متابعات| تقرير*:

وجّه رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي رسالة اعترف فيها بالأضرار الجديّة التي يعاني منها الجيش بسبب احتدام الأزمة الداخلية بين اليمين والمعارضة على خلفية إقرار قانون “إلغاء عدم المعقولية” من بين “التشريعات” التي تستهدف الجهاز القضائي. زعم “هاليفي” “الدعوة الى الوحدة في الجيش بعد تقييم رسمي يفيد بتضرر الكفاءة التشغيلية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، جراء التوقف عن الخدمة الاحتياطية”. كما أعلن الجيش أنّه “بدأت عملية المس بكفاءة الجيش والتي قد تتضرر في غضون أسابيع بسبب رفض الخدمة العسكرية”.

في هذا السياق، رأت المراسلة العسكرية والأمنية في صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية ليلاش شوفال، لا يزال من الممكن تغيير أو تعديل التشريع والوضع القضائي، لكن الضرر الذي لحق بالجيش على وجه الخصوص سيستغرق سنوات لإصلاحه، وليس من المؤكد على الإطلاق أن ذلك سيكون ممكنًا… من الآن هناك وظائف شاغرة في الجيش، أو يشغلها جنود صغار السن وعديمي الخبرة”.

المقال المترجم:

لا يزال من الممكن تغيير أو تعديل التشريع والوضع القضائي، لكن الضرر الذي لحق بالمجتمع الإسرائيلي ككل والجيش على وجه الخصوص سيستغرق سنوات لإصلاحه، وليس من المؤكد على الإطلاق أن ذلك سيكون ممكنًا.

لمحاولة تقليص الضرر، حاول وزير الجيش يوآف غالانت حتى اللحظة الأخيرة إيجاد حل سهل للوضع، لأنه أدرك أن الضرر المحتمل لأمن إسرائيل نتيجة أفعال الأيام القليلة الماضية هائل. عمليا منذ بداية الطريق اتخذت قيادة المنظومة الأمنية قرارًا بالبقاء رسمية قدر استطاعتها، وأن تعكس للمستوى الوضع كما هو، دون التقليل من التهديد ودون تضخيمه.

ومع ذلك، وفي جميع المحادثات والإيجازات، قدم كبار المسؤولين في الجيش إلى المستوى السياسي رسائل مقلقة للغاية بشأن تماسك الجيش، والذي قد يتحول لاحقًا إلى ضرر قاتل في كفاءته وقدرته على التعامل مع التهديدات المختلفة.

الغالبية العظمى من جنود الاحتياط، وربما حتى جميعهم، اختاروا التصرف بهذه الطريقة بدافع من حزن عميق، وبحسب تصورهم من أجل إنقاذ اسرائيل، ومع ذلك، من الناحية العملية، فإن البيانات عن عدم الامتثال للخدمة في قوات الاحتياط تلحق أضرارًا لا يمكن وصفها بالجيش ، ونتيجة لذلك يضعف الردع الإسرائيلي، والذي حتى بغض النظر عن الانقسام الداخلي في البلاد يواجه تحديًا كبيرًا بسبب الثقة المتزايدة بالنفس لدى إيران وحزب الله وغيرهم من الأعداء.

دعم بعض قادة الأجهزة الأمنية السابقين المعارضين بشدة للخطوة التي تقودها الحكومة بيانات عدم الامتثال للخدمة، هناك من وصفها برفض الخدمة، بل وهناك من وصف الموقعين على العرائض بـ “الأبطال”، لكن اثنين من قادة المعارضة وهما رئيسا الأركان السابقين بيني غانتس وغادي آيزنكوت الذين يفهمون الوضع الأمني المعقد جيدًا أظهروا المسؤولية واختاروا دائمًا دعوة جنود الاحتياط لمواصلة الامتثال للخدمة.

من الناحية العملية، يشير كبار المسؤولين في المنظومة الأمنية إلى أنه حتى هذا الوقت فإن كفاءة جيش العدو للحرب عالية جدًا، وسيستغرق وقتًا حتى تتضرر، ويقدر وزير جيش العدو “يوآف غالانت” في محادثات مغلقة أن جنود الاحتياط المحتجين بمن فيهم الطيارون سيصلون بأعداد كبيرة في يوم صدور الأمر إذا اندلعت الحرب.

ولكن حتى لو امتثل الجميع في نهاية الأمر للخدمة في يوم اندلاع القتال، فإن الضرر اللاحق الجيش سيبقى، بادئ ذي بدء، يجب الاشارة إلى التماسك في الوحدات المختلفة الذي تضرر بشكل قاتل، حتى الآن كان يُطلب من أي شخص يرتدي الزي العسكري إبقاء آرائه السياسية بعيدة عن الجيش، هناك عدد لا بأس به من العسكريين الذين يدعمون الإصلاح القانوني، وهم قلقون من قرار طيارين وجنود احتياط آخرين إعلان عن عدم نيتهم الامتثال للخدمة بسبب قرارات سياسية.

بدون تعميم، فإن عددًا لا بأس به من أولئك الذين يخدمون في النظام الفني في سلاح الجو على سبيل المثال يدعمون التعديلات القضائية، وهم غاضبون جدًا من الطيارين الذين يستخدمون وظائفهم العسكرية لفرض تحركات على الحكومة.

صحيح أنه لن تقلع الطائرة بدون الطيارين، لكنها أيضًا لن تكون قادرة على الإقلاع بدون الفرق الفنية التي تسلحها وتجهزها وتزودها بالوقود، ماذا سيحدث في المرة القادمة التي تصل فيها حكومة بأجندة مختلفة لا تناسب هذه الفرق الفنية أو أي وحدة أخرى في “الجيش؟”.

هناك قضية أخرى تتعلق بالفعل بالمسألة السابقة، وهي تطبيع رفض الخدمة وعصيان الأوامر، حتى لو لم تكن هذه أوامر غير قانونية بشكل واضح ترفرف فوقها راية سوداء.

المسألة الثالثة، لكنها بالتأكيد ليست الأخيرة، هي تأثير الأحداث على الخدمة الدائمة، عانى الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة من رحيل جماعي للضباط، والخوف الكبير هو أن تحركات الحكومة الأخيرة وكذلك الخطاب العام ضد الخدمة في الجيش، سيسرع من هذا الاتجاه.

من الآن هناك وظائف شاغرة في الجيش، أو يشغلها جنود صغار السن وعديمي الخبرة، مع الأسف الشديد يمكن القول إن الجيش أصبح متوسطا، وكما نعلم، لا توجد تكنولوجيا في العالم يمكن أن تحل محل رصيد بشري ضعيف او متوسط.