كل ما يجري من حولك

سبتمبر ثورة يمنية الصنع

514

متابعات / تقرير

في كلمة لقائد أنصارالله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر، وصف ’’الواحد والعشرين من سبتمبر’’ بأنه ’’يوم من أيام الله’’ هكذا ينظر أنصار الله ’’ الحوثيون’’ إلى هذا التاريخ، الذي أصبح يوماً ترتب عليه الكثير من المتغيرات التي شهدتها اليمن ليصبح يوم الثورة، هذه الثورة التي يشعرون بوجودها وقدسيتها في  أنفسهم وفي واقعهم حتى أصبحت ثورة مستمرة لن تنتهي بالنسبة لهم وبالنسبة لقائدهم السيد عبدالملك الحوثي ، الذي أكد في كل مناسبة احتفائية بهذا اليوم أنها مستمرة وستستمر .

 

كان العام الثامن للواحد والعشرين من سبتمبر عاماً مليئاً بالعنفوان والتحدي وإبراز القوة المتنامية التي راق لبعض المحللين أن يصفها بالمعجزة، وهي معجزة حقيقية ، أذهلت العالم، حتى الذين ينظرون إلى هذا التاريخ بأنه يوم النكبة بالنسبة لهم ، لأنهم رأوا أنفسهم يعيشون في مرحلة الفقدان الحقيقي لوجودهم وانتمائهم لهذه الأرض التي تغير شكلها ولونها وكل شيء فيها.

اتجهت أنظار العالم نحو ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء ، ليشاهدوا العرض المعجزة في ذكرى ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، ولاتزال استديوهات التحليل مشتعلة بالأخذ والرد في دلالة هذا العرض العسكري الأكبر من نوعه، على الرغم من أن هذا العرض هو السابع في فترة لم تتجاوز الثلاثة أشهر من هذا العام.

لكن خلاصة الأراء المحايدة للمحليين السياسيين أنه برغم قوته وأبعاده والرسائل البالغة في الأهمية والقوة التي وجهها أنصار الله ’’ الحوثيين’’ إلا أنه نتيجة مرتبطة بحقيقة هذه الثورة وترجمة لكل أهدافها.

حتى تلك الآراء التي اهتمت بشكل خاص بنوعية الأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية يمنية الصنع أو الطائرات المسيرة بمديات تصل الى فلسطين، لم تستطع أن تخرج عن مصيرية الإنجاز بالثورة التي يرونها ثورة شعبية بهوية يمنية لا علاقة لها بطرف خارجي ولا صلة لها بأي شكل من أشكال الوصاية ، مهما كان رأي معارضيها من اليمنيين المجنسين بهوية السعودي والإماراتي.

بناء جيش وطني قوي :

لم يستطع من (أسمو) الواحد والعشرين من سبتمبر بأنه يوم النكبة أن يخفون حقيقة مشاعرهم تجاه ما رأوه بعد ثمان سنوات من الضربات التي أكد التحالف تحقيق أهدافها ’’بنجاح’’ ليروا أن كل ما أعلن عنه التحالف ليس إلى إعلان مبكر عن الهزيمة التي أعلنت من ميدان السبعين .

ومع ذلك لايزال الكثير من معارضي القوى التقليدية العتيقة للحوثيين يحاولون ذر الرماد على العيون ومحاولة التقليل من حجم هذا الإنجاز  ليصرفوا انتباه الناس وقناعاتهم تجاه ما رأوه بأنه البقية التي أخفاها الحوثيين من المخزون الاستراتيجي الكبير من الأسلحة، ولم يدركوا أنهم يرمون الناس بسهام التناقضات القاطعة لحبال التصديق وتكريس الكذب المفضوح ، والمؤسف والمضحك معاً أن البعض لايزال يراهن على أكذوبة (تهريب السلاح الإيراني ) للحوثيين ، بأنها قادرة على أن تحدث مجالاً للتأثير، في الوقت الذي تغطي أخبارهم صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل اعلامهم بما وصفوه حصار التحالف  المطبق على  المنافذ البحرية والبرية والجوية لمنع تهريب السلاح الإيراني ، فمن أين دخل هذا السلاح ، ووجه محللون أنظار الجميع نحو الجانب الخطير بحسب وصفهم أن الحوثي استطاع أن يترجم أهداف ثورته في  الواحد والعشرون من سبتمبر مهما كانت نظرتهم تجاهها وأنها استطاعت وهي تحت القصف والحصار والحرب في  كل المجالات أن تبني جيشاً قوي  بعقيدة قتالية حيرت العالم ، ويصف خبير سياسي جنوبي أن ما يحدث في صنعاء هو معجزة ووصف العروض العسكرية القوية في  صنعاء بجملة ( القوة عز).

 

سلاح الواحد والعشرين من سبتمبر : 

لم يجد المواطن اليمني في  شمال اليمن وجنوبه من ذلك الكم الإعلامي الموجه للتقليل من قوة هذا العرض  ما يمكن أن يقلل من حجمه وقوته وتأثيره  ، بل على العكس مثلت غالبية الردود الإكبار والإجلال لما رأوه ، ناشطين جنوبيين أكدوا أن هذا العرض هو مدعاة للفخر ، كونه ينتمي لليمن أولاً وأخيراً اختلفنا مع الحوثي أم لم نتفق .

بينما اتجه آخرون إلى القول أنه لا يزال لدى الحوثيين مخزون استراتيجي كبير من التسليح، رغم خسارتهم لجانب كبير من هذا المخزون خلال فترة الحرب الممتدة منذ 2015، خصوصا بغارات طيران التحالف الذي تقوده السعودية. بيد أن هذا لا يعني استنزاف المخزون العسكري للحوثيين إلى أدنى مدى.

كان الأبرز من التناول الاعلامي والتحليل ما ورد على شاشات الكيان الصهيوني على لسان محللون صهاينة: الحوثيون أصبحوا قوة لايستهان بها وأصبعهم خفيفة على الزناد ونخشى أن توجه لإسرائيل ضربة من اليمن.

أراء بعض قيادات صنعاء :

حميد عاصم – عضو وفد صنعاء المفاوض يؤكد أن السلام لا يعطى بل يؤخذ بالقوة، وصنعاء اليوم تؤكد أن التزامها بالهدنة ليس من منطلق ضعف بل من موقف قوة والتزام بالمبادئ الإسلامية، ويقول في هذا الصدد: هناك قاعدة سياسية وعسكرية تقول لا سلام بدون القوة، والقوة هي من تفرض السلام الحقيقي، نحن اليوم عبر العروض العسكرية للدفع المتخرجة حديثا إنما نريد أن نقول للطرف الآخر إننا دخلنا إلى الهدنة ونلتزم بها من منطلق قوة لا من موقف ضعف، ونحن واثقون بالنصر من الله ويدنا على الزناد.

وأضاف: نحن نقول للعالم من ميادين العروض العسكرية وعلى لسان قواتنا المسلحة إننا جاهزون، عندما ترفض قوى العدوان السلام وترفض تنفيذ التزاماتها وفقا للهدنة وتتعنت أمام المطالب المحقة برفع الحصار، للقتال والضرب بأقسى مما يتوقعون، وقد أكدت ذلك الدولة بمختلف مؤسساتها السياسية والعسكرية.

وتابع: على طرف العدوان أن يستوعب بأن الشعب اليمني جاهز فيما لو تنصل عن التزاماته وفقا للهدنة وخاصة فيما يتصل

نائب رئيس الوزراء في حكومة صنعاء لشؤون الأمن والدفاع جلال الرويشان أكد هو الأخر على أن القوات المسلحة أصبحت حاضرة لخوض معارك أوسع، وشدد على أن “أسلحتنا تحقق توازنا من الرعب مع العدو، وأمن اليمن اليوم عامل مؤثر في الأمن الإقليمي والدولي”.

وأضاف الرويشان “نواجه عدوانا لا يفهم إلا لغة القوة، وما وصلت إليه قواتنا من مستوى الردع كفيل بوقف العدوان وإنهاء الحصار”، ولفت إلى أن المؤسسة العسكرية استطاعت الحفاظ على مستوى جيد بعد الثورة وقامت بتطوير قدراتها.

وشدد على ان العقيدة القتالية المرتبطة بالله وحكمة القيادة والحاضنة الشعبية هي عوامل تحقيق النصر وهذا يحسب لثورة 21 سبتمبر، وأضاف بعد 8 سنوات من العدوان والحصار الجائر نحن نقول عبر هذه العروض العسكرية أننا حاضرون للدفاع عن بلدنا بأعلى المستويات”.

You might also like