العدوّ الإسرائيلي يصطدمُ بجهوزية عالية للمقاومة في شمال غزة وجنوبها ويعترفُ بخسائرَ كبيرة
متابعات| رصد:
توازياً مع بدء اجتياحه لرفح، عاود الجيش الإسرائيلي، هذا الأسبوع، التوغل في منطقة جباليا شمال قطاع غزة، تحت عنوان “إجهاض محاولات حماس لإعادة بناء قدراتها هناك” لكن حجم الاستعداد القتالي الذي أبدته المقاومة الفلسطينية لمواجهة الجيش الإسرائيلي في رفح جباليا في آن واحد أكّـد بوضوح أن قدراتها لم تتضرر بالشكل الذي تصوره العدوّ أصلاً، وهو ما سلط المزيد من الضوء على قابلية أهداف الجيش الإسرائيلي للتحقّق، وأبرزها هدف التخلص من المقاومة أَو إضعافها على الأقل.
منذ صباح الثلاثاء، وحتى لحظة الكتابة، أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ عدد كبير من العمليات ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في جباليا شمال القطاع وفي رفح جنوباً، وبحسب بلاغات رسمية رصدها موقع “يمن إيكو”، فقد استهدفت القسام قرابة 15 آلية عسكرية إسرائيلية معظمها دبابات من نوع “مركافا”.
كما أعلنت القسام عن قتل 7 جنود إسرائيليين في اشتباك من مسافة صفر، إلى جانب آخرين قالت إنهم سقطوا خلال كمائن واستهداف آليات ومنازل تحصنوا فيها، بالإضافة إلى استهداف تجمعات بقذائف الهاون.
وخلال ذلك، أطلقت القسام رشقة صاروخية استهدفت “عسقلان”.
وأعلنت سرايا القدس أَيْـضاً إطلاق رشقة صاروخية على “عسقلان” و”سديروت” واستهداف قوات إسرائيلية متحصنة في منازل بجباليا ومناطق أُخرى، واستدراج قوة أُخرى إلى كمين مركب في شارع الذهب، وتفجير جرافة، وقنص جندي إسرائيلي واستهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي في رفح.
كما أعلنت لاحقاً عن إسقاط طائرة إسرائيلية بدون طيار من نوع “إيفو ماكس” شرق خانيونس.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 13 جندياً في قطاع غزة اليوم، و95 جندياً منذ مطلع الأسبوع، وهو إعلان يبدو بوضوح أنه لا يقول كُـلّ شيء، فالحديث عن 95 إصابة خلال خمسة أَيَّـام بدون قتلى يثير الكثير من التساؤل.
العمليات المكثّـفة للمقاومة، بما في ذلك إطلاق الرشقات الصاروخية، جددت التأكيد على أن أهداف الجيش الإسرائيلي وعلى رأسها إضعاف المقاومة والقضاء عليها غير قابلة للتحقّق، فالاستعداد القتالي الذي أبدته فصائل المقاومة على مختلف محاور القتال، وبشكل متزامن، أكّـد أن قدرات المقاومة لم تتضرر بالشكل الذي صوره الجيش الإسرائيلي عندما تحدث عن مساعيه “لإجهاض محاولات المقاومة لإعادة بناء قدراتها في الشمال”.
بل إن العمليات المكثّـفة التي تنفذها المقاومة في الشمال بالتوازي مع التصدي للاجتياح في رفح، تشير إلى أن المقاومة قادرة على إعادة الجيش الإسرائيلي فجأة إلى نقاط كان يظن أنه قد تجاوزها على مستوى الاشتباك المباشر، وبالتالي فإن تقييماته كلها لا يمكن الاعتماد عليها، بما في ذلك تقييم اجتياح رفح.
هذه المعطيات أعادت إلى الواجهة الحديث عن استحالة تمكّن الجيش الإسرائيلي من تحقيق أي إنجاز عسكري حقيقي في هذه المعركة، وهو ما باتت حتى الولايات المتحدة الأمريكية تعترف به رسميًّا، حَيثُ أصبحت تشكك في قدرة إسرائيل على تحقيق “نصر كاسح” في غزة، بحسب ما قال نائب وزير الخارجية الأمريكي كيرت كامبل، أمس الاثنين،.
وفي ظل انسداد أفق الانتصار العسكري، فإن النتيجة البديلة-بحسب تصريحات متكرّرة لنتنياهو نفسه- هي الهزيمة، والمتمثلة في قبول شروط المقاومة وعلى رأسها الانسحاب من غزة وعودة النازحين وإجراء صفقة لتبادل الأسرى.