كل ما يجري من حولك

بعد الإطاحة بـ”الإصلاح”.. هذا هو التالي في فصائل التحالف

بعد الإطاحة بـ”الإصلاح”.. هذا هو التالي في فصائل التحالف

952

حلمي الكمالي*

لا خلاف بأن التحالف السعودي الإماراتي يدفع مؤخرا للتخلص من بعض أدواته كما هو الحال بالنسبة للإصلاح، ولكن هل يسعى التحالف لإعادة تدوير أدواته في اليمن، أم للتخلص منها جميعا، وهل مخطط التصفية سيتوقف عند إزاحة الإصلاح من المشهد السياسي والعسكري وحسب أم أن الدور قادم على بقية فصائل التحالف؟!.

بالعودة إلى خضم التطورات الأخيرة، فإنه من الواضح حتى اللحظة، مساعي التحالف السعودي الإماراتي للإطاحة بفصائل الإصلاح من المشهد بشكل نهائي، عقب طردها من شبوة والإطاحة بأبرز القيادات العسكرية المحسوبة على الحزب، من كبرى المناطق العسكرية، وأخيرا تطويق الإنتقالي آخر معاقله في أبين وحضرموت جنوبا، ومحاصرة ما تبقى له من أثر في مدينة مأرب، من قبل طارق صالح، حيث تجري الإمارات ترتيبات لإقتحام المدينة، خلال الأيام القادمة.

إلى هنا تبدو أحداث المسلسل السعودي الإماراتي واضحا للعيان، في ما يخص مساعي قطبي التحالف لوضع نهاية حقيقية لأكبر وأول فصائلها في اليمن، ولكن ليس بالضرورة التأكيد على أن الإطاحة بالإصلاح، يأتي فقط لتمكين الفصائل الإماراتية كبديلة عنه، فهذا غير منطقي، فالفصائل الإماراتية ليست حديثة على المشهد حتى يتم الرهان عليها، فهي أدوات مجربة شأنها شأن الإصلاح، خاضت غمار التحالف وأخفقت جميعا.

الإطاحة بالإصلاح من المشهد برمته، هو بداية التجريف لمخطط تنتهجه قوى التحالف، للتخلص من جميع أدواتها في اليمن، وهذه الحقيقة طبقا للوقائع والشواهد، السيناريو الأمثل الذي يعبر عن تفاصيل التطورات الأخيرة في المحافظات الجنوبية، وعلى رأسها إقتتال فصائل التحالف في محافظتي شبوة وحضرموت.

استنادا لذلك، يمكن ملاحظة إشعال التحالف للصراعات البينية داخل الفصائل الإماراتية مباشرة في شبوة، عقب سيطرتها على مدينة عتق، وطرد فصائل الإصلاح، إلى جانب تصاعد الصراعات داخل المعسكر الإماراتي بين الإنتقالي وقوات طارق صالح في ظل الترتيبات لتقاسم تركة الإصلاح في الهضبة النفطية، وتلك إمتداد لصراعات سابقة تبدأ من عدن ولا تنتهي في حضرموت، إنما تنذر هذه المرة لجولة جديدة من الإقتتال المباشر، عقب مخاوف كل فصيل من الخروج نهائيا من المشهد في أية لحظة.

بالطبع تدفع الإمارات والسعودية اليوم للتخلص من أسباب الهزيمة في اليمن، ولكن هو خلاص لطي صفحة التحالف أولا، ثم ترك الساحة الجنوبية للفوضى والإقتتال المستمر بين فصائلها، تحت مسميات مختلفة وإعادة إثارة النعرات بينها الإنفصال، وتفكيك المناطق الشرقية والجنوبية إلى مناطق معزولة، لتأمين السيطرة على الثروات اليمنية في الوقت الراهن.

محاولات التحالف إغراق اليمن بالفوضى المفتوحة قبيل مغادرته بعد فشله في مداراة سوءته تحت يافطة المجلس الرئاسي الجديد، تبدو فاشلة في ظل وجود قوة في صنعاء، تصر على مغادرة التحالف السعودي الإماراتي بشكل نهائي ورفع الدعم عن أدواته لأنها ستفتح جولة جديدة من الحرب الذي يخشاها التحالف.

طبقا للوقائع، فإنه لم يعد للتحالف السعودي الإماراتي أي خيارات متاحة، أكثر من كونها خيارات تحددها القوة التي حصدت النصر الأكبر والأوسع حتى اللحظة في عموم المواجهة المفتوحة، وهي صنعاء، التي تشهد استقرارا كبيرا في قرارها السياسي والعسكري، إلى جانب عودتها إلى الساحة الدولية كلاعب مهم تتهافت القوى العظمى لبناء علاقات إستراتيجية معها، وسط توقعات بقرب الإعتراف الدولي الشامل بسلطة صنعاء.

* المساء برس

You might also like