المقاومةُ تحرمُ العدوَّ الإنجازَ.. ضغط مكثّف وسط غزة
متابعات| تقرير*:
فيما يواصل جيش الاحتلال عمليته البرية الكبرى في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أعلن، أمس، إكمال السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي، في الوقت الذي تحدّث فيه عن انتهاء عمليته المحدودة في شرق مخيم النصيرات، زاعماً أنه تمكّن فيها من هدم أحد الأنفاق التي تربط شمال القطاع بوسطه وجنوبه، فضلاً عن توسيع المنطقة العازلة المحيطة بحاجز «نتساريم». وإلى جانب التوغل البري في شرق مدينة دير البلح التي يواصل فيها عمليته، كثّف من عمليات القصف والمجازر الجماعية التي تسببت، خلال أسبوع واحد، باستشهاد نحو 200 نازح، قضوا معظمهم في قصف بنايات سكنية ومراكز إيواء.في مقابل ذلك، شهد أمس سلسلة من المهمات القتالية في كل محاور القتال؛ ففي رفح، حيث يعمل جيش الاحتلال بشكل مريح على الحدود المصرية مع القطاع، نفّذت «سرايا القدس» عملية استحكام مدفعي دقيقة. وقالت «السرايا»، في بلاغها، إنه وبعد الرصد الدقيق لمواقع تمركز الدبابات الإسرائيلية، قصف جنودها مسرح التوغل بوابل من قذائف «الهاون» النظامية من العيار الثقيل، فيما أعلنت «كتائب القسام» تمكّن جنودها من استهداف دبابة «ميركافا» 4 بقذيفة «الياسين 105» في مخيم يبنا. أما في محور القتال في مدينة دير البلح وسط القطاع، الذي يشهد ضغطاً ميدانياً متصاعداً، فقد أعلنت «القسام» أن مقاوميها تمكّنوا من استهداف شقة كان يتحصن فيها جنود العدو بقذيفة «تي بي جي»، ما تسبّب بوقوع أفرادها بين قتيل وجريح، واستدعى هبوط عدد من الطائرات المروحية لإجلاء القتلى والمصابين.
أيضاً، نال حاجز «نتساريم» ومواقع العدو المستحدثة هناك، نصيباً وافراً من عمليات المقاومة، حيث أعلنت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى» أنها قصفت، بمشاركة «كتائب القسام»، مواقع الجيش وثكناته هناك، بوابل من قذائف «الهاون». كما أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها قصفوا تموضعاً لجنود العدو على خط الإمداد في «نتساريم»، جنوب تل الهوا غرب مدينة غزة، بالعشرات من قذائف «الهاون» الدقيقة. كذلك، وزّعت «السرايا» مقاطع مصوّرة أظهرت قصف مقاوميها لمدينة أسدود و«نتساريم» بالقذائف والصواريخ، بينما أعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين» أن مقاوميها قصفوا الهدف ذاته بقذائف «الهاون».
وفي صراع الصورة والرواية، ظهر في مقطع فيديو نشره الإعلام العسكري التابع لـ«القسام»، أمس، بدوي من مقاومي «القسام»، وهو يوجه رسالة إلى العدو، في إشارة إلى أن المكوّن البدوي هو جزء من المقاومة، خصوصاً بعدما اتضح أن أحد قتلى جنود العدو في حادثة اقتحام موقع «كرم أبو سالم» هو من البدو الذين يخدمون في جيش الاحتلال. كما نشر الإعلام العسكري عبر قناة «الجزيرة»، مشاهد جديدة عن كمين مركّب نفّذه المقاومون في مدينة بيت حانون في 11 أيار الماضي، استمر طوال 26 ساعة. وإلى جانب المشاهد الفريدة التي ظهر فيها المقاومون وهم يفخّخون الأنفاق على مرحلتين، ثم يقنصون قادة العدو، تظهر خصوصية المكان في أن مدينة بيت حانون التي نالت قسطاً وافراً من الضغط الميداني والقصف الجوي طوال أشهر، لا ينال يفشل العدو في حسم العملية فيها في الشهر الثامن من الحرب.