كل ما يجري من حولك

11 فبراير 2015.. دلائل جلاء قوات المارينز الأمريكي من صنعاء

11 فبراير 2015.. دلائل جلاء قوات المارينز الأمريكي من صنعاء

508

متابعات| رصد:

لا يزال يوم الـ 11 من فبرار 2015، الذي شهد جلاء العشرات من جنود المارينز عن العاصمة صنعاء، بصحبة من بقي من طاقم السفارة الأمريكية، في حادثة مثلت أول المؤشرات على نوايا أمريكا، والتحضير للحرب التي أطلقها التحالف بقيادة السعودية في 26 مارس من نفس العام، أي بعد مرور قرابة شهر ونصف من مغادرة جنود المارينز.

ولا تزال مغادرة كتيبة المارينز للعاصمة صنعاء حاضرة في أذهان كثير من سكان المدينة، ولا سيما الحي الذي تقع فيه السفارة الأمريكية، والذين رأوا المشهد بأم أعينهم، حيث أن قوات المارينز استبقوا رحيلهم بإتلاف الكثير من معدات التجسس والأجهزة الإلكترونية والحواسيب، بالإضافة إلى كم كبير من الوثائق والأسلحة في فناء السفارة، كما أشارت المعلومات حينها إلى أنه تم إتلاف أسلحة نوعية في فناء السفارة، ووثائق استخباراتية، تمتد لعقود من سيطرة السفارة الأمريكية على القرار اليمني، في حين غادروا بأسلحتهم الشخصية التي تركوها على متن السيارات المدرعة التي استقلوها إلى حرم مطار صنعاء الدولي، قبل صعودهم على متن الطائرة التي قدمت لتقلهم.

وظلت كتيبة من قوات المارينز الأمريكي لسنوات تتمركز في السفارة الأمريكية بحيي سعوان، وعدد من المواقع المحيطة بالسفارة، بينها فندق شيراتون، الذي تحول إلى ثكنة عسكرية لهذه القوات، نظرا لموقعه المطل على الحي الذي تقع فيه السفارة، وأحياء عدة من العاصمة صنعاء، حيث كانت التحصينات العسكرية ظاهرة للعيان في هذه المواقع، والشوارع مقطوعة في محيطها، مع أنه لم يكن هناك أي تهديد أمني، ناهيك عن أن نشر تلك القوات المدججة بمختلف أنواع الأسلحة في عدد من المواقع خارج السفارة مثل انتهاكا صارخا لسيادة البلاد، وتهديدا فعليا للعاصمة.

وتشير الطريقة التي غادرت فيها القوات الأمريكية صنعاء- بحسب مراقبين-  إلى أن الولايات المتحدة فقدت فعليا السيطرة التي كانت قد فرضتها على العاصمة صنعاء وعلى البلاد عموما، ويتجلى ذلك من خلال طريقة المغادرة لهذه القوات، وإتلاف المعدات العسكرية والتجسسية والوثائق في فناء السفارة، وهو ما يعكس يأس الولايات المتحدة الأمريكية من إمكانية إعادة قواتها مجددا إلى العاصمة صنعاء، واستشعارها أن فترة سيطرتها على العاصمة قد انتهت، فلم يعد أمامها إلا التحضر لحرب شاملة على البلاد، وهي الحرب التي أعلن السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، من العاصمة الأمريكية واشنطن، انطلاق أولى عملياتها ليلة 26 مارس 2015.

ولم يقتصر تواجد القوات الأمريكية على العاصمة صنعاء، حيث كانت عدد من القواعد العسكرية في البلاد، تضم مراكز متخصصة ومجهزة بكافة الأسلحة والمعدات التجسسية، ومن بينها قاعدة العند العسكرية، بمحافظة لحج، والتي تعد من أهم القواعد العسكرية في اليمن.

ويمتد التواجد العسكري الأمريكي في اليمن إلى ما قبل سنوات من الانتفاضة الشبابية الشعبية ضد النظام السابق في العام 2011، والتي ما فتئت أن انحرفت عن مسارها بعد انقسام النظام وانخراط جزء منه في هذه الانتفاضة بغرض السيطرة عليها وتوجيهها لمصالح هؤلاء الذين حاولوا إعادة إنتاج النظام ذاته بصورة أو بأخرى، حيث كانت أمريكا قد تمكنت من تكتيف النظام، وأصبحت هي صاحبة القرار في البلاد، كما عملت على تقليص قدرات الجيش اليمني وتفكيك منظومة الصواريخ والدفاعات الجوية، تمهيدا للسيطرة العسكرية على البلاد.

 

You might also like