كل ما يجري من حولك

لا مسكّنات في غزة: كُـلٌّ متروكٌ لألمه

73

متابعات| تقرير*:

سيضطر الشاب بلال أبو سلطان، المقيم في قطاع غزة، لمكابدة آلام مرض السرطان لفترة إضافية، بعدما فشلت مساعيه للمرة الثالثة في تأمين مسكّنات عالية الفعالية.

الشاب العشريني، كان قد عانى في شباط الماضي من ظهور أكياس دهنية في رأسه، وتسبّب التشخيص الخاطئ لها، بالإضافة إلى عملية استئصال أحدها، في انتشار أورام سرطانية شوّهت مظهر رأسه ووجهه كليًّا، فيما لم يحصل منذ ذلك الحين على أي جرعة كيميائية ضمن البروتوكول العلاجي المخصّص لحالات كتلك.

وأضحت المسكّنات منذ ذلك الحين، العلاج الوحيد الذي يستطيع بواسطته الحصول على بضع ساعات من النوم من دون ألم.

يقول أبو سلطان لـ«الأخبار»: «أنا أعيش على المسكّنات. لا يوجد أي علاج يقود إلى الشفاء والتعافي. منذ عشرين يوماً وأنا أموت في كُـلّ لحظة، ولا توجد حبة مسكّن واحدة في شمال القطاع»، مضيفاً: «طرقت كُـلّ الأبواب لإخراجي من القطاع للعلاج، بلا أية نتيجة. وسقف طموحي الآن أن تتمكّن المؤسّسات الدولية من إدخَال المسكّنات إلى غزة حتى أموت من دون ألم. هل هذا الطلب كثير علينا؟».

وأبو سلطان هو واحد من نحو 9 آلاف مريض بالسرطان في شمال القطاع وجنوبه، لم يتلقّوا أي علاج منذ أشهر، وتُرِكوا ليلاقوا مصيرهم.

على أن الأزمة تتجاوز هؤلاء؛ إذ يصل إلى أقسام الاستقبال والطوارئ في المستشفيات بشكل يومي مئات المصابين بجروح بالغة، ويضطر الأطباء لإجراء عمليات جراحية صعبة لهم تقود إلى مضاعفات وآلام تمتد طوال أشهر، بينما لا يحصل أي منهم على أي نوع من المسكّنات.

أحد هؤلاء، أحمد صالح، يقول لـ«الأخبار»: «أُصبت قبل أسبوعين في قصف استهدف منزلاً مجاوراً لمنزلنا. بقيت ثلاث شظايا في جسدي ولم يقم الأطباء بإخراجها، وهي تتسبّب لي بآلام فظيعة. لم أجد أي نوع من المسكّنات القوية مثل الترامادول الطبي. كما لا تتوفّر أي أنواع أُخرى من الكاتفلام والتروفين والأكامول».

ويوضح الصيدلي، حامد المصري، بدوره، في حديث إلى «الأخبار»، أن «كل المسكّنات مفقودة، بدءاً من الأكامول والتروفين، ووُصُـولاً إلى الترامادول الطبي.

المصابون عُمُـومًا بحاجة دائمة إلى المسكّنات، وكذلك الذين يعانون من الأمراض المزمنة، فيما لا يتوفّر أي شيء، حَيثُ لم تحتو شحنات الأدوية التي أُدخلت خلال الشهرين الماضيين، على أي نوع من المسكّنات».

* الأخبار البيروتية

You might also like