السفيرُ آل جابر على رأس وفدٍ سعودي في صنعاء: الرياض تقبَلُ بمَطالِب اليمنيين
آل جابر بصنعاء وقُبول سعودي بمطالب اليمن
وسط أجواء إيجابية عبّر عنها أكثر من طرف معنيّ بالمفاوضات الجارية بين صنعاء وعُمان والرياض، وصل المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، إلى العاصمة اليمنية أمس، لوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الخاصة بإعلان التوصّل إلى اتّفاق على تمديد الهدنة الإنسانية. وبحسب مصادر سياسية في صنعاء تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن حركة «أنصار الله» تمكّنت من استحصال مطالبها المتعلّقة بالملفّ الإنساني، إلى جانب ضمانات بتنفيذها، وخصوصاً في ما يتعلّق بآليات صرف مرتّبات الموظفين ومعاشات المتقاعدين، وهو ما سيتيح الاتفاق على تجديد وقْف إطلاق النار لستّة أشهر قادمة. وتأتي زيارة غروندبرغ بعد يومَين من مغادرة الوفد العُماني، الذي أُبلغ بوضوح خلال جولته ما قبل الأخيرة على المسؤولين اليمنيين في صنعاء بأن هذه هي «الفرصة الأخيرة» أمامه لإحداث اختراق في جدار الأزمة، تحت طائلة العودة إلى التصعيد. ووفقاً للمعلومات، فإن الزيارة الأخيرة للعُمانيين، والتي أعقبتها زيارة لوفد سعودي في العاصمة اليمنية، حملت بالفعل الاختراق المرجوّ، من دون أن يتّضح إلى الآن حجمه وطبيعته بدقّة. وكان الناطق باسم «أنصار الله»، رئيس وفدها المُفاوض، محمد عبد السلام، أكد، في تغريدة له بعد عودة الوفد العُماني إلى مسقط مساء السبت، أن النقاشات التي جرت في صنعاء جادّة وإيجابية، موضحاً أنها «تركّزت حول الترتيبات الإنسانية التي تُحقّق للشعب اليمني الاستقرار وتمهّد للسلام وإنهاء العدوان والحصار».
شدّدت صنعاء على ضرورة فصل الملفّ الإنساني عن الملفّ العسكري
وتؤكّد مصادر «الأخبار» وجود توافق أوّلي على صرْف مرتّبات موظفي الدولة، واستكمال صفقة تبادل الأسرى التي بدأ تنفيذها في آذار الماضي، وفتْح الطرقات العامّة في تعز والمحافظات الأخرى، وتخفيف القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة، إضافة إلى استمرار التهدئة العسكرية في مختلف جبهات القتال، إفساحاً في المجال أمام مواصلة الجهود الرامية إلى إحلال السلام الدائم. ووفقاً للمصادر، فقد حاول التحالف السعودي – الإماراتي، في خلال جولات التفاوض الأخيرة، الدفع نحو إعلان وقف شامل لإطلاق النار، مقابل الاستجابة لمطالب «أنصار الله» المتّصلة بالملفّات الإنسانية، وهو ما رفضته الحركة، عادّة إيّاه «محاولة ابتزاز غير مقبولة». وعند ذاك، كادت المحادثات تنهار بالفعل، قبل أن تَبرز ليونة سعودية ومرونة أميركية أفضتا إلى التفاهم على تنفيذ بنود الهدنة السابقة، بمعزل عن الملفّات الأخرى السياسية والعسكرية. وبحسب المعلومات، فإن صنعاء شدّدت على ضرورة فصل الملفّات بعضها عن بعض، وأيضاً على أهمّية رفْع الحصار بشكل كلّي ودفْع رواتب الموظفين، من ثمّ يتمّ الدخول في حوار سياسي لحلحلة بقيّة ملفّات الحرب في ظلّ تهدئة مزمنة، على أن يلتزم «التحالف» بعدم إعادة فرض الحصار أو المساس برواتب الموظفين، بغضّ النظر عن نتائج هذا الحوار.
وتزامنت زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء مع انعقاد جلسة خاصة بشأن اليمن في مجلس الأمن الدولي، حيث قدّم غروندبرغ إحاطته من العاصمة اليمنية للمرّة الأولى، وأظهر نوعاً من التوازن غير المسبوق. وتعليقاً على ذلك، اعتبر وزير الخارجية اليمني الأسبق، أبو بكر القربي، في تغريدة له، ما جرى مؤشّراً إلى وجود تقدّم إيجابي في المفاوضات، في حين أكد عضو «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، محمد علي الحوثي، أن هناك حوارات مستمرّة حول الرواتب والتعويضات ومجمل المطالب التي قدّمتها «أنصار الله» لـ«التحالف»، لتجديد الهدنة والعمل على وقف الحرب. يُشار إلى أن هذه التطوّرات تأتي بعد تصاعد التوتّر خلال الأيام القليلة الماضية في المناطق الحدودية، حيث سُجّل مقتل عدد من الجنود السعوديين وإصابة آخرين جرّاء قيام الجيش السعودي بمحاولة تقدّم باتجاه الأراضي اليمنية.
* الأخبار