كل ما يجري من حولك

«قرصنة» مداولات الحرب: نتنياهو يحفظُ رأسَه

117

متابعات| تقرير*:

لم يكن ما كشفته صحيفة «هآرتس»، أمس، بشأن منع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تسجيل المداولات الأمنية ومناقشات «الكابينيت» في الحرب، بالأمر الجديد.

فمنذ الأيّام الأولى، كشف محلّل الشؤون السياسية في «القناة الـ13»، سافي عوفديا، عن «منْع مكتب نتنياهو، الضباط العسكريين، من توثيق بروتوكولات الحرب، عبر حرمانهم من إدخَال أجهزة التسجيل معهم إلى اجتماعات الكابينيت، مثلما كان متّبعاً في كُـلّ الحروب السابقة، وذلك رغم أن هذه التسجيلات ذات أهميّة كبيرة على مستوى سَيْر العمليّات العسكرية، وتطبيق الأوامر في الميدان»، وهو ما أفضى في حينه إلى «مواجهة بين حرّاس أمن مكتب نتنياهو وغالانت، الذي لجأ إلى الشاباك لتقديم شكوى، مهدّداً بإحضار قوّة من غولاني للتصدّي لهم»، وفقاً لما كشف موقع «واللا» الإلكتروني وقتذاك. غير أن جديد ما تكشّف حول هذا الموضوع، وفقاً لـ«هآرتس»، هو امتثال الجيش الإسرائيلي لأوامر نتنياهو، والتي صدرت منذ أَيَّـام الحرب الأولى؛ إذ منذ ذلك الحين، يعمل مسؤولون وموظفون في مكتب نتنياهو حصراً، على تسجيل أَو توثيق محاضر الجلسات كتابياً في بروتوكولات.

وطبقاً لمراسل الشؤون السياسية في الصحيفة، ميخائيل هاوزر طوف، فإنه «في الأيّام الأولى، عقدت المناقشات الأمنية واجتماعات الكابينيت السياسي والأمني في مركز العمليات (البئر) في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، حَيثُ تُفعّل هناك أنظمة تسجيل أوتوماتيكية مهمتها توثيق وتسجيل ما يحدث»، لكن التسجيلات، بحسبه، توقفت خلال جلسات «الكابينيت»، وجلسات مداولات أمنية أُخرى، بناءً على طلب نتنياهو.

ووُجه الأمر بوقف التسجيلات، والذي صدر عن مكتب نتنياهو، وفقاً للصحيفة، إلى مكتب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ومن هناك إلى شعبة العمليات التابعة للجيش.

«ومنذ ذلك الحين استمر انقطاع التسجيلات طوال مدة المداولات الأمنية، وأثناء عقد الجلسات الأمنية، ومن ضمنها جلسات تقييم الوضع في مركز العمليات»، فيما لم يكتف نتنياهو بما تقدم، بل «نقل المداولات إلى مكتبه في مقر وزارة الأمن».

وطبقاً لما نقلته الصحيفة عن مصادر في دائرة نتنياهو، فإن الأخير «فضّل عقد الاجتماعات في مكان يتمتع فيه بسيطرة أكبر على الإجراءات، من دون أن يعتمدَ على الجيش لتسجيل وتوثيق المداولات»، وذلك رغم أن تسجيل بروتوكولات ومحاضر اجتماعات أمنية كهذه، «هو إجراء روتيني في الجيش، يهدف إلى المساعدة في تنفيذ القرارات».

بعد أَيَّـام قليلة من اندلاع الحرب، منع مكتب نتنياهو الجيش من تسجيل بروتوكولات محاضر مجلس الحرب

وبالعودة إلى ما كشفته عوفديا في «القناة 13»، فإنه بعد أَيَّـام قليلة من اندلاع الحرب، منع مكتب نتنياهو الجيش من تسجيل بروتوكولات محاضر مجلس الحرب، حَيثُ طلب من الضباط ترك أجهزة التسجيل التي أحضروها خارج قاعة الاجتماع الذي عقد وقتذاك في مركز إدارة العمليات في «الكرياه».

ولم يمضِ وقت على ذلك، حتى تكشف أن موظفة في أمن مكتب نتنياهو طلبت تفتيش رئيس الأركان، للتأكّـد من أنه لا يحمل أجهزة تسجيل، الأمر الذي أثار انتقادات حادّة تجاه سلوك نتنياهو وموظفي مكتبه عُمُـومًا تجاه كُـلّ ما يتعلّق بقضية البروتوكولات.

ورغم أنه جرت «لملمة» هذه الفضيحة، إلا أن السكرتير العسكري السابق لنتنياهو، آفي غيل، توجّـه إلى المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف-ميارا، قبل أشهر، معبراً عن مخاوفه حيال «محاولات جرت لتغيير نصوص وبروتوكولات جلسات الكابينيت، وكذلك محاضر المداولات الهاتفية بشأن التطورات الأمنية مع صنّاع القرار أثناء الحرب»، وفقاً لما كشفه موقع «واينت» أخيرًا.

ونقل الموقع في حينه عن مصادر في المنظومة الأمنية قولها إنه «منذ بداية الحرب، عُثر على فجوات ظهرت في بعض النصوص، لدى مقارنتها مع المناقشات والمحادثات التي جرت بالفعل».

وتبيّن فيما بعد، أن الرسالة التي وجهها غيل إلى بهاراف -ميارا، جاءت على إثر توجّـه أفراد في مكتب نتنياهو بشكل شخصي إلى الأول (بصفته السكرتير العسكري لنتنياهو في ذلك الوقت)، وتحذيرهم إياه من أن مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء حاولوا في الحرب تغيير أَو «العبث» ببعض البروتوكولات أَو النصوص التي وثّقت بعد عدة اجتماعات.

وأوضحوا أن أحد هذه البروتوكولات وثّق مناقشات سرية «حول استعدادات حساسة لحدث سياسي مهم».

وردّ مكتب نتنياهو على ما كرّرته الصحيفة، قائلاً إنه «وفقاً لأحكام لائحة عمل الحكومة، فإن جميع الاجتماعات الحكومية واللجان الوزارية تكون مرفقة بتسجيلات ومحاضر جلسات تنفذ بواسطة موظفي مكتب رئيس الوزراء فقط.

وكذلك في جلسات الكابينيت، يتم تسجيل محاضر الجلسات بواسطة مكتب رئيس الوزراء حتى لو جرت في مواقع عسكرية».

ويبدو أن نتنياهو متخوّف من لجنة التحقيق الرسمية التي ستُشكّل بعد الحرب، ولذلك يعمد إلى حصر مهمة توثيق وتسجيل البروتوكولات بمكتبه، حتّى يتسنّى له ولموظفيه العبث بها أَو إزالة أجزاء منها قد تؤثر لاحقاً على سير التحقيقات ضده.

* الأخبار البيروتية

You might also like