صنعاءُ تتجاهَلُ عروضَ واشنطن والكلمةُ للميدان
متابعات| تقرير*:
في موازاة انطلاق جولة مفاوضات جديدة بين الأطراف اليمنية، برعاية الأمم المتحدة، وبحضور سعودي لافت، في مسقط، أمس، دفعت الولايات المتحدة بمبعوثها لدى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى المنطقة، في محاولة لإحداث اختراق ديبلوماسي يسهم في خفض التصعيد العسكري الذي تقوده قوات صنعاء، في نطاق عملياتها البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي والبحر المتوسط. وتتزامن هذه المحاولة الأميركية مع انحسار الوجود العسكري الأميركي في ذلك النطاق، بعد انسحاب حاملة الطائرات «آيزنهاور»، وإرجاء واشنطن نشر الحاملة البديلة «روزفلت». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان أمس، أن «ليندركينغ سيزور السعودية وسلطنة عمان هذا الأسبوع لمواصلة المناقشات بشأن الهجمات العسكرية في البحر الأحمر وملف الاعتقالات الأخيرة التي طاولت موظفي الأمم المتحدة والديبلوماسيين والمنظمات غير الحكومية الدولية في صنعاء». وادعت أن «العمليات اليمنية في البحر الأحمر تهدّد التقدّم نحو التوصل إلى حل دائم للصراع في اليمن، وتعرقل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين»، مجددة دعم واشنطن «بقوة تحقيق سلام دائم وشامل في اليمن من أجل الشعب اليمني»، ومشيرة إلى أن المبعوث الأميركي «يخطّط للاجتماع مع نظرائه لمناقشة الخطوات اللازمة لتهدئة الوضع الحالي ودعم الشعب اليمني».
يأتي ذلك في أعقاب تلقّي صنعاء عروضاً متجددة مغرية، قدّمتها واشنطن عبر وسطاء دوليين قبل أيام. وبحسب مصادر في العاصمة اليمنية، تحدثت إلى «الأخبار»، فإن «الولايات المتحدة أبدت استعدادها لدعم أي اتفاق يقضي بحلّ ملف المرتّبات ومعالجة الانقسام المالي والنقدي في البلد»، وهو ما يؤكد وقوف واشنطن وراء تعثر التوصّل إلى تفاهمات بين الأطراف اليمنية، وضلوعها في التصعيد الاقتصادي الأخير الذي بدأته الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في عدن ضد القطاع المصرفي في صنعاء. لكن الأخيرة ضاعفت رسائلها العسكرية إلى واشنطن، من خلال إزاحتها الستار عن سلاح بحري جديد دخل الخدمة أخيراً، إذ أعلن المتحدّث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أول من أمس، أن القوات البحرية اليمنية أدخلت إلى المعركة زورقاً عسكرياً جديداً غير مأهول، موضحاً، في بيان، أن «هذا الزورق الذي يتميّز بقدرة تدميرية عالية وتكنولوجيا متقدّمة، دخل الخدمة في عملية استهداف السفينة ترانس وورلد نافيغيتور». كذلك، نشر «الإعلام الحربي اليمني»، أمس، مشاهد للعملية التي نفذت بواسطة زورق «طوفان 1»، واستهدفت السفينة المذكورة في البحر الأحمر الأسبوع الماضي. وأكدت المشاهد سرعة الزورق في تحقيق الأهداف وقدرته على المناورة.
وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية في صنعاء، لـ«الأخبار»، تلقي الجهات الحكومية اتصالات من عدة دول أجنبية جددت التزامها بقرارات اليمن منع مرور السفن إلى موانئ الكيان الإسرائيلي من البحرين الأحمر والمتوسط، وطلبت من صنعاء عدم تحويل أي سفن تابعة لها إلى أهداف عسكرية، ادعت «القيادة المركزية الأميركية» إحباط هجوم بحري واسع في البحر الأحمر، وقالت في بيان، أول من أمس، إنها «اشتبكت مع سبع طائرات مسيّرة وتمكّنت من إسقاطها في البحر الأحمر»، وذلك بالتزامن مع تجدّد الغارات الجوية الأميركية والبريطانية على مطار مدينة الحديدة.
وفي تطور لافت، أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم «أحرار عدن»، دخولها إلى جانب صنعاء في مواجهة الكيان الإسرائيلي. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه رجل ملثّم بالكوفية الفلسطينية، معلناً من عدن انطلاق عملية «دك البحر»، نصرةً لقطاع غزة، وقائلاً إن الجماعة «لن تسمح للصهاينة وأذنابهم باللعب على أوتار الملف الداخلي والبنك المركزي وجعلها ذريعة لوقف نصرة غزة في البحر الأحمر وخليج عدن»، وذلك في إشارة إلى القرارات التي اتخذها بنك عدن مدفوعاً من الخارج، خلال الفترة الماضية، لاستهداف الاقتصاد اليمني، على خلفية مساندة صنعاء لغزة.