كل ما يجري من حولك

أعراض وطرق علاج التهاب القصبات الهوائية؟  

162

متابعات| رصد:

يعد التهاب القصبات مرضاً شائعاً وكثير التوارد ويعرف بأنه التهاب على مستوى الطبقة المبطنة للقصبات الهوائية (وهي أقنية هوائية تحمل الهواء الداخل إلى الجهاز التنفسي من وإلى الرئتين) وينتج هذا الالتهاب عن تخريش لهذه البطانة.

أنواع التهابات القصبات

تتفرع الرغامى في الصدر إلى قصبتين يمنى ويسرى، تتفرع بدورها كل واحدة منهما عدة مرات إلى قصيبات أصغر حتى الوصول إلى مستوى القصيبات التنفسية (وهي أصغر الأنابيب الهوائية على مستوى الرئتين) التي تنتهي بالأسناخ (وهي الأكياس الهوائية الموجودة في نهاية الطريق التنفسي والتي يحدث فيها التبادل الغازي بشكل رئيسي).

في الحالة الطبيعية تنتج الطبقة المبطنة للقصبات المخاط الذي يلعب دوراً مهماً جداً في حماية الرئتين من المواد المخرشة والكائنات الحية الممرضة، حيث تلتصق عند دخولها القصبات بهذه المادة المخاطية وتطرح بعد ذلك عبر الفم عن طريق السعال. يوجد نوعان من التهاب القصبات (الحاد والمزمن) ومعايير التفريق بينهما بسيطة نسبياً، حيث:

نقول عن التهاب القصبات بأنه مزمن عند وجود سعال يومي منتج (يترافق مع قشع) لمدة لا تقل عن 3 أشهر خلال سنة واحدة ولمدة سنتين على التوالي (كل سنة من هاتين السنتين يعاني فيها المريض من سعال منتج لقشع لمدة ثلاث أشهر متواصلة على الأقل). أما التهاب القصبات الذي لم يحقق المعايير السابقة من حيث المدة فيقال عنه أنه التهاب قصبات حاد.

أسباب الإصابة بالتهاب القصبات

تتنوع العوامل المسببة لالتهاب القصبات حيث يمكن أن يسببه:

الفيروسات: التهاب القصبات الحاد في المجمل فيروسي المنشأ، حيث غالباً ما تسببه الفيروسات ذاتها المسببة لنزلات البرد أو الرشح، وهذه الفيروسات تتواجد في القطيرات المتطايرة من فم المريض وأنفه عند السعال أو العطاس، وتبقى معلقة لمدة في الهواء المحيط لتستقر بعدها على الأسطح المحيطة بالمريض على مسافة متر تقريباً وبهذه الطريقة تحدث العدوى.

المواد المخرشة: قد ينتج التهاب القصبات عن استنشاق المواد المخرشة مثل الأبخرة والكيماويات ودخان السجائر، حيث يعتبر التدخين السبب الرئيسي لالتهاب القصبات المزمن، الذي يمكن أن يحدث أيضاً عند المدخنين السلبيين (الأشخاص المحيطين بالمدخن والذين يستنشقون دخان السجائر) بشكل مماثل للشخص المدخن.

العوامل المهنية: يمكن أن يحدث التهاب القصبات نتيجة استنشاق بعض المواد الموجودة في بيئة العمل الخاصة بالمريض، وأشهر هذه المواد: غبار الحبوب (عمال الأفران والمزارعين). الأمونيا. الحموض القوية. الكلور.

في كل من التهاب القصبات الحاد والمزمن قد تتضمن الأعراض كل من:

 

السعال. القشع والذي يمكن أن يكون شفاف أو أبيض أو أصفر أو أخضر اللون، وفي حالات نادرة، مُدمى. التعب. الحمى والقشعريرة. قصر التنفس وصعوبته. حس عدم ارتياح في الصدر. في حال الإصابة بالتهاب القصبات الحاد قد يعاني المريض من أعراض الزكام مثل الصداع والألم العضلي والتي تزول غالباً في غضون أسبوع. قد يعاني مرضى التهاب القصبات المزمن من فترات تشتد فيها الأعراض وخاصة السعال نستدل منها على تطور التهاب جرثومي حاد على أرضية التهاب القصبات المزمن.

ينصح بزيارة الطبيب في حال كان السعال:

مستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع. يمنع المريض من النوم. مترافق مع حمى بدرجة حرارة أعلى من 38 درجة مئوية. مترافق مع تغير لون القشع أو دم. مترافق مع وزيز (صوت صفير ناعم أثناء التنفس) أو صعوبة التنفس.

العوامل التي تزيد احتمال الحدوث أو شدة الإصابة هي:

التدخين: الأشخاص المدخنين، أو الذين يعيشون مع أشخاص مدخنين لديهم احتمال أعلى للإصابة بالتهاب القصبات الحاد والمزمن. انخفاض المناعة (مقاومة الجسم) لأي سبب من الأسباب كالأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة (سكري –ضغط –قصور كلوي) أو الأطفال والرضع. الذين يعانون من ارتجاع محتويات المعدة للمري (الحرقة) بسبب التخريش المتكرر للحنجرة والطرق الهوائية.

الاختلاطات المرافقة لالتهاب القصبات

على الرغم من أن الإصابة بالتهاب القصبات الحاد غالباً لا تخلف عقابيل مهمة إلا أنها قد تتطور لذات رئة عند بعض الأشخاص (لا سيما المسنين)، حوالي 5% من مرضى التهاب القصبات يطورون ذات الرئة التي تحدث نتيجة انتشار الالتهاب للأسناخ (الأكياس الهوائية الرئوية) والنسيج الرئوي.

علاج التهاب القصبات

تشفى معظم حالات التهاب القصبات خلال أسابيع قليلة بدون اختلاطات، وتشمل الإجراءات المتبعة في علاج التهاب القصبات كل مما يلي: الإكثار من شرب السوائل والراحة.

نظام غذائي متوازن وطعام صحي.

التمارين الرياضية المعتدلة وتجنب التدخين. العلاج الدوائي يوجد بعض الأدوية التي تستخدم لتخفيف الأعراض مثل: الموسعات القصبية: التي تستخدم لتحسين التنفس عند وجود صعوبة فيه، وتوصف كرذاذ للاستنشاق أو أقراص فموية.

حالات القشع (المقشعات): تستخدم في إذابة المخاط في الرئتين والقصبات لتسهيل خروجه مع السعال. الصادات الحيوية: لا توصف الصادات بشكل روتيني لعلاج التهاب القصبات، فهو فيروسي المنشأ غالباً، كما أن تناول الصادات الحيوية يساهم في جعل الجراثيم أكثر مقاومة للصادات، ويكون إعطاء الصادات الحيوية أمراً مستحسناً في عدد من الحالات منها: الأطفال الخدج (المولودين قبل أوانهم). كبار السن فوق 80 عام. الأشخاص المصابين بمرض قلبي أو رئوي أو كلوي أو كبدي. الأشخاص المضعفين مناعياً لأي سبب كان.

ويفضل إعطاء الأموكسيسلين أو الدوكسيسايكلين لمدة 5 أيام.

من العلاجات المنزلية المفيدة أيضاً هو تحضير خليط من العسل والليمون الذي يساعد في شفاء الحنجرة المتقرحة وتسهيل خروج القشع.

تبقى الوقاية عاملاً أساسياً في مواجهة هذا المرض وذلك بـ :

تجنب التدخين والإقلاع عنه، والابتعاد عن المدخنين. غسل الأيدي بشكل دوري يسهم في تجنب انتقال الفيروسات المسببة لالتهاب القصبات. اللقاح: ولا سيما لقاح الإنفلونزا السنوي، كما أن اللقاحات الواقية من ذات الرئة مفيدة في الوقاية من اختلاطات التهاب القصبات.

ختاماً.. بقليل من الوقاية يمكن تجنب الإصابة بالتهاب القصبات خصوصاً عند مجموعات الخطر التي قد تكون الإصابة بالتهاب القصبات مهددة لحياتها أو مسببة لعواقب دائمة بعدها.

You might also like