كل ما يجري من حولك

عدن تدفعُ فاتورةَ صراعِ السعودية والإمارات  

عدن تدفعُ فاتورةَ صراعِ السعودية والإمارات  

794

متابعات| تقرير*:

جلب التحالف كل أنواع الدمار إلى المناطق اليمنية التي يسيطر عليها، حسب خطط تدميرية أعدها مسبقاً ووزعها على مراحل تتوافق مع ما تستدعيه مصالحه وغاياته وأهدافه، حيث لم يقدم على التدخل عسكرياً في اليمن إلا وقد وضع كل ما يخدمه ويعزز مصالحه على المستويات كافة، وكان من تلك الأهداف والغايات التي تكشّفت تباعاً على مدى الأعوام الثمانية من الحرب،

ما يعتبر ثابتاً ورئيسياً، وأبرزها: قتل اليمنيين بشتى الطرق والأساليب، سواء بالقصف الجوي أو بالتجويع من خلال الحصار وانهيار الوضع الاقتصادي، أو بالصراعات الداخلية والانهيار الأمني، وكذلك تفكيك النسيج الاجتماعي بإثارة النعرات المناطقية والمذهبية، وما حدث في المحافظات الجنوبية- خصوصاً في مدينة عدن- كان وفق تلك المخططات، ولا يزال حتى اللحظة يمضي ضمن خطط التحالف.

 

في بداية وصول التحالف إلى عدن، كان المبرر هو تحريرها من الحوثيين، وكرست حينها وسائل إعلام التحالف والشرعية أن وجودهم هناك يًعدّ احتلالاً، وما إن انسحب الحوثيون حتى بدأت قوى التحالف بتنفيذ ما جاءت أو أوجدت من أجله، وكان ذلك في أواخر عام 2015م، حيث بدأت حينها دورة عنف دموية استهدفت خطباء وأئمة المساجد، وبعدها استُهدفت فئة التربويين بعمليات اغتيال واختطافات كثيرة، ولم يتوقف مسلسل العنف حتى اللحظة، ولا تزال حلقاته مستمرة تحت مسميات وعناوين مختلفة، في متوالية من التدمير والخراب والقتل الممنهج، ولا يزال انتشار المخدرات في عدن وما حولها من مناطق الشرعية أحد أبرز وسائل التحالف لتدمير المجتمع وقتل الأهالي، نتيجة ما يترتب عليها من نتائج كارثية لا تقل عن القتل المباشر، ولن يتوقف ذلك ما دام التحالف واضعاً يده ومحكماً قبضته على تلك المناطق.

 

دورة العنف التي تجتاح عدن خلال هذه الأيام، تعتبر واحدة من حتميات الصراع السعودي الإماراتي على المصالح في المحافظات الجنوبية والشرقية، ومهما بلغت حدة الصراع بين الدولتين الخليجيتين فإن مصالحهما في النهاية متوافقة، وتظل حجر العثرة الوحيدة أمامهما هي اليمنيون، ولذلك تزيحهم من طريقها بتأجيج الصراع بينهم وكل فصيل يتلقى دعمه وتمويله من إحدى الدولتين، وفي المحصلة تتحقق مصالحهما بسهولة ما دام أصحاب الأرض غارقين في النزاع بينهم، فالنتيجة هي أنهم سيكونون أشد ضعفاً وهشاشة وأضعف من أن يدافعوا عن أرضهم وسيادة بلادهم.

 

مؤخراً، يبدو أن فئة التجار هي المستهدفة في دورة العنف التي تزداد دموية في عدن، حيث أعدمت فصائل تابعة للإمارات أحد التجار داخل محله، في المدينة التي لا تزال تدفع فاتورة الأطماع الإقليمية والدولية، وتبعية المسئولين من أهلها للخارج، وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلاً مرئياً لمسلحين مقنعين يرتدون بزات عسكرية خاصة بفصائل المجلس الانتقالي الجنوبي، يجولون في أحد المحلات التجارية ويطلقون النار على صاحبه.

 

وذكرت مواقع إخبارية أن مسلحي الانتقالي اقتحموا محلاً تجارياً في مديرية الشيخ عثمان، في مدينة عدن، وأردوا مالكه أحمد الصرمي قتيلاً بوابل من الرصاص، ومن ثم نهبوا ما بداخل المحل، وحسب رئيس المكتب السياسي لمجلس الحراك الثوري، مدرم أبو سراج، في منشور على فيسبوك، أن المجلس الانتقالي فقد السيطرة على فصائله العسكرية، موضحاً أنها بتعدد مسمياتها عملت على “نشر الفساد وقتل التجار نهاراً جهاراً في عدن”، مضيفاً أن القتل في عدن أصبح مجانياً.

 

ونوّه أبو سراج بأنه تحت مسمّى قوات الأمن الجنوبية والزي العسكري الخاص بها وتسليحها المقدم من السعودية والإمارات، ترتكب فصائل الانتقالي أبشع الجرائم بحق أبناء عدن، مؤكداً أن التحالف شريك أساسي في كل ما يجري في عدن، ومسئوليته أمامهم لا تقل عمّا ترتكبه قوات الانتقالي.

YNP /  إبراهيم القانص –

 

You might also like