رسائلُ يمنيةٌ «مشفَّرةٌ» إلى السعوديّة: الرياضُ تطرُقُ بابَ الوساطات
متابعات| تقرير*:
على رغم تدخّل وساطات إقليمية ودولية بين صنعاء والرياض خلال الأيّام الماضية، إلا أن حالة التوتّر بين الجانبين مُستمرّة، وتنذر بانفجار الوضع عسكريًّا في أي وقت.
وفيما تعيش قوات صنعاء حالة استنفار قصوى، وتنتظر إشارة البدء لتنفيذ عملياتها ضد أهداف سعوديّة، أكّـد قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، في خطابه الأسبوعي، أمس، استمرار حالة الشد، مُشيراً إلى أن العمليات المتوقّعة ضد حماة إسرائيل في المنطقة ستعيق تنفيذ رؤية «2030» لولي العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، ومشاريع استراتيجية سعوديّة، مجدّدًا النصح والتحذير للرياض من مغبة المكابرة والتضحية بمصالحها دفاعاً عن الكيان الإسرائيلي.
وتوعّد كذلك بتعزيز عمليات قواته في المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط خلال الأيّام المقبلة، لاستهداف المزيد من السفن المرتبطة بإسرائيل.
وكانت صنعاء بعثت أكثر من رسالة إلى الرياض خلال الساعات الماضية، أكّـدت فيها جدّيتها في تنفيذ معادلة «المطار بالمطار والميناء بالميناء والبنك بالبنك».
ومن بين تلك الرسائل، واحدة غير معلنة أَدَّت إلى إرباك حركة الطائرات في مطار الملك عبد العزيز في العاصمة السعوديّة، لنصف ساعة، بحسب مصادر تحدّثت إلى «الأخبار»، مؤكّـدة أن هذه الرسالة دفعت السعوديّة إلى طرق المزيد من الوساطات الإقليمية لإيجاد مخرج لتورّطها مع الأميركي في اليمن.
وأجرى ولي العهد السعوديّ اتصالات برئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ناقشت جميعها، وفق ما نشرته وسائل إعلام رسمية سعوديّة، التطوّرات في المنطقة.
وجاءت هذه الاتصالات، بعد ساعات فقط على اتصال لابن سلمان بالرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان.
والملاحظ أن غالبية الدول التي طرق ابن سلمان بابها، وتحديداً العراق وروسيا، سبق أن لعبت خلال السنوات الماضية دوراً في الوساطة سواء مع اليمن أَو إيران.
وتشير خارطة التحَرّك المشار إليها، إلى سعي للبحث عن وسيط جديد في ظل تعثّر المساعي الأُخرى للتهدئة.
في المقابل، لمّحت صنعاء إلى أن قواتها قد تضع إمدَادات النفط السعوديّ في البحر الأحمر في قائمة الاستهداف، خلال الفترة المقبلة.
وجاء التلميح من خلال عرض قوات صنعاء البحرية عملية عسكرية استهدفت السفينة النفطية «CHIOS Lion» من المسافة صفر، منتصف الأسبوع الجاري، بزورق مُسيّر في البحر الأحمر، لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلّة.
والمغزى من العرض أنه إذَا استخدمت «أنصار الله» هذا التكتيك، فستكون له تداعيات اقتصادية فادحة على المملكة، ولا سيما أن صادرات النفط السعوديّ التي تمر عبر البحر الأحمر تصل إلى نحو أربعة ملايين برميل يوميًّا.
والمقطع الذي نشره «الإعلام الحربي» التابع لصنعاء، أظهر تمكّن القوات البحرية من تنفيذ العملية بواسطة زورق مفخّخ من طراز جديد لم يُعلن عنه بعد، فضلاً عن أن المشهد كشف عن دقة تنفيذ العملية ضد ناقلة نفط من دون حدوث تسرب نفطي في البحر الأحمر؛ إذ تم تركيز الهدف في مقدمة السفينة، وهو ما يؤكّـد أن قوات صنعاء تعمّدت توجيه رسالة لم يتضمنها بيان المتحدث باسمها، العميد يحيى سريع، الذي أكّـد استهداف السفينة اليونانية «CHIOS Lion» على خلفية انتهاكها قرار حظر الملاحة إلى الموانئ الإسرائيلية.
وذكرت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية، من جهتها، أن السفينة المستهدفة توجّـهت إلى أحد الموانئ القريبة، في حين أظهر موقع «ترافيك فيزال» المتخصّص بتتبّع السفن أنها لا تزال وسط البحر قبالة السواحل السعوديّة والمصرية منذ لحظة استهدافها.
ووسط انعدام مؤشرات خفض التصعيد الاقتصادي الذي تعانيه البنوك اليمنية، عمدت السعوديّة إلى التسريب إلى الإعلام أن «المجلس الرئاسي» الموالي لها، استجاب لمطالب الأمم المتحدة بوقف ذلك التصعيد الاقتصادي، ولمّحت إلى أن هناك ضغوطاً سعوديّة على «المجلس الرئاسي» للتوقيع على عريضة تقضي بالانخراط في مفاوضات اقتصادية برعاية الأمم المتحدة.
وتزامنت هذه التسريبات مع حراك دبلوماسي يقوده السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفين فاجن، في الرياض منذ أَيَّـام.
ووفقاً لوسائل إعلام موالية للمجلس، فإن فاجن عقد لقاءات برئيسه، رشاد العليمي، ونائبه، عيدروس الزبيدي، أبدى خلالها الأول دعم ما وصفها بـ«الإصلاحات الاقتصادية»، وهو ما يؤكّـد استمرار تأييد واشنطن ممارسة ضغوط اقتصادية على صنعاء.
* الأخبار البيروتية