د. عبدُالولي الشميري يكشفُ أقربَ الطرق لنجاح الحوار ولمَن رَدُّ الاعتبار وممَّن يجبُ الاعتذار
تصحيحُ المسار ورَدُّ المظالم والاعتذار- أقربُ الطرق لنجاح الحوار
د. عبد الولي الشميري*
العالَمُ اليوم في مشارق الأرض ومغاربها يعملُ على نزع فتيل التوتر بين الأمم والشعوب، وتسعى كُلُّ أمّة للتقارب مع الأمم الأخرى، وتندمج في اقتصاد قوي ومفيد، ولقد نجحت أطراف الحرب العالمية الثانية في تسوية كافة العداوات وإنهاء حالة التوترات، وتحولت تلك الأمم والشعوب إلى صداقات، وتعاون بل وتحالف ولو سألنا التأريخ عن كوارث تلك الحروب وعدد ضحاياها وخسائرها المأدية والبشرية لوجدنا حقائق مفجعة لم يشهد التأريخ لها مثيلا، فبعد حوالي خمسين مليون قتيلا من عسكريين ومدنيين، وتدمير أكثر من ألف مدينة كبرى بحجم برلين، وكوفنتري، وطوكيو، وباريس، ولندن، وبركسل، وأمستردام، وبعد أن أحرقت تلك الحرب المجرمة مدينة ناجازاكي، وهيروشيما، اليابانيتين بقنابل نووية لأول مرة في التأريخ، ودمرت المصانع والمزارع والقطارات وإغراق أكثر من خمسة آلاف سفينة بحرية مملوءة بالبشر والبضائع وافنيت الجيوش، وملأت الإشعاعات النووية الأرض والهواء، استطاع الوعي والثقافة في مدة لم تتجاوز عشرين سنة تحويل العداء إلى بناء حضارات، وصداقات، وتسامحات، واتحادات، وكتل اقتصادية، بل توحدت في الهوية والعملة، والقوانين، وجميع تلك الشعوب هم من أصول وأعراق مختلفة، وحضارات وديانات متباينة ومتعادية، ومتعددة لكنهم استطاعوا بقوة الثقافة والوعي، وشجاعة الضمير، كما نرى اليوم واقع الحال في 21 دولة أوربية – كانت هي أطراف الحرب ومنها المعتدي ومنها المعتدى عليه – وتمكنوا من تجاوز الأحقاد وأصبحوا كأنهم شعب واحد، وأمّة واحدة وهوية واحدة، وسوق إقتصادية واحدة، وجواز سفر واحد، يقيمون حيث شاؤا، ويتنقلون كيفما أرادوا، لا تأشيرات ولا حدود ولا سدود ولا جمارك؛ يحترمون القوانين والقيم، ويتعايشون كأنهم أسرة من أب واحد وأم واحدة؛ رغم تعدد الثقافات والأعراق واللغات.
وعلى النقيض تماماً نرى أمتنا العربية والإسلامية، وشعوبنا القبلية، التي يدعي أبناؤها الأنتماء لجد واحد، ودين واحد، ولغة واحدة، وثقافة واحدة، وموقع جغرافي واحد. يصلـﹼـون في المساجد خلف إمام واحد، ويتجهون لقبلة واحدة، ومع ذلك؛ وياللأسف الشديد، نرى شعوبنا وأقاليمنا تتناحر، وتتباهى بإشاعة التشرذم، والعداوات والثارات، والنعرات، والأخ ضد أخيه، والجار ضد جاره والغني يستبد بالفقير، والقوي بالضعيف، رغم أنﹼ كلهم أمام الأباعد ضعفاء، وماضون في التجزئة، والتحيز القروي، والقبلي والفئوي، ومع كل قرية وكل محافظة وكل شطر قضية منفصلة عن الآخر.
أنا لولا أنﹼ لي من أمتي
خــــاذلاً ما بت أشـــــكو الكـــربا
أمة قد فت في ساعدها
بغضها الأهـــل وحب الغربــا
بعضهم يموت من الجوع، والبعض الآخر يموت من التخمة.
فأين الثقافة، وأين الوعي وأين القيم الإسلامية التي ينتمي جميعنا إليها إن مسئولية مستقبل الأجيال القادمة تقع على مدى وعي هذا الجيل المنهزم نفسياً وأخلاقيا، والذين يدعون الثقافة وهم غارقون في الجهل والتخلف والعصبية من رؤسهم إلى أخمص أقدامهم. لأنهم لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يعملون. وإذا عملوا فعملهم عكس مصلحتهم.
وكل القوانين والدساتير العرفية في مجتمعاتنا العربية هي مما حفظنا وورثنا من أمثال واقوال همجية تشجع على الظلم والاضطهاد ومنها: أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الجار. وما تشهده اليمن من أمراض وتوترات وعداوت بين أبناء الشمال والشمال وأبناء الجنوب والجنوب وبينهما معاً. والمثال لما ذكرت هنا.
لم تكن هذه هي طبيعة الناس، ولا قيم اليمنيين شمالاً ولا جنوبا، على مر العصور والدهور، فأواصر القربى والقيم الفاضلة وشيم الأصالة، كانت هي السائدة، وكانت هي الرائدة، لقد احتضن أبناء الجنوب وخاصة أبناء عدن الساحرة الباسلة، مدينة الحب والجمال والثقافة، والحضارة والمدنية، احتضنوا إخوانهم اللاجئين إلى عدن القادمين من شمال اليمن المضطهدين من الحكم الإمامي في الشمال، ومنهم الثائرين من أمثال أبي الأحرار محمد محمود الزبيري والأستاذ أحمد محمد نعمان، والشيخ عبدالله الحكيمي والشاعر الثائر عبدالله عبدالوهاب نعمان، وأمثالهم بالمئآت والآلاف، فآووهم، وحموهم، وفتحوا لهم البيوت والمساجد، وأتاحوا لهم النصرة، حتى أصدروا من عدن الصحف والجرائد، وكمثال لا الحصر جريدة الفضول الشهيرة، وصحيفة اليمن الواحد، ومجلة فجر اليمن، وأثروا الحياة الثقافية والسياسية بالقصائد البليغة وانخرطوا في التنظيمات السياسية والإتحادات العمالية، والجمعيات الثقافية، واذاعوا النداءات بالثورة لأهل الشمال من إذاعة عدن بل إنﹼ أهل عدن أطعموهم وكسوهم وصادقوهم وصاهروهم. وأنزلوهم منازل كريمة، ومنهم من أنشاء الشركات وبيوت التجارة ومنهم المرحوم أمين قاسم الشميري والمرحوم هائل سعيد أنعم وآل ثابت وعشرات من كبار رجال الأعمال، الشماليين الذين شكلوا انتعاشا إقتصاديا لمدينة عدن ولحج، وغيرها من مدن الجنوب. بل أن بعض أبناء الشمال الذين درسوا واستوطنوا عدن تمكنوا من المشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية، حتى وصلوا إلى رئاسة الجمهورية، وزعامة الحزب الحاكم والمثل الأقرب الرئيس عبدالفتاح اسماعيل، ومن أبناء الجنوب من انضم إلى الثوار في الشمال، وانتمى لأحرار ثورة 26 سبتمبر وقاتل معهم في جبال العود وخولان وبني حشيش ومن الأمثله على ذلك أبو ثورة 14 اكتوبر الجنوبية الشهيد البطل الشيخ راجح غالب لبوزة. الّذي كانت مشاركته مع جموع من شباب الضالع وردفان ويافع في قتال الملكيين في شمال اليمن عند عودته كانت هي الشرارة الأولى لانطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م عندما علم الإنكليز بعودته من صنعاء مقاتلاً فأرادوا إلقاء القبض عليه ومداهمة معقله في ردفان، فتصدى لهم بحزم واستبسال مع أبطال قبائل الجنوب، وتدافع المقاتلون الثوار من أبناء ثورة 26 سبتمبر في الشمال لمناصرته ومؤازرته، وسالت أولى قطرات الدم ضد الإحتلال البريطاني في ردفان بدم تمازج من أبناء الجنوب والشمال. وكانت مصادر السلاح والدعم لثورة أكتوبر تتدفق من شمال اليمن إلى ثوار الجنوب. كجسد واحد وكيان واحد كأسرة واحدة.
هل يعي الجيل الجديد هذه الحقيقة التأريخية، ويقارن بين مستوى أخلاقيات وقيم ذلك الجيل وهذا الجيل وهل يقدر أحد من زعماء الجنوب الأحياء الذين كانوا في موكب ثورة 14 أكتوبر أو مناضلي ثورة 26 سبتمبر في الشمال إنكار هذه الحقائق التي يجهلها معظم أجيال اليوم وشباب الفيس بوك إن المسؤلية عن جهل وتجهيل شباب وشابات اليوم تقع على كواهل من لم يسجلوا التأريخ بأمانه وحيادية، ولم يسجلوا شهاداتهم للأجيال القادمة عن مدى أواصر الحب والتكامل والتعاون الأخوي بين أبناء الشمال والجنوب.
وهل يعي جيلنا المعاصر أن مئآت الآلاف من تجار الجنوب ورجال الأعمال والسياسيين من حضرموت إلى عدن، قد لجئوا إلى شمال اليمن خلال قسوة حكم الجبهة القومية والتأميم في سبعينيات القرن الماضي، ففروا بأفكارهم، وحرياتهم، وما لم يؤمم من أموالهم إلى الشمال فوجدوا في إخوانهم الشماليين في تعز والحديدة وصنعاء والبيضاء، حضناً دافئا، وملاذاً آمنا. فمارسوا أعمالهم وسكنوا حيثما شاؤا وأسسوا الشركات وأنعشوا الحياة الإقتصادية، وبنوا القصور وشاركوا في الحياة بفاعلية كبرى ومنهم من قضى نحبه ومنهم من لايزال على قيد الحياة، ومن الأمثلة لا الحصر شركات بازرعة وشماخ والعيسائي والعيسي والصلاحي وباعوضة وغيرهم كثيرون لايعدون، وحتى الذين لجئوا من الجيش والعسكريين وكل من واجه خطر القمع او هزم من الصراعات بين أجنحة النظام بعد انتصار ثورة أكتوبر إبان صراع الثوار مثل الزعيم قائد الجيش الإتحادي في الجنوب المناضل الفريق حسين عشال، والمناضل عمر طرموم، ومبخوت الربيزي، وعبدالله بلحمر وكلما حدث انشقاق أو صراع جديد في القيادة الثورية في الجنوب، يجدون وطنهم الكبير في شمال اليمن ملاذاً وحضناً دافئا، لا كلاجئين ولكن كزعماء أصليين للشمال أيضا كماهم في الجنوب، كالرئيس المناضل علي ناصر محمد، والمناضل محمد علي أحمد والمناضل عبدالله الحسني والمناضل عبد ربه منصور هادي، وغيرهم كثيرون. وبالمثل كان أبناء الجنوب يرحبون محبين كل من لجأ إليهم من أبناء الشمال من سياسيين وعسكريين ومن الأمثلة الشهيد محمد بن أحمد نعمان والرائد عبدالله عبدالعالم وغيرهم. وخلاصة القول فإن الجنوب الأبي كان عبر العصور معقلاً وملاذاً لأبناء الشمال، وكذلك الشمال الأبي كان معقلاً وملاذاً لأبناء الجنوب تحت كل الظروف، وفي أحرج وأحلك الأوقات.
ومما لا يليق اليوم أن نسمع من طبول الكراهية والبغضاء؛ الذين لا يفرقون بين السم والدواء؛ ولا بين الحق والباطل، والخطأ والصواب، يحرضون على طرد وقتل الباعة المتجولين من الفقراء المعدمين من أبناء الشمال، في مدن وقرى الجنوب، من تجار وعمال، وأصحاب المحلات الصغيرة كبائعي الحلوى، والمقاهي، وإيذائهم بسبب التعبئة الخاطئة ضد المساكين العزل، (ألا يظن أؤلئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين). فما ذنب الفقراء المنكوبين بالفقر والقهر من أبناء الشمال، وليسوا ممثلين للنظام في صنعاء، ولا ممثلين للوحدة، ولا للمستبدين، ولا للظالمين؛ فهم كإخوانهم المحتاجين من أبناء الجنوب، يكدحون لطلب القوت الضروري لأطفالهم ونسائهم، فإن قتلهم أو طردهم أو إيذاءهم لا يعبر إلّا عن حقد وكراهية للإنسان من أخيه الإنسان، لا يعبر عن بطولة ولا ثورية، وليس من يصنع ذلك ثوريا، ولا يتمتع بأخلاق أبناء الجنوب الكرام. ولا بقلوبهم الطيبة الواعية. لا أرغب في ذكر بعض الأمثلة لأن ذكر الأسماء والفجائع، تؤلم القلوب، وتثير الثأرات، فالطريق للحرية أيها الثوار السلميين والمسلحين ليست من هنا.
والحمد لله الّذي عافا المواطنين من أهل الشمال من هذا البلاء ومن هذه المحنة عندما نرى مآت الآلاف من أبناء الجنوب الذين يعيشون في الشمال بعوائلهم ووظائفهم، وممتلكاتهم وتجارتهم آمنين يتمتعون بكل حب وتقدير، بل معظمهم موظفين، يديرون أهم شئون الدولة، والتجارة، والمناطق والإدارات في الشمال فلا ولن يضاموا بإذن الله، وأسال الله سبحانه أن يديمها نعمة على قلوب أهل الشمال، وأن يعيدها لقلوب أحبابنا أبناء الجنوب، ويديمها نعمة إلى أبد الآبدين على الجنوبيين والشماليين.
أما بعد:
هل في حديثي هذا والأمثلة القليلة التي أوردتها ما ينكره أي منكر. من أبناء الشمال وأبناء الجنوب، فأين هي الثقافة وأين الوعي وأين القيم في عصر الجامعات، وحملة الشهادات العليا، جيلنا المسكين يتجرع شحن القلوب بالعداوات ممن ينفخون الكير لبث الفرقة وتأصيل الكراهية بين أبناء المجتمع؛ شمالاً وجنوبا. والعالم من حولنا يتآلف ويلملم القلوب ويجمع الشتات من أجل الأجيال.
كما لا أتمنى أن يفهم الموتورون من كلامي هذا أنني أدعوا لتسلط فئة أو قبيلة أو شخص أو شطر على الآخر، وأعوذ بالله أن يفهم القراء من سياق سردي هذا الترويج أو التطبيل لحاكم أو حزب أونظام معين، فالأنظمة والساسة ينظرون لعصرهم ويبنون أو يهدمون لأعمارهم وأبنائهم فقط. لكنني أربأ بأبناء الشمال وأبناء الجنوب، أن يخونوا التأريخ والأجيال القادمة بنشر الرعب والعداوات والثأرات ويؤصلون لحقبة دموية بين الأجيال، والمواطنين العزل الّذي لا حول لهم ولا قوة، فالأنظمة تزول، والزعماء يموتون، كم فل من جيش وأفنى من دول
وتبقى للأمة والشعوب ثقافة الوعي والحب، أو ثقافة العداوت والكراهية والبغضاء. وإثمها سيلحق النافخين أوداجهم من أجلها إلى قبورهم. فليحكم من حكم، وليبق اليمن آمناً مطمئنا سواء متحداً أو منفصلاً أو فدراليا، لكن ليبق الحب وليبق الوئآم، بين الأهالي الأبرياء إذ لا يجوز أن يزرع السياسيون وعشاق الحكم بين القلوب العداوة والبغضاء ليصلوا إلى الحكم ولو على جثة التأريخ.
وهنا لابد – في رأيي – لإنجاح أي حوار أو حلول من توفر شروط أربعة في ميثاق شرف جماعي لا يجوز الخروج عنه وبالتزامات قانونية لا يحيد عنها أحد وهي:
أولا: التخلي الكامل عن كل ما امتلكه أي متملك عبر النظام المخلوع في اي محافظة من محافظات اليمن شماله وجنوبه من أرض أو بيوت أو حقوق لأي كان من رجال ونساء سواء كان من خلال أوامر أو هبات أو صرف أو سطو أو منح أو تمليك صوري بما في ذلك القيمة غير المجزية، وإعادة الملك لمالكه المظلوم بمافي ذلك الأموال المؤممة على المواطنين في الجنوب، وما كان من ممتلكات الدولة فيجب إعادته للدولة في المحافظات. وأن يجبر – من لم يقبل ذلك- بقوة الدولة وقانون تصحيح المسار الوطني الّذي يجب أن يعطى أولوية قبل غيره لكتابته وإقراراه. وقد تحدثت في الفصل السابق عن أن أكون أنا أول من تطبق عليه هذه الشروط وأكرر أن من وجد لي في المحافظات الجنوبية مالاً أو أرضاً أو عمارة فأنا متنازل عنها وفقا لهذا الحل إذ لا يجوز بأي دين أو ملة أو قانون سماوي أو وضعي أن نرى السكان الأصليين في مدينة الحديدة أومدينة عدن وغيرهما يعيشون في العشش وصندقات الزنك في الصيف القاتل بلا كهرباء ولا ماء ولا منازل بل لا يملكون حتى العشة أو الصندقة التي يقطنونها بعقد تمليك من الدولة، وهم السكان الأصليون لتلك البلد؛ بينما نرى شخصيات نافذة وأسر فارهة من العائلات الحاكمة والجنرالات والزعماء السابقين، وأسرهم وحراسهم، وأصهارهم وحلفاءهم، قد سطوا على معظم مساحات الأراضي واحتلوا البيوت واحتجزوا المساحات الواسعة الشاسعة بقوة السلاح والنفوذ، أو بأوامر جائرة ظالمة ومالم يحدث ذلك كشرط أساسي لتصحيح المسار فستظل مشاعر الظلم والقهر حائلا دون تحقيق أي تقدم في نجاح الحوار للمضي نحو المستقبل المنشود.
ثانيا: على الجميع من رجال الحكم وقادة الجيوش وراس النظام السابق ومن عمل معه في الوظيفة العامه أن يقدم إعتذاراً صريحاً لكل أبناء الشعب في الجنوب أولاً وفي الشمال ثانياً عن كل ما سبق، والتجرد عن كل ما بحوزتهم من الحقوق التي وصلت إليهم من الملكية العامة أو الخاصة. وأبدأ بنفسي كموظف سابق مع النظام المخلوع شاعراً بالسعادة وأنا أعرض ذلك دون طلب من أحد.
ثالثا: تلتزم الدولة بصفتها ولي أمر للمواطنين جميعا بتعويضات عادلة من الملكية العامة للأهالي الذين صودرت حقوقهم أو سطي عليها ولم تعد بيد مغتصبها أو الحائز عليها مثل الأشياء التي تم اتلافها والأخذ على يدي الجناة.
رابعا: تقديم كل الذين في اعناقهم ظلم أو دم أو هتك عرض لأي كان سواء في الشمال أو في الجنوب إلى المحاكم المختصة دون هوادة أو رحمة أو مداهنة لأي كان. وهنا لابد من عودة المودة وإلغاء التوتر والتعبئة الخاطئة للنفوس والقلوب، ويمكن الاستماع لرأي الشعب ليقول كلمته فيمن يحكمه والصيغة التي يقبلها: وله أن يصرخ في وجه كل ظالم ومستبد مردداً مع أبي الأحرار:
والحكم بالغصب رجعي نقاومه حتى ولو لبس الحكام مالبسوا
تُشــــــــرﹼعون قــــوانين العبيـــــد لنـــا ونحن شـــــعب قوي مارد شرس
وأنتـــم طـــــــبعـــــــة للظلـــم ثانيـــــــة تداركت كلمـــــــا قد أهملوا ونسوا
* رأي اليوم