متابعات| رصد:

حظيت عودة السفير السعودي لدى اليمن، محمد ال جابر،  إلى صنعاء  بعد نحو 8 سنوات من الحرب والحصار التي تقودها بلاده وما تلاها من فوضى وسوء ادارة في مناطق سيطرتها جنوب وشرق البلاد  بتفاعل واهتمامات اليمنيين  خلال الساعات الماضية.

وخلافا لصنعاء التي بدأت اكثر ارتياحا وابدت  قياداتها شيء من الكرم  باستقبال الوفد ونشر صور لقاءاته ناهيك عن الترحيب به   من قبل اخرى وابدئ  قيادات ايضا  قدر من التفاؤل بشأن امكانية التوصل  إلى اتفاق  رغم ما تسببت به الحرب والحصار من جروح غائرة في جسد اليمن،  بدأت القوى اليمنية الموالية للسعودية ذاته اكثر انزعاجا، مفردة مساحة واسعة لمهاجمة السعودية اكثر من “الحوثيين”..

بالنسبة للانتقالي ، المترامي الولاء بين الرياض وابوظبي ، فقد بدأ المشهد مربكا، فنائبه المقيم في ابوظبي  لا يرى هزيمة للسعودية والامارات في اليمن بل لما وصفها بـ”الشرعية الاخوانية” وهو بذلك يشير للسلطة الموالية لهما والتي يشكل الانتقالي جزء منها.

وبعيدا عن بن بريك  الذي يخشى جرح مشاعر   السعوديين والاماراتيين، ارباب عمله،  ثمة اجماع كما يبدو في صفوف نخب المجلس على ان قرار السعودية العودة إلى صنعاء  بعد  وعود باقتحامها في اقل من اسبوعين، اعلان رسمي بالهزيمة والعودة الطواعية  لصانع القرار في صنعاء ، وهذا الموقف اصبح راي غالبية النخب الموالية للسعودية والامارات في اليمن، وهو يعكس  حالة انهيار نفسي ومخاوف من أن يصبح الاتفاق المرتقب واقع يتشكل في اليمن  قد يغير مجريات الحياة برمتها  في اليمن..

ولم تقتصر الرؤى سالفة الذكر فقط على المحللين والخبراء  بل وصل حد مؤسسة السلطة الموالية للتحالف والمعروفة حاليا بـ”المجلس الرئاسي” وقد تداعى اعضائه لبحث اي اوراق مناورة  او عراقيل، وفق ما يرى الخبير محمد الخامري، وابرز ذلك تحريك القضية الجنوبية مع أن غالبية اعضاء المجلس من الشمال.

وبغض النظر عن نتائج زيارة وفد سعودي إلى صنعاء مع أنها ليست المرة الاولى  وقد سبقها زيارتين خلال الاشهر الاخيرة ، ناهيك عن الرسائل السياسية التي تشير إلى أيا من ما يتم تسريبه حقيقي والتشكيك بقدرة السعودية على تجاوز المعضلة الامريكية ، تعكس المواقف والرؤى السابقة حجم انكسار اصحاب المصالح وتجار الحروب ومخاوفهم  من مرحلة قد تنهي  مكاسبهم التي حققوها على مدى 8 سنوات من الحرب والحصار.