اليمنُ مَعنيٌّ بالرد: لا عائقَ لقدراته
متابعات| تقرير*:
تزامناً مع انتظار كيان الاحتلال لردود الفعل على اغتيال القيادات في المقاومة الشهيد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران والضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، تكثر التحليلات حول طبيعة الرد المتوقع في أي لحظة وإذا كان مركباً تشترك فيه جبهات المحور أو فرادى خصوصاً وأن الحساب بات مفتوحاً، ولكلٍّ ثأره أيضاً. في حين أن اليمن الذي يختزن رده للحظة المناسبة أكد على جهوزيته مؤكداً على لسان قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي أن “لابدَّ من الرد عسكرياً على تلك الجرائم التي هي خطيرة ووقحة”.
بعد تأكيده على أن “أن زيادة جرائم العدو الإسرائيلي يزداد معه اقترابه من الزوال، كما يقابله تزايد في جبهات الجهاد”، قال شدد السيد الحوثي على أن “جريمة اغتيال هنية في طهران والعدوان على ضاحية بيروت الجنوبية واستهداف شكر كانت عدواناً واضحاً وتصعيداً خطيراً”. مشيراً إلى أن هذه الجرائم أتت في إطار تصعيد واضح بعد عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الولايات المتحدة.
وأشار السيد الحوثي إلى انه “لا يمكن أبداً أن تعوِّل هذه الأمة على الغرب، أو أن يعوِّلوا على المؤسسات الدولية، التي دائماً مهمتها أن تدعو إلى ضبط النفس- كما يقولون- بعد أن يفعل العدو الإسرائيلي ما يفعل، أو يساوون بين الضحية والجلاد، والمظلوم والظالم، والمعتدي والمعتدى عليه”.
راكم السيد خلال خطابه مختلف إشارات الإصرار على موقف صنعاء بضرورة الرد. فيما تشير مصادر خاصة بالخنادق إلى أن “التنسيق بين جبهات المحور بما فيهم اليمن مستمر لمناقشة طبيعة الرد وكيفيته”. مؤكدة أن “صنعاء أبدت استعدادها للانخراط بهذه الجولة أيضاً وبمختلف الأساليب وفق مقدراتها ومواردها وتوظيفها لتحقيق الهدف”.
من جهتها، أشارت مجلة فورين أفيرز الأميركية في تقرير بعنوان “شن الحرب الخاطئة في اليمن”، إلى أن “أفضل الجهود التي بذلها هذا التحالف فشلت في ردع الحوثيين”. واعتبرت أن ” ليس لدى الولايات المتحدة سوى القليل من الخيارات الجيدة عندما يتعلق الأمر بالرد على الحوثيين. حتى الآن، فشلت الضربات العسكرية والعقوبات التي تستهدف قيادة الحوثيين والجهود المبذولة لمنع تهريب الأسلحة في وقف الهجمات”. وقالت في معرض حديثها عن تقييم الضربات التي شنها “حارس الازدهار” أنه “من غير المرجح أن يؤدي تصعيد حجم وشدة الضربات التي تقودها الولايات المتحدة إلى تغيير حسابات الحوثيين أو تغيير الديناميات العسكرية للصراع بشكل كبير”. وأضافت أن “الحوثيين سيكونون قادرين على تجديد قدراتهم. (حتى الآن، لم يتمكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من وقف عبور هذه الأسلحة إلى اليمن)”.
وبما هو ذات صلة لما نشرته مجلة نيو لاين الأميركية إلى أن “تكلفة صد هجمات الطائرات المسيرة اليمنية تجاوزت 1 مليار دولار… مرة أخرى، يلتزم الجيش الصمت، لكن سربين من سلاح الجو أسقطا أكثر من 80 طائرة دون طيار في نهاية ذلك الأسبوع، باستخدام صواريخ جو-جو AIM-9X Sidewinder (وفقا ل “علامات القتل” التي تم رصدها على سرب واحد بعد الحقيقة). بحوالي 472،000 دولار لكل صاروخ، أي أكثر من 35 مليون دولار”.
أشارت فورين افيرز إلى أنه “يمكن للحوثيين استخدام تكنولوجيا منخفضة التكلفة، بما في ذلك الطائرات دون طيار في الجو والبحر”. ولفتت إلى انه “بعد عقود من حرب المتمردين، أصبحوا بارعين في نقل وإخفاء أصولهم. وحتى لو ألقى التحالف الذي ترعاه الولايات المتحدة قنابل في جميع أنحاء أراضي الحوثيين، فإن مثل هذا الهجوم لن يقلل من القدرات العسكرية للحوثيين إلى الحد الذي لا تستطيع فيه الجماعة شن هجماتها الخاصة”.
وعلى ضوء المستجدات التي ترتبط بتوقعات التصعيد قالت المجلة أن “الأسوأ من ذلك أن حملة القصف المتسارعة ستزيد من خطر التصعيد وسوء التقدير”.
* الخنادق