إحياءُ “يوم التأسيس” للمملكة السعودية وناشطون: تاريخٌ لا يستحق الاحتفاء
إحياء “يوم التأسيس” المملكة السعودية وناشطون: تاريخٌ لا يستحق الاحتفاء به
متابعات| رصد:
احتفى عدد كبير من المواطنين والنشطاء السعوديين والشخصيات السياسية بما يسمونه يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية، في حين انتقد آخرون هذه الاحتفالات معتبرين أن السعودية اليوم لا تشبه تلك التي يحتفلون بتأسيسها لا في أهدافها ولاقيمها ولا بعدها الوطني والقومي.
وعبر وسوم كثيرة منها وسم “يوم التأسيس” نشر مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور ومشاركات مختلفة إحياءا لهذه المناسبة، وأرتدوا الأزياء التراثية الشعبية السعودية، ورددوا الأغاني التراثية، مهنئيا الشعب والحكومة السعودية وملكها وولي عهدها.
وانتقد معارضون الاحتفاء بهذه المناسبة معتبرين أن السلطات السعودية الحالية قد حادت عن الأهداف الرئيسية التي تأسست من أجلها المملكة وبذلك فإن الاحتفال بتأسيسها يتناقض مع قبولهم وفخرهم الحقيقي بها ولما تأسست عليه، وتاثيرها الإقليمي والدولي.
ورأى آخرون أن هذا التاريخ لايستحق الاحتفال به كون الأهداف التي قامت عليها الدولة السعودية قائمة على العنصرية والتبعية والتشدد الديني وهو ما يتعارض ما تنتهجه السلطات الحالية في المملكة وسياستها.
وقالت المتحدثة باسم حزب التجمع الوطني السعودي المعارض، مضاوي الرشيد، في حوار على موقع التدوين المصغر تويتر نظمه حساب “صوت الناس”، الذراع الإعلامي الرسمي للحزب: إن النظام السعودي يحاول إضفاء شرعية على شرعية غائبة أصلاً، في الوقت الذي كانت العديد من الدول العربية قبل عصر الاستعمار تتمتع بكيانات أصلاً.
وأشارت إلى أنه بالعودة إلى التاريخ قبل مئات السنين، رأت الدولة السعودية الأولى في عهد محمد عبد الوهاب أن سكان الجزيرة العربية كانوا أبعد ما يكونوا عن الإسلام، وأن “الدولة” في ذلك الوقت أخذت على عاتقها “إرجاع الناس عن ضلالهم نحو الصراط المستقيم”.
وعمدت “الدولة” في ذلك الوقت على محاربة بعض الأقليات ومنع بعض الطقوس، وفق نظرة محددة للإسلام تراها تلك الدولة وأنها تحمل فكرة الإسلام الصحيح.
وقالت “الرشيد” إن الدولة السعودية آنذاك عمدت إلى تخصيص دعاة مثل “علماء الدعوة النجدية” لنشر الإسلام في العالم، ليس حبًا في الإسلام، وإنما كان مشروعًا مرتبطًا بالحرب الباردة والولايات المتحدة التي طالبت أن تستعمل إسلامها لمحاربة التيارات المعارضة للإمبريالية الأمريكية وإخماد الثورات التي ناهضت المشروع الأمريكي.
ولفتت إلى أن جهود الراحل الملك فيصل كانت مركزة على “نزع العروبة” من مفهوم الدولة السعودية وأنها “إسلامية ومسلمون” بالدرجة الأولى، وأن مفهوم القومية العربية كان أكثر ارتباطًا بالراحلين صدام حسين وجمال عبد الناصر، مشيرةً إلى أن الملك فيصل كان يعتبر القومية العربية جزء من الحركة الماسونية والصهيونية وجاءت لتفكك أمة الإسلام”.
وهو ما أكد عليه أيضًا الأمين العام للحزب، عبد الله العودة، بأن احتفالات يوم التأسيس بقوله إن ما يجري حاليًا هو إعادة كتابة التاريخ بطريقة أشبه ما تكون باللعب في المنظومة التاريخية.
وأضاف “العودة” أن الدولة السعودية في ورطة شرعية لأنها قامت منذ تأسيسها على خطابٍ معين والآن تنقل ذلك الخطاب لإتاحة الاستبداد بالمجتمع وذلك ينم عن فقدان كامل للشرعية.
وقال إن “يوم التأسيس” يخالف خطاب محمد بن سلمان حول تأسيس السعودية للإعلام الأجنبي والذي لا يختلف كليًا عن تاريخ تأسيس الدولة، وأنه يؤسس لتاريخ جديد لإعطاء نفسه ضمانات للتوازن في المجتمع لملكيته المطلقة.
وذكر أن ما يحدث هو تجييش لصناعة الهوية الجديدة بشكل غير مدروس وعفوي، وأن الخطاب الديني يتعرض لقمع شرس وسيدفع النظام ثمنًا باهظًا مقابل ذلك القمع الذي تبنّته الدولة السعودية سابقًا.