كل ما يجري من حولك

في عيد ميلاد (الشقيقة) الكبرى

في عيد ميلاد (الشقيقة) الكبرى

834

 

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي

هل حقاً كان البريطانيون يدفعون الجزية للملك المؤسّس عبدالعزيز آل سعود؟!

طبعاً هذا ما كان يُحدِّث به الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود أتباعه دائماً!

جاء هذا بالتأكيد في كتاب (توحيد المملكة السعوديّة) لمؤلفه: محمد المانع مترجم الملك عبدالعزيز آل سعود نفسه..

فهل يعقل فعلاً أن الملك السعوديّ المؤسّس عبدالعزيز قد أجبر الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس على دفع الجزية له؟

وكيف يصدق ذلك عقلٌ إذَا كنا نعلم يقيناً أنه لولا بريطانيا العظمى ودعمها القوي ومساندتها المُستمرّة والدائمة لهذا الأمير الشاب يومها، لما كان هنالك اليوم دولة في شبه الجزيرة العربية اسمها: المملكة العربية السعوديّة؟

لذلك فقد كان لزاماً عليَّ العودة إلى ذلك الكتاب للتحري والتأكّـد أكثر من دقة هذه المعلومة..

وفعلاً وجدت هذه المعلومة دقيقة جِـدًّا إلا أنني اكتشفت أمراً آخر وهو أن الملك عبدالعزيز عندما كان يحدث اتباعه (المؤدلجين) بأمر الجزية إنما كان يوهمهم بذلك فقط وذلك كنوعٍ من التغطية والتبرير للمرتب الذي كان يتقاضاه شهرياً من الحكومة البريطانية والمقدر بخمسة آلاف جنية استرليني!

يعني الراجل كان يستلم مرتباً شهرياً (ينغنغ) نفسه واسرته وحاشيته به، وأصحابنا أتباعه كانوا يظنون في استلام مليكهم هذا المرتب وبناءً على إيهامه لهم طبعاً أنه (جزية)!

أرأيتم كيف أن هؤلاء ومنذ البداية كانوا ولايزالون يطوعون الدين لخدمة أغراضهم وأهدافهم الخَاصَّة؟!

وهناك فرق طبعاً بين أن تتقاضى مرتباً أَو تقبض أجرةً أَو أن تأخذ جزية!

أن تتقاضى مرتباً أَو تقبض أجرةً من جهةٍ ما، يعني ببساطة شديدة أنك تعطي في المقابل سلعة أَو تؤدي خدمة لهذه الجهة وبناءً على مواصفاتها وشروطها!

وكذلك فعلاً كان حكام المحميات البريطانية في الخليج وكذلك كان سلاطين المحميات البريطانية في الجنوب اليمني وكذلك أَيْـضاً هم اليوم قيادات ما يسمى بالشرعية اليمنية!

يقدمون (سلعاً) وهي (الأوطان) ويؤدون (خدماتٍ) وهي بكل تأكيد (بيع أَو رهن الأوطان) وبأبخس الأثمان!

أما أن تأخذ أَو تفرض جزيةً على جهةٍ ما، فهذا يعني أنك تملي على هذه (الجهة) شروطك وتفرض نواميسك وقوانينك العامة في مقابل توفير الحماية لها وعدم الاعتداء عليها أَو التدخل في قوانينها ونواميسها الخَاصَّة.

وهنا السؤال:

هل كان الملك المؤسّس الراحل عبدالعزيز يوفر الحماية (لبريطانيا) ويملي شروطه عليها حتى يأخذ منهم (الجزية) أم أن (بريطانيا) هي من كانت توفر له الحماية وتملي عليه شروطها وتأخذ منه الجزية؟!

الإجَابَة متروكة لكم.

You might also like