العرقلةُ الإماراتيةُ خلفَ الباب: حركة أنصارُ الله (الحوثيين) متفائلةٌ بسلامٍ وشيك عقب الاتفاق على هذا الأمر
العرقلةُ الإماراتيةُ خلفَ الباب: «أنصارُ الله» متفائلةٌ بسلام وشيك
متابعات| تقرير*:
لا تخفي حركة «أنصار الله» تفاؤلها بقرب توصل المفاوضات الجارية في الرياض إلى اتفاق، إذ يؤكد عضو مكتبها السياسي، على القحوم، لـ«الأخبار»، أن «ميلاد السلام بات وشيكاً». وفي ردّه على الإماراتيين الذين يتحدّثون عن إمساكهم بمصير المحافظات الجنوبية، يقول القحوم إن الحوار “يجري مع قائدة العدوان”، السعودية، التي سوف تقع المسؤولية عليها في حال عمدت أبو ظبي أو الميليشيات الموالية لها إلى إفشال أيّ اتفاق سلام.
تقترب مفاوضات الرياض الجارية، منذ يوم الجمعة الماضي، بين وفد صنعاء والجانب السعودي، بوساطة عمانية، من وضع خريطة طريق للسلام في اليمن. فعلى مدى الأيام الفائتة من جولة المفاوضات المباشرة الثانية التي غابت عنها الأمم المتحدة والحكومة الموالية لـ”التحالف”، استمرّ الحوار حول التفاصيل النهائية للملفات المطروحة على الطاولة، وأهمها ملف المرتّبات.
وفي حين قلّلت حكومة عدن وبعض الأطراف الموالية للإمارات من أهمية مفاوضات الرياض ونتائجها، جاء رد قيادات في حركة «أنصار الله» معاكساً لتلك التسريبات، إذ أكد عضو المكتب السياسي للحركة، حزام الأسد، أن «المفاوضات القائمة بين صنعاء والرياض تسير في أجواء إيجابية». ونقلت وكالة «سبوتينك» الروسية عن الأسد قوله إن «محادثات السلام بين السعودية والوفد اليمني ستكون آخر الجولات التي تُعقد في الرياض»، في إشارة إلى اقتراب الانتهاء من التوافق على صيغة نهائية للسلام. ولفت إلى أن «المحادثات تجرى بوساطة عمانية بعيدة تماماً عن أي دور للأمم المتحدة التي كان دورها سلبياً ومؤجِّجاً للحرب طوال السنوات الثماني من الحرب والحصار على اليمن».
سبق لحكومة الإنقاذ أن أكدت أن بند التعويضات ومعالجة آثار الحرب والدمار وإعادة الإعمار هو أحد أهم بنود السلام
ويقول مصدر مقرّب من حكومة صنعاء، لـ«الأخبار»، إن «النقاشات التي جرت على مدى الأيام الماضية، استكملت الحديث في البنود التي تمّ تأجيل النقاط الخلافية فيها في المفاوضات المباشرة التي عقدت بين الجانبين بحضور الوسيط العماني، وذلك في جولة صنعاء» التي جرت في نيسان الماضي، وقادها عن الجانب السعودي، سفير المملكة، محمد آل جابر، وعن “أنصار الله” رئيس وفدها، محمد عبد السلام. ويضيف المصدر إن «الجانب السعودي وضع تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن، بما في ذلك الغارات الجوية والهجمات العابرة للحدود، على رأس قائمة أولوياته، وحاول فتح ملف المنطقة العازلة مرة أخرى على رغم فشله مطلع العام الجاري في إقناع صنعاء بالموافقة على هذا الطلب تحت مبرّر المخاوف الأمنية، فيما لم يناقَش وضع الميليشيات المسلّحة الموالية لتحالف العدوان. كما وُضعت إعادة تصدير النفط الخام والغاز المسال في قائمة الأولويات».
وفي ظلّ استمرار تغييب حكومة عدن و«المجلس الرئاسي» عن مفاوضات الرياض، حذّر موالون لتلك الحكومة من نتائج المفاوضات التي وصفوها بـ«المشفرة»، معتبرين أن «غياب أي تمثيل لحكومة عدن يؤكد أنها غير مؤهلة لقيادة المفاوضات، وأن تعدّد التيارات في أوساطها يضاعف احتمالات فشلها في أي مفاوضات تكميلية قادمة». وفي هذا الإطار، لمّح مساعد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» السعودية الرسمية، عبد الله آل هتيلة، إلى أن «خلافات في جولة الرياض تدور حول وضع القوى اليمنية الموالية للتحالف»، مشيراً، في تغريدة على منصة «X»، إلى أن بلاده تسعى إلى إقناع صنعاء باحتواء تلك القوى في إطار ما وصفه «الدولة». وكان آل هتيلة قد ذكر، في تغريدة سابقة، أن بلاده «لا تمانع حلّ كل الأحزاب والكيانات المسلّحة الموالية لها، في رسالة إلى صنعاء بأنها ضمن دولتها الجديدة». وكشف عن تقديم بلاده عرضاً لصنعاء تمثّل في إقامة مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن، لكنه أشار إلى ربط الخطوة بالتوصّل إلى اتفاق سلام في اليمن. وسبق لحكومة الإنقاذ أن أكدت، على لسان عدد من قياداتها، أن بند التعويضات ومعالجة آثار الحرب والدمار وإعادة الإعمار هو أحد أهم بنود السلام، متمسّكةً بتحميل الرياض كامل تكاليف تلك التعويضات.
* الأخبار البيروتية