ما هي التأثيراتُ الاقتصادية للتورُّط الأمريكي في حال اندلاع الحربِ الموسّعة؟
متابعات| تقرير*:
قبل معركة طوفان الأقصى كان التوجّه الأميركي نحو الأولويات الداخلية والمنافسة الصينية حيث شكّل مرتكزًا في التخلّص من أعباء المنطقة والتفرّغ لتحدياتها الداخلية والعالمية. لكنها سعت قبيل الانكفاء التدريجي إلى تثبيت كيان الاحتلال في منطقة غرب آسيا من خلال فرض نفوذه عبر مسارات التطبيع والاتفاقيات الدفاعية. في هذا الإطار أظهر الدعم للحليف الإسرائيلي خسارة الولايات المتحدة للكثير من الموارد والتمويل دون فعالية أو نجاعة، وستزداد التأثيرات الاقتصادية السلبية على الولايات المتحدة إذا تورطت في حرب موسعة.
ما هي التأثيرات الاقتصادية للتورّط الأميركي في حال اندلاع الحرب الموسّعة؟
– الأعباء الإسرائيلية المضافة: تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل نحو 3.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية سنويًا، بموجب خطة مدتها 10 سنوات بدأت في عام 2016، وهو أكبر مبلغ تقدمه أي دولة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وبلغت قيمة المساعدات الأميركية للكيان ما يزيد على 124 مليار دولار. وستزداد هذه الأعباء في حالة الحرب الموسعة.
– تصريحات صناع السياسات الاقتصادية: يُبدي صنّاع السياسات الاقتصادية عدم ارتياحهم بشأن التأثير الاقتصادي للصراع الأوسع، ولديهم الكثير من المخاوف بشأن سرعة التطورات الجيوسياسية. وهذه النصائح ساهمت في توصية البيت الأبيض للكيان بتأجيل الغزو البري للإجابة عما أسماه المتحدث باسم المجلس الأمن القومي، جون كيربي، “العواقب غير المقصودة” للعمليات العسكرية الأوسع.
– الوضع الاقتصادي الأميركي: كتبت مديرة الميزانية في البيت الأبيض، شالاندا يونغ، في رسالة للكونغرس أنه بحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، استخدمت وزارة الدفاع الأميركية 97% من التمويل الإضافي البالغ 62.3 مليار دولار الذي تلقته، واستخدمت وزارة الخارجية كل مبلغ الـ 4.7 مليار دولار من صندوق المساعدة العسكرية الذي تم تخصيصه لها. الأمر الذي يشير إلى عبء الحرب الإسرائيلية على الخزانة الأميركية. كما يعاني الاقتصاد الأميركي ضغوطًا مالية كبيرة وارتفاعاً مستمراً في التضخّم وارتفاعاً شبه تاريخي في أسعار الفائدة، ومثل هذا التورط في الحرب يمكن أن يقلل من نمو الناتج المحلي الإجمالي.
– الكلفة الأميركية العسكرية: تستخدم “إسرائيل” برامج المساعدات الأميركية في الاستثمارات اللازمة لتطوير صناعة الأسلحة. ومع ذلك، حتى مع قدرات الكيان الكبيرة في صنع الأسلحة، تشير بيانات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) إلى أن قوات الدفاع الإسرائيلية لا تزال تعتمد بشكل كبير على الأسلحة والتكنولوجيا التي توفرها الولايات المتحدة.
– التداعيات على السباق التنافسي مع الصين: إن توسعة الحرب والدخول الأميركي العسكري الشامل يخدم مصلحة كل من الصين وروسيا وقد يعيد مسار السباق الأميركي الصيني الروسي التنافسي إلى الوراء لصالح كل من بكين وموسكو. وإن فتح جبهة جديدة في المنطقة مع محاولة تحقيق مصالح واشنطن المعلنة في أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ والهندي يهدد بإغراق أميركا في أزمة اقتصادية في ظل المشكلات الاقتصادية الداخلية.
يختلف اليوم وضع الاقتصاد الأميركي عما كان عليه قبل الحرب على العراق وأفغانستان. تواجه واشنطن مشكلات اقتصادية جمة من قبيل ارتفاع التضخم المالي ورفع البنك الفيدرالي الأميركي الفوائد. وقد شهدت مؤخرًا أزمة مصرفية ومالية (إفلاس 3 بنوك أضرت بالأسواق المالية وكادت أن تسحب الاقتصاد الأميركي إلى تداعيات أكبر) مع انخفاض قيمة الدولار، وغيرها من المشكلات التي تدفع بها نحو فقدان السيطرة على الإنفاق، وانخفاض المرونة في الاستجابة للأزمات بشكل سريع وتأمين الدعم اللازم. وفي حين تتحمّل حاليًّا، واشنطن أعباء تأمين موارد الحرب على فلسطين، لكن تورطها في حرب كبرى سيفرض كلفة مباشرة تضاعف الكلفة الحالية.
* الخنادق