أعلنت القوات التابعة لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات، مساء الأحد، انتهاء المرحلة الأولى من العملية العسكرية التي أطلقتها باسم «سهام الشرق» بدعم إماراتي، بهدف ما قالت إنها محاربة تنظيم «القاعدة» الذي يتواجد على نطاق واسع في عدد من مديريات محافظة أبين جنوبي اليمن. إّلا أن قوات «الانتقالي» لم تَخُض، على مدى سبعة أيام منذ إطلاق الهجوم، أيّ مواجهات مع عناصر التنظيم، ليتبيّن أن العملية لم تكن إلّا تغطية على مجرى تنفيذ اتفاق، كان أُبرم مساء الأربعاء الماضي، مع قادة الألوية الموالية لحكومة معين عبد الملك. وأوضحت مصادر قبلية، في حديث إلى «الأخبار»، أن الاتفاق الذي تمّ تنفيذه بإشراف الملحق العسكري السعودي في عدن، اللواء ناصر الفهادي، ألزم التشكيلات التابعة للحكومة بالسماح لتلك الموالية لـ«الانتقالي» بالدخول إلى مدينة شقرة ومنطقة خبر المراقشة ومديرية أحور الساحلية من دون أيّ قتال، كمرحلة أولى، على أن يعقب ذلك تمدُّد الأخيرة في مديريات لودر ومودية والمحفد. ونصّ الاتفاق، أيضاً، على إعادة «قوات الأمن العام» و«القوات الخاصة» و«قوات النجدة الحكومية»، والتي كانت طُردت قبل ثلاث سنوات، إلى مقرّاتها في مدينة زنجبار، مركز المحافظة، فضلاً عن إعادة مدير أمن أبين المناهض لـ«الانتقالي»، أبو مشعل الكازمي، إلى مقرّ الأمن في المدينة نفسها، وتسليم المقرّات والمعسكرات كافة التي كان المجلس سيطر عليها أواخر 2019، وإبقاء «قوات الدفاع الساحلي» في مواقعها السابقة.

أيضاً، اتُّخذت إجراءات لمنع الصدام العسكري مع ألوية «الحماية الرئاسية» الأول والثالث والرابع، والتي لا يزال يقودها نجل الرئيس السابق، عبد ربه منصور هادي، وينحدر جميع قادتها وعناصرها من المحافظات الجنوبية. لكنّ المصادر نفسها كشفت أن «الانتقالي» اشترط إخراج أيّ قوات ينحدر عناصرها من المحافظات الشمالية من أبين، بتهمة موالاتها لحزب «الإصلاح». ولذا، فقد تمّ، مساء الأحد، إجلاء قوات الكتيبة الخامسة من «اللواء الأول – حماية رئاسية»، والتي يقودها المقدم سعيد بن معيلي، من منطقة العرقوب الاستراتيجية، وهي عبارة عن مثلّث يربط بين شبوة وحضرموت وأبين، بحماية قوات «العمالقة»، والتي تولّت، بتكليف من السعودية، تنفيذ الاتفاق على الأرض. وفي الوقت الذي اعتبر فيه «الانتقالي» إجبار بن معيلي على إخلاء مواقعه والانسحاب من أبين انتصاراً كبيراً له، علمت «الأخبار»، من مصادر في محافظة مأرب التي ينتمي إليها بن معيلي، أن الأخير «يتواجد في مأرب منذ عام ونصف عام ولم يَعُد إلى أبين».

وبينما أعلن «الانتقالي» أنه قبِل بالسلام في أبين لحقن الدماء، وأن ما حدث كان أشبه بانضمام القوات الحكومية إلى صفوفه، معتبراً، على لسان عدد من قياداته، أن «تحرير أبين يأتي في طريق التحرير الشامل للجنوب واستعادة الدولة (فك الارتباط عن صنعاء)» بعد الانتهاء من السيطرة على محافظتَي حضرموت والمهرة، قالت مصادر مقرّبة من حكومة معين عبد الملك إن التطوُّر الأخير يأتي تنفيذاً للشقّ العسكري من «اتفاق الرياض» الموقَّع بين «الانتقالي» والحكومة في الخامس من تشرين الثاني 2019. على أن المفارقة هي أن قوات «الانتقالي» لم تصطدم مع عناصر «القاعدة» الذين يتواجدون بكثافة في مناطق خبر المراقشة وكذلك في أحور. وعلى رغم إعلان المجلس، الأحد، انطلاق المرحلة الثانية من عملية «سهام الشرق» داخل عدد من المعسكرات في الوضيع ولودر والمنطقة الوسطى، إلّا أن ثمّة توقّعات بأن تتسلّم قوات «الانتقالي» تلك المناطق من دون قتال، خصوصاً مع وصول قائد قوات التحالف السعودي ـ الإماراتي في عدن، قبل أيام، إلى معسكر «الأماجد» السلفي، والذي يضمّ العشرات من عناصر «القاعدة» الفارّين من البيضاء.