كل ما يجري من حولك

إيران ومعجزةُ الانتخابات وفوزُ پزشكيان

107

متابعات| تقرير*:

كانت حادثة وفاة رئيس الجمهورية الاسلامية الراحل (ابراهيم رئيسي) بتاريخ 19-5-2024 مؤثرة في ايران والدول الاسلامية وقوى التحرر بالعالم ،فلم يكن بالحسبان ان يقومَ شخص انفق جلا حياته في شوون القضاء بكل هذا المنجز خلال فترة لاتتعدى الثلاث سنوات سواء على مستوى الداخل او الخارج حتى اسمت مراكز الفكر والدراسات منهج ايران في الدبلوماسية (بدبلوماسية السجاد)و(الدبلوماسية الاسلامية ) واسماء اخرى للدلالة على فن الدبلوماسية الايرانية الناجح. بعد رحيل السيد رئيسي وورير الخارجية عبد اللهيان كان امام القيادة في ايران ان تؤخر الانتخابات الرئاسية التي يفرضها الدستور باجرائها خلال (50)يوما ،او ان تجريها في وقتها ايمانا منها بتثبيت قيم العمل واحترام الدستور وارادة الشعب الذي كتبه ووقع عليه . كانت اشبه بالمعجزة ان تقوم ايران باجراء الانتخابات بمدة لاتتعدى ال(41)يوما ، حيث لم تكن الدولة مهيّأة للانتخابات التي غالبا مايكون الاستعداد لها على الاقل قبل ستة اشهر او سنة ،فلابد من تحديث بيانات الناخبين وتهيئة مراكز الاقتراع والقضايا اللوجستية من اجهزة ومعدات واستمارات ووسائل نقل بالاضافة الموظفين اللذين من الواجب ادخالهم دورات للعمل باخر التقنيات ،كذلك وسائل الاعلام التي تحث المواطن للمشاركة ونقل وقائع الانتخابات نفسها والمشكلة الاهم (المرشحون )ومن الذي سيتقدم للترشيح في ظل ظروف البلد الداخلية والخارجية . بعد الاعلان عن موعد الانتخابات في مدة (50)يوما بعد شغور المنصب كما يؤكد الدستور ،سعى (80)مرشحا للمنصب ، فيما لم يتأهل منهم سوى (6)فقط . وعلى من صوء التوصيف بان هذا المرشح اصلاحي او محافظ ،فان الاسماء المرشحة هم ابناء الثورة الاسلامية الذين خدموا في مؤسساتها ونالوا شرف العمل بها ، ومن اسر معروفة بالتدين والزهد . المنصب بايران لاامتيازات فيه ،حيث واحدة من ميزات جميع الذين تسنموا المناصب هو (الزهد )،وقد تركوا مناصبهم وهم على ذات الحال فلادار توسعت ولامزارع طوبت ولااملاك ازلفت حيث يعودون الى منازلهم والى رواتبهم القديمة ودراجة الرئيس الاسبق محمود نجاتي خير شاهد على مانقول. او يكلفون بمنصب اخر ،وغالبا مايتشرفون بالعمل في مجمع تشخيص مصلحة النظام الذي يضم شخصيات الدولة السابقين وعليهم يقع تكليف اكبر في المشورة والراي . حين تم الاعلان عن موعد الانتخابات المبكرة ،اتفقت جميع وسائل الاعلام والكتاب والمفكرين ان هذه الدولة راسخة المؤسسات ،ولاغرابة في سرعة الاعلان عن الموعد ،لانها واثقة من اجراءاتها ومن مؤسساتها وشعبها . ليس هنالك من اجراء بحق اي شخص ايراني لايشارك في الانتخابات ،ولم نسمع او نقرأ يوما ان مواطنا ايرانيا عوقب او اتخذ به اجراء اداريا لانه لم يشارك بالانتخابات ، الانتخابات الايرانية الرئاسية لم تقتصر على الداخل بل اجريت في (92)دولة بالعالم فيما ادى حتى زوار المراقد الشريفة وحجاج بيت الله الانتخابات في العراق والسعودية .

مايلفت النظر ان الاعلام الغربي الناقم على الجمهورية الاسلامية يئس من ان ينال من الانتخابات واكتفى بالتركيز على امرين الاول (نسبة المشاركة بالانتخابات )والثاني ان رئيس الجمهورية بايران مقيد الصلاحيات ،وكلا الامرين غير صحيحة فالمشاركة تجاوزت الخمسين بالمئة ، ورئيس الجمهورية واسع الصلاحيات بحيث هو الثاني بعد منصب المرشد الاعلى . إيران لاتحكمها الامزجة والتفرد بالراي والتحولات الحادة في السياسة والاراء ، انما تعمل ك(اسرة )والقرار بالجمهورية الاسلامية يصدر وفق مباديء وقيم الاسلام ويتميّز النظام بالجمهورية الاسلامية بفرادة النموذج في الحكم الذي يجمع القانون الإلهي الديني الغيبي والقانون الإنسان الوضعي؛ وارتبطت محدّدات كلّ من “الجمهورية” و “الإسلامية” وأطرها في توليفة خاصة أمّنت للنظام السياسي الإيراني خاصية في عملية صنع القرار بغية الحفاظ على منجزات الثورة وبناء الدولة. وفي حين تمثّل القيادة السياسية عاملًا أصيلًا في عملية صنع القرار؛ لجهة تحديد سياسة الدولة، وإنتاج القرارات، تؤثر مجموعة من القوى الاجتماعية السياسية، بخصائصها المميزة في صناعة القرارايضا ويبقى صمام الامان الولي الفقيه ،الذي اجتمعت به صفات • العدالة والتقوى • الشجاعة، وعدم رضوخه للأوهام. والخبرة السياسية.والعلم بالقانون . • القدرة على إدارة وتدبير شؤون الأمة. وايمان الامة به ، واختياره قائداً . وحين تم الاعلان عن فوز السيد مسعود بزشكيان سارع المرشح الخاسر الدكتور سعيد جليلي للقول (على الجميع احترام الرئيس الجديد وتقديم الدعم له) اما المرشح الفائز پزشكيان فقد دخل إلى مرقد الإمام الخميني (رض) لتجديد العهد مع مُثُل مؤسس الثورة الإسلامية،والاعلان بانه سيسير على المنهج الذي خطه الامام الراحل .واكد (سنحاول فك العقد واحدة بعد الأخرى بإشراف السيد القائد الخامنئي) هذا هو منطق الرئاسة في ايران الاسلام ..فيما مناظرات المرشحين الاميركان تستك منها المسامع مما يصدر عنهم من بذاءة القول .

الكاتب:

د.محمود الهاشمي

– كاتب وباحث عراقي- الخنادق

 

You might also like