كل ما يجري من حولك

تكثيفُ التفاوض حول تصدير النفط | صنعاء – الرياض: الاتّفاق يتقدم

135

متابعات| رصد:

تتسارع خطوات تنفيذ اتّفاق التهدئة الاقتصادية بين صنعاء والرياض بشكل لافت، وسط استمرار التهديدات الأميركية بعرقلة تنفيذه.

ويبدو طرفا الاتّفاق عازمين على تحقيق اختراق كبير في مسار السلام، على رغم تلك التهديدات، ما سيبدّد أزمة الثقة بينهما ويدفع نحو التوقيع على «خريطة الطريق» الأممية.

وكثّـف المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، التواصل مع الجانب الأميركي، لمناقشة التحديات التي تعيق جهود الوساطة في اليمن، إضافة إلى التحَرّكات التي يحتمل أن يبدأها المبعوث الأميركي، تيم ليندركينغ، لرفع مستوى تصنيف حركة «أنصار الله» كـ«منظمة إرهابية»، بموجب قانون الهجرة والجنسية الأميركي، والذي يخوّل وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات اقتصادية.

وتهدف تحَرّكات الأخير إلى وسم الحركة بـ«الإرهاب العالمي»، لفرض المزيد من القيود الاقتصادية على صنعاء، التي من شأنها أن تنسف اتّفاق التهدئة الاقتصادي.

وأكّـد مكتب غروندبرغ، في بيان، أمس، أنه التقى مسؤولين أميركيين كباراً وناقش معهم التطوّرات الأخيرة في اليمن في ضوء اتّفاق خفض التصعيد، واستكشاف سبل دعم عملية سياسية جامعة لحل النزاع، وحثّ واشنطن على دعم مساعي الأمم المتحدة لتنفيذ بنود الاتّفاق المتعلّقة بالجوانب الإنسانية والاقتصادية.

وانضم غروندبرغ إلى الترتيبات الجارية لاستئناف تصدير النفط ضمن اتّفاق خفض التصعيد اقتصاديًّا، ووصل وفد من مكتبه إلى محافظة حضرموت النفطية شرق اليمن، والتقى رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، الذي يقوم بزيارة لمدينة المكلا، عاصمة حضرموت، منذ يومين بتوجيهات سعوديّة.

وقالت مصادر سياسية مقربة من الحكومة في عدن، لـ«الأخبار»، إن زيارة الوفد تأتي ضمن ترتيبات أممية للتوصل إلى اتّفاق على تصدير النفط اليمني، يُتوقَّع إعلانه خلال الأيّام المقبلة.

وفد أممي يلتقي العليمي في حضرموت لبحث استئناف تصدير النفط والمرتّبات

وكانت مصادر اقتصادية مطّلعة في صنعاء قد كشفت، لـ«الأخبار»، عن استمرار المفاوضات بين صنعاء والرياض، وأنها تركزت حول إبرام اتّفاق ملزم بين الطرفين يعيد إنتاج وتصدير النفط والغاز اليمنيين، مقابل صرف المرتّبات وفقاً لآليات متفق عليها، مشيرة إلى أن الوفد الأممي قد يتولّى الإشراف على ترتيبات إعادة التصدير، علماً أن الاتّفاق يتضمن تخصيص جزء من عائدات النفط للمحافظات المنتجة له وأبرزها حضرموت.

وسبق لهيئة الطيران في صنعاء أن أعلنت الاتّفاق على عودة الرحلات التجارية الجوية بين مطار صنعاء الدولي ومطار القاهرة، لأول مرة منذ سنوات، بواقع رحلتين يوميًّا، فضلاً عن فتح رحلات مباشرة من صنعاء إلى الهند بواقع رحلتين أسبوعياً بشكل مبدئي، على أن يتم رفعها وفق الحاجة، وذلك إثر استئناف الرحلات إلى مطار عمّان مباشرة بعد توقيع الاتّفاق.

وفي السياق، كشفت وزارة النقل في صنعاء عن ترتيبات لوجهات جديدة، موضحة، في بيان، أن هذه الوجهات تشمل تركيا والسعوديّة وسلطنة عمان وإثيوبيا.

وتزامناً مع ذلك، صعّدت قوات صنعاء البحرية هجماتها ضد القطع العسكرية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر خلال الساعات الماضية، رداً على تصعيد جوي للطيران الأميركي والبريطاني استهدف منطقة الزبير في جزيرة كمران اليمنية في البحر الأحمر، وتكثيف الغارات الجوية على مطار الحديدة.

وذكرت مصادر ملاحية، لـ«الأخبار»، أن الوضع العسكري في البحر الأحمر عاد إلى التوتر منذ فجر السبت، مؤكّـدة أن البحرية الأميركية وجدت نفسها أمام هجمات انتقامية خلال اليومين الماضيين.

وأشَارَت إلى أن العمليات الهجومية الأخيرة التي تعرّضت لها القطع الأميركية اتّسمت بالنوعية.

في المقابل، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان على منصة «إكس»، مساء أول من، أمس، أنها واجهت هجوماً يمنياً واسعاً، زاعمة تمكّنها من اعتراض ست طائرات مسيّرة يمنية في البحر الأحمر، ومشيرة إلى أنها اعترضت أَيْـضاً ثلاثة زوارق مسيّرة يمنية ودمّـرتها.

وقد تحدّثت معلومات استخبارية في صنعاء عن استخدام قوات الأخيرة عدداً كَبيراً من المسيّرات والزوارق في رسالة بحرية إلى أميركا، أكّـدت التوجّـه نحو استهداف ما تبقّى من مدمّـرات وبوارج أميركية وبريطانية في المنطقة.

* الأخبار البيروتية

You might also like