عن الرد الإيراني..
عن الرد الإيراني..
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.
لقد كان رداً حازماً ومنضبطاً..
حازماً لأنه قام بتوجيه رسالة واضحة ومباشرة للكيان الصهيوني، وحلفائها أَيْـضاً بأنه لم يعد بإمْكَان هذا الكيان بعد اليوم استهداف مصالح إيران سواءً داخل الأراضي الإيرانية أَو خارجها الأمر الذي سيجعل هذا الكيان يفكر أكثر من عشر مرات قبل أن يقوم بمهاجمة إيران..
ومنضبطاً لأنه أتى فقط في إطار ما يضمن القيام بإيصال وإبلاغ هذه الرسالة بشكلها الواضح والدقيق الذى جاءت عليه ورآه العالم كله البارحة..
هذا يعني أننا اليوم أمام معادلة ردع، وقواعد اشتباك جديدة تأتي امتداداً وتعزيزاً لتلك المعادلة التي فرضتها عملية السابع من أُكتوبر وما ترتب عليها من بروز ودخول قوى إقليمية جديدة على خط المواجهة العسكرية أهمها اليمن..
استخدمت إيران في هذا الرد خطة الخداع الاستراتيجي من ناحيتين:
الأولى: أن هذا الهجوم الإيراني جاء بعد انتهاء عطلة السبت، بخلاف ما جرت عليه العادة من أن أنسب وقت لمهاجمة هذا الكيان هو نهار السبت، نظراً لخصوصية هذا اليوم الدينية لدى اليهود والذي يتوقفون فيه كليًّا عن العمل، وهذا ما دعا الأمريكان والكيان الصهيوني إلى الحديث، أمس الأول عن احتمالية قيام إيران بالرد صباح السبت!
إيران، بدورها، قامت بكسر هذه القاعدة وهذه النظرية وقامت بمهاجمة الكيان الصهيوني صباح الأحد..
أي: في وقت كان قد استبعده، وإلى حَــدّ ما، الكيان الصهيوني وحتى أمريكا..
الثانية: قيام إيران بإطلاق كم هائل من الصواريخ والمسيرات لإلهاء الكيان وتشتيته عن الهدف الحقيقي الذي كانت تريده إيران وهو ضرب الموقعين الذين انطلق منهما ذلك الطيران الصهيوني الذي ضرب قنصليتها في دمشق، وهذا، بالفعل، ما تحقّق لها..
أثبت هذا الرد الإيراني أمرين اثنين هما:
فشل أمريكا في حماية هذا الكيان رغم تأكيداتهم وتعهداتهم والتزاماتهم المتكرّرة بذلك..
كما أثبت أَيْـضاً عجز جميع منظومات الدفاع الجوي الصهيوني عن ضمان توفير الحماية الكاملة لهذا الكيان..
وهذا بالطبع يأتي تأكيداً وتعزيزاً لما كانت قد أثبتته وأكّـدته اليمن مسبقًا في هذا الجانب..
من هنا أستطيع القول أن إيران قد حقّقت كُـلّ أهدافها المتعلقة بما كانت قد توعدت به من حتمية الرد والعقاب للكيان الصهيوني جراء استهدافه لقنصليتها في دمشق وبصورة جعلت هذا الكيان وحلفائه يتيقنون أنهم أمام عملاق صامت ولحمه مر اسمه: إيران.