سيضطر صنعاء إلى تنبيهها قريباً إلى ضرورة وقف تلك العمليات، وإلا فإن اللهب سيطالها. والواقع أن الرسائل اليمنية، السابقة أو اللاحقة، لن ينفع معها ادعاء الحرص الكاذب على سلامة البيئة البحرية، والذي جدده المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، قائلاً في منشور على منصة «إكس» إن هجمات «الحوثيين» في اليمن تشكل «تهديداً بيئياً وملاحياً».
يذكر أن التوتراتِ في البحر الأحمر اضطرت الفيليبين إلى أن تطلب، الجمعة الماضي، من بحارتها «تفادي» المرور من هناك. وقالت وزارة الخارجية الفيليبينية، في بيان، إن «على المواطنين الفيليبينيين تفادي المنطقة برمتها ما لم يكن ذلك ضرورياً جداً لمورد رزقهم»، مشيرة إلى «تفاقم النزاع في البحر الأحمر، ما يمثّل خطراً واضحاً وقائماً على جميع البحارة الفيليبينيين العاملين في المنطقة». وجاء التحذير غداة إنقاذ 23 فيليبينياً وروسياً من أفراد طاقم «سونيون»، إثر إصابتها.
* الأخبار اللبنانية