قواتُ صنعاءَ تنفِّذُ وعدَها: معادلةُ النفط مقابلَ المرتبات
قواتُ صنعاءَ تنفِّذُ وعدَها: معادلةُ النفط مقابلَ المرتبات
ووفق مصادر مُطلعة، فإنّ السفينة اليونانية ظلّت متوقفة في المياه الدولية منذ نحو أسبوع، بعد أن تلقت وعود بحمايتها من وزارة النقل في حكومة الطرف الآخر، وكانت تهدف إلى تحميل 2 مليون برميل من النفط الخام اليمني.
ووفقاً لمصادر عاملة في الرصد الملاحي، فإنّ السفينة دخلت فجر الجمعة المياه اليمنية في البحر العربي واقترب من ميناء الضبة، وحال وصولها تعرض الميناء لهجوم في تمام الساعة الثانية والنصف من ظهر اليوم.
وحسب حديث محافظ حضرموت الموالي للتحالف، مبخوت بن ماضي، فإنّ العملية نفذت بواسطة طائرات مسيّرة، الأولى استهدفت المنطقة الفاصلة بين الميناء وبين الغاطس الذي كانت ترسو فيه السفينة، وبعد دقائق تم تنفيذ هجوم آخر في رصف الميناء.
ووفق بن ماضي، فإنّ الهجوم أسفر عن خروج السفينة من الميناء وغادرت 12 ميلاً عن الميناء، وأشار إلى أنّ صنعاء وجهت تحذيرات لوزارة النقل اليونانية بعدم الاقتراب من المياه الإقليمية اليمنية، وتمّ عكسها لطاقم السفينة، وعقب الضربة انسحبت السفينة إلى خارج المياه الإقليمية اليمنية، موضحاً أن السفينة كان من المقرر أن تدخل الميناء قبل أسبوع، ولكن نتيجة للتهديدات بقيت خارج المياه الإقليمية لليمن.
وقالت مصادر نفطية لـ«الأخبار» إنّ شركة «بترومسيلة» أوقفت ضخّ النفط من منشأة النفط في المسيلة إلى الميناء، كما تمّ إخلاء الميناء من كافة العاملين فيه. كما أشارت مصادر مطلعة في مديرية الشحر بحضرموت، إلى أنّ كافة الطرق الرسمية المؤدية إلى ميناء الضبة النفطي بمديرية الشحر تمّ إغلاقها من قبل السلطات الأمنية، وتمّ إعلان حالة طوارئ أمنية وعسكرية بمحور الضبة التابع للتحالف.
ولفتت المصادر إلى أنّ دوي الانفجارات سمعت في مناطق الشحر شرقاً وشحير وبويش غرباّ، يضاف إلى أنّ الانفجارات الناتجة عن الهجوم أدت إلى إرباك كبير في الميناء ودفعت العشرات من العاملين للفرار خشية ضرب خزانات الميناء التي تحتوي على مليوني برميل من خام المسيلة الثقيل.
وقال المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع، أكد في بيان عسكري مقتضب مساء أمس، تنفيذ صنعاء الهجوم، وقال «نفذنا ضربة تحذيرية بسيطة لمنعِ سفينة نفطية كانت تحاول نهب النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت».
وأكدّ سريع أنّ السفينة النفطية خالفت القرار الصادر عن الجهات المختصة بحظر نقل وتصدير المشتقات النفطية السيادية اليمنية، واشار إلى أنّ الرسالة التحذيرية أتت منعاً لاستمرار عمليات نهب الثروة النفطية وعدم تخصيصها لخدمة أبناءِ الشعب في المرتبات والخدمات، لافتاً إلى أنّ سلطات خاطبت الجهات المختصة للسفينة وتم إبلاغ طاقتها بقرار منع نقل النفط المنهوب.
ووضح سريع أنه تمّ التعامل مع السفينة استناداً إلى القوانين اليمنية النافذة، والقوانين الدولية بإجراءات تحذيرية حرصنا من خلالها على الحفاظ على سلامة وأمن البنية التحتية لليمن وأمن السفينة وطاقمها.
وشدّد العميد سريع في بيانه، أننا «لن نتردّد في القيام بواجبنا في إيقاف ومنعِ أيّ سفينة تحاول نهب ثروات شعبنا اليمني»، وتوعّد بشن المزيد من العمليّات التحذيرية لحماية لثرواته من العبث والنهب، مجدداً تحذير كافة الشركات بالامتثالِ الكامل لقرارات السلطة في صنعاء بالابتعاد عن أيّ مساهمة في نهب الثروة اليمنية.
وقالت مصادر عسكرية في صنعاء، إنّ العاصمة اليمنية باتت اليوم تفرض معادلة جديدة وهي «النفط مقابل المرتبات»، وأنّ الهجوم محلّي لا علاقة له بالتصعيد الجوي مع دول العدوان، ولفتت إلى أنّ أيّ ردة فعل من قبل العدوان ستواجة بقوة، مؤكدة أنّ القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في جهوزية عالية.
واعتبر مراقبون في صنعاء الهجوم «هجوماً تحذيرياً كونه استهدف رصيف الميناء ولم يستهدف السفينة بشكل مباشر، وتجنب إحداث أيّ أضرار جانبية».
وأكدت مصادر اقتصادية في صنعاء، أنّ العمليّة التحذيريّة موجهة لكافة السفن العاملة في مجال نقل النفط اليمني الخام، الذي تتهم صنعاء الحكومة الموالية لـ«التحالف» بالإمعان في نهب نحو 20 مليون برميل منذ العام 2016، وتطالب بربط مبيعات النفط الخام بصرف مرتبات موظفي الدولة مدنيين وعسكريين دون استثناء.
وسبق أن حذرت قوات صنعاء، الشركات النفطية العاملة في اليمن، وكافة الشركات الملاحية الأجنبية من مغبة الاستمرار في «نهب النفط»، مهددة أيّ سفينة نفطيّة تقترب من الموانئ الخاضعة لسيطرة «التحالف» والفصائل المواليّة له، جاء ذلك بالتزامن مع انتهاء الهدنة الإنسانية والعسكرية، مطلع الشهر الجاري، ورفض «التحالف» الاستجابة لمطالب صنعاء التي من بينها صرف مرتبات الموظفين من إيرادات النفط والغاز.