كل ما يجري من حولك

إسرائيل تؤكِّدُ تنبُّؤات صنعاء وتحذّر من خطرِ قواتها على الكيان

إسرائيل تؤكدُ تنبؤات صنعاء وتحذّر من خطر قواتها على الكيان

381

متابعات| تقرير*:

يرتفع الصراخ والعويل بشكل يصمَّ الآذان، منذ وصول الوفود العمانية والسعودية إلى العاصمة صنعاء، للتفاهم بشأن المراحل الأخيرة من الاتفاق الذي لم يكن أتباع التحالف- سواء حكومة المجلس الرئاسي أو غيرها- طرفاً فيه، وهم الذين علا صراخهم وعويلهم،

كونهم انكسروا برميهم خارج مرحلة جديدة، في حال نجح الاتفاق، وسيفقدون مصالحهم التي ظلوا يبنونها وينمُّونها على مدى ثمانية أعوام، ولم يشكل فرقاً لديهم أنها بُنيت على دماء اليمنيين وأوجاعهم، وفي الوقت نفسه لم يكن سهلاً عليهم أن يأتي من ظل يحارب بهم طيلة الأعوام الثمانية إلى من جعلهم يتخذونه عدواً ليبحث عن حل لدى ذلك العدو المفترض، بل ويفاوضه بناءً على شروطه ونزولاً عند مطالبه، ورغم أن أتباع التحالف ظلوا يرفعون شعار “قادمون يا صنعاء” إلا أن التحالف بنفسه سبقهم إليها، لكن ليس للغرض نفسه فقد كان موقناً باستحالته، بل جاء باحثاً عن حل يخرجه من ورطته ويضمن له أمن حدود دوله ومنشآتها الاستراتيجية، تاركاً خلفه من بحت أصواتهم بذلك الشعار، في إهانة تاريخية ستظل تلاحقهم لأجيال متعاقبة.

في السياق، وحدها صنعاء من ظلت ترفع شعارات الحرية والاستقلال ورفض العودة لأي وصاية خارجية، وقاتلت من أجل ذلك على مدى الأعوام الثمانية الماضية، ورغم كل التحشيد ضدها- محلياً في مناطق سيطرة الشرعية، وإقليمياً ودولياً- لم تتنازل عن مبدأ أو شرط واحد، بل ظلت تؤكد أنها ستحصل على ما هو لأبناء الشعب اليمني من حقوق مستحقة وحرية وسيادة، سواء بالحرب أو بالسلم، وبالنظر إلى مستجدات المشهد يبدو أنها تحصل على ما تريد بدون أن ترضخ لحصار ولا لتهديد أو تحشيد، ومهما ارتفعت أصوات المناوئين فالواقع يقول غير ما يروجون له، وأصبحت الغالبية العظمى من اليمنيين وغير اليمنيين يدركون أن اللغط الدائر من بعد وصول العمانيين والسعوديين إلى صنعاء ليس سوى حملات مفضوحة لمن سيفقدون مصالحهم، من تجار الحروب الذين ظلوا يتوهمون ويوهمون غيرهم بأنهم الشرعيون ومن دونهم انقلابيون، حتى أثبت الواقع العكس تماماً، فالحرب التي أعلنوها للقضاء على الحوثيين انتهت بانتصارهم والاعتراف بهم كدولة وقوة لا يستهان بها، ومن جلبت التحالف وبررت الحرب بصفتها الشرعية لم يعد لها وجود سوى على مواقع التواصل تندب حظها وتتهم الجميع بالتآمر ضدها والعمالة لإيران- كما لو كان بينها وبين طهران مشاكل حدودية- رغم أن صنعاء حتى اللحظة ملتزمة بهدوء سياسي تجنباً للإفراط في التفاؤل، على اعتبار أن الاتفاق قد ينجح وقد يفشل، خصوصاً أن الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي يضغطان بشدة لإفشاله.

وقد استبقت الولايات المتحدة الإعلان المرتقب للاتفاق بين صنعاء والرياض، بإرسال مدير وكالة استخباراتها المركزية، سي آي إيه، وليام بيرنز، إلى السعودية والتقى ولي عهدها محمد بن سلمان، وأبلغه رسمياً استياء واشنطن من سعي بلاده للحل في اليمن والتقارب مع طهران ودمشق، وحسب مصادر دبلوماسية ووسائل إعلام أمريكية، فقد حذر المسئول الأمريكي الحاكم السعودي من مغبة المضي نحو اتفاق سلام في اليمن.

أما الكيان الإسرائيلي فلم يخفِ رعبه من التهديد الذي سيشكله أنصار الله عليه، في حال توقفت الحرب في اليمن وبدأت إجراءات إحلال السلام، وقد عبرت “صحيفة جيروزاليم بوست العبرية”، في تقرير، عن مخاوف الكيان من تحول سلاح من أسمتهم بالحوثيين إلى تهديد له إذا تم التوصل لاتفاق بين صنعاء والرياض، مشيرة إلى أن قادة الكيان ممتعضون من مساعي إحلال سلام دائم مع صنعاء.

تقرير الصحيفة الإسرائيلية، ذكر أن قوات صنعاء “الحوثيين” تمتلك الآن مخزوناً هائلاً من الأسلحة، بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة، موضحاً أنها لم تُستخدم ضد السعودية مما يعني أن خطرها وتهديدها الآن سيتركز على إسرائيل، متوقعاً أن أنصار الله سينضمون إلى فصائل المقاومة في المنطقة، بمجرد أن يتفرغوا من الحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام، منوهاً بأنهم يوجهون رسائل منذ سنوات، مفادها أنهم يريدون المشاركة في عمليات لمساعدة الفلسطينيين والدفاع عن المسجد الأقصى، مؤكداً أنهم يمتلكون أسلحة وصفها بالمتقدمة، مثل الطائرات المسيرة بعيدة المدى، مجدداً الإشارة إلى مخاوف الكيان من حجم التداعيات التي قد تنتج من اتفاق السلام مع صنعاء، وهو الأمر الذي ظلت صنعاء تتحدث عنه طيلة السنوات الماضية من عمر الحرب التي طالما قالت إن من يقف خلفها بشكل رئيس هي الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي.

YNP / إبراهيم القانص –

You might also like