كل ما يجري من حولك

البردوني ومَن سكت “رويشان” ونطق كذباً

هذا مَن سكت دهراً ونطق كفراً

1٬165

عبدالرحمن مراد

بعد فترة من الجدل خرج خالد الرويشان بشهادة بتراء ينقصها الصدق الموضوعي في التعاطي مع حالة ثقافية غايتها وهدفها سياسيان ومكايدات أكثر من نشدانها للحقيقة, حيث قال: إنه هاتف الشاعر الكبير عبدالله البردوني في خريف 1998م راجيا منه أن يطبع له ديوانا جديدا, فاعتذر منه قائلا : إنه – أي البردوني – ليس لديه ديوان جديد, واتخذ من ذلك دليلاً على عدم وجود أي ديوان للبردوني ناسيا أو متناسيا أن ما ذكره قضية منطقية تحتمل الصدقَ وتحتمل غيره وفق قواعد المنطق السليم هذا أمر, الأمر الآخر ورد في سياق مقاله أن البردوني رفض أن يسلّمه كتابا نثرياً بحُجَّة أنه لن يعجب السلطة, ولعل الرد ورد ضمنا وهو أن البردوني لم ينف وجود ديوان ولكنه كان يرى أن السلطة على غير وفاق معه, يؤكد هذا المذهب من القول الحوار الذي أجراه الصحفي سامي غالب في صحيفة الوحدوي ونشرته أيضا صحيفة النداء, والحوار متوفر على شبكة النت لمن أراد أن يعرف الحقيقة لذات الحقيقة لا لغرض المكايدة السياسية.

لعل ما ورد على لسان البردوني في الحوار المتلفز الذي أجرته ليلى الأطرش لتلفزيون قطر وبث عام 1997م كان كافيا لمن ينشد الحقيقة كما هي لا كما يريدها المزاج السياسي, فقد ذكر أن له 14 ديوانا شعريا وذكرها بالاسم, كما أن الأعمال الكاملة التي طبعتها الهيئة عام 2002م زمن رئاسة خالد الرويشان تؤكد في سياق سرد السيرة الذاتية للبردوني أن للبردوني ديوانين تحت الطبع وهما: (رحلة ابن شاب قرناها, والعشق في مرافئ القمر) وقال كاتب السيرة الشاعر البديع الحارث ابن الفضل أنه كتب السيرة قبل وفاة البردوني بشهر بالاستعانة بالبردوني – السيرة وفق إفادة أمين العباسي كتبت لموسوعة اعلام اليمن للدكتور عبد الولي الشميري – وهذا دليل يجعل نزاهة خالد الرويشان في المحك الذي لا يمكن معه احتمال حُسن النية.

ويبدو أن الذات كانت حاضرة حيث سرد قصصا خارج الموضوع محل النقاش إلا أن اعترافه لم يخل من مكر السياسي البارع, حيث اعترف أن أحدهم أهداه نسخة من ديواني البردوني المخطوطين وقال : لم يعد يتذكر ذلك, لكن كمال البرتاني وهو أحد معاونيه هو من أهداه النسخة , وقد روى ذلك في سياق النقاش حول الموضوع لكنه آثر أن لا يعترف لكمال بفضل غرورا وعجبا , وقال أن النسخة ضاعت بين أوراقه ولم يجدها في حين يؤكد الكثير من رواد مجلسه وجودها معه واحتفاظه بها فهي تقرأ بين الفينة والأخرى في مجلسه.

أما قوله بنفي البردوني للمجموعة فمردود عليه جملة وتفصيلا, فالحقائق من أقوال البردوني تملأ السمع والبصر, وقد أوضحنا الكثير منها في السياق, ومن الغريب أن يتماهى مع فكرة أن يلغى كل ما لم ينشر في حياة البردوني, لأن ذلك من التقدير للبردوني من وجهة نظره , فأعتقد أنه يضمر من وراء ذلك ما يضمر, لأن العالم من حولنا يحتفل برموزه وينشر كل ما لم ينشر , حدث ذلك مع العقاد ,ومع طه حسين من رموز الثقافة العربية, وهذا يؤكد عدم نزاهة ضميره الوطني, فالبردوني لديه الكثير من الكتب منها:

– شؤون ثقافية: نشره في صحيفة الثورة .
– في أدب الحياة: نشره في صحيفة الوحدة.
– مستطرف معاصر: نشره في صحيفة الوحدة , قامت الهيئة بنشره مؤخرا.
– في قضايا الفكر والأدب: نشره في 26سبتمبر وهو مكون من عدة أجزاء وفد أحصيت 57 دراسة عن شعراء من مختلف الأزمنة فضلا عن دراسات في أدب الخصومات وأدب المهرجانات ……الخ وغيرها من الدراسات ذات القيمة الفكرية والموضوعية والتاريخية .
– ثوار في رحاب الله: أعده البردوني للنشر في حياته ومثبت في محضر حصر الوراثة الذي كتبته اللجنة التي رأسها القاضي يحي ناصر الدرة، وهي حلقات بثتها إذاعة صنعاء عام 1986م.
– مجلة الفكر والأدب : وهي أكثر من 800 حلقة على مدى عقود .

هذا فضلا عن العديد من البرامج في عقد الثمانينات منها برنامج اطلعت على بعض حلقاته يحاول فيه تعريف الاشياء والموجودات بصورة فنية سردية غاية في البراعة وبرنامج اسمه ” أولياء الله ” كان يبث في إذاعة صنعاء تقول الإذاعة أنه في حدود 200حلقة .

فهل من اللائق أن نغفل ذلك الانتاج الغزير ؟

كنت أتمنى أن تكون شهادة خالد الرويشان ذات قيمة لكنها شهادة لا تليق بمثله طالما وحقائق كثيرة تصهرها وتجعل منها زبدا..

 

You might also like