وأشارت المصادر إلى أن «ألوية العمالقة»، التابعة لأبو ظبي، دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى مناطق محاذية لمواقع سيطرة «الإصلاح» في جردان وعياذ، وهي مواقع نفطية واقعة تحت حماية الحزب منذ عام 2015، مضيفة أن تشكيلات «الإصلاح» عزّزت، في المقابل، تواجدها العسكري على طول الخطّ الدولي الذي يمتدّ من مدينة عتق مروراً بمنطقتَي نوخان وعياذ وصولاً إلى العبر، بعدما تعرّضت لهجوم مدفعي في المناطق الصحراوية الواقعة بين شبوة وحضرموت، تَرافق مع سلسلة غارات جوّية شنّها الطيران المسيّر الإماراتي. ونظراً إلى الأهمية الاستراتيجية لمنطقة العبر التي تُعدّ مفترق طرق بين محافظات مأرب وحضرموت وشبوة، فإن «الإصلاح» يَعدّها أحد أهمّ خطوط الدفاع التي بسقوطها بيد القوّات المعادية له، ستسقط الهضبة النفطية الواقعة تحت سيطرته في وادي حضرموت بشكل تلقائي.

وأفادت مصادر محلّية، «الأخبار»، باشتداد المواجهات المسلّحة بين الطرفين على بعد 40 كلم من مدينة عتق، جرّاء استهداف «العمالقة» مواقع عسكرية للواء «23 ميكا» التابع لـ«الإصلاح» على خطّ العبر – عتق، وتمكُّنها من التقدّم هناك. غير أن مصادر قبَلية ذكرت أن قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية لـ«الإصلاح» شنّت هجوماً معاكساً في منطقة نعضة، وتمكّنت من استعادة مواقع ونقاط كانت «العمالقة» قد استحوذت عليها، لتمتدّ المعارك إلى منطقة البراق التي تفصل نعضة عن حقول النفط في عياذ. ونفى مصدر مقرّب من الحزب، بدوره، لـ«الأخبار»، صحّة الأنباء عن سقوط «اللواء 23» بأيدي «العمالقة»، كما نفى تقدُّم الأخيرة صوب مركز مديرية العبر التي تبعد 170 كلم عن مدينة عتق التي سقطت أواخر الأسبوع الماضي تحت سيطرة الميليشيات الموالية للإمارات، متحدّثاً عن مقتل سائقَين سوريَّي الجنسية، وإصابة عشرات المسافرين اليمنيين بجروح، جرّاء استهداف الطيران الإماراتي حافلات نقل جماعي على خطّ شبوة – حضرموت.
وتأتي هذه التطوّرات في أعقاب تهديد «المجلس الانتقالي الجنوبي»، مطلع الأسبوع الجاري، بـ«اجتثاث الإصلاح» من وادي حضرموت. إلّا أنه، بحسب مصادر متعدّدة، فإن الحزب دفع بثقله العسكري إلى منطقة العبر وصحراء حضرموت لمواجهة «الانتقالي»، بعد سماح «المجلس الرئاسي» في عدن بنقل تعزيزات جديدة من «العمالقة» من الساحل الغربي إلى شبوة. وفي ظلّ غياب أيّ مساعٍ للتهدئة بين الطرفين، من المتوقَّع أن تتصاعد المعارك خلال اليومين المقبلَين، وسط مخاطر تعرُّض الحقول النفطية لأضرار بالغة، وخاصة أن شبوة وحضرموت تستحوذان على ما نسبته 70% من حقول النفط اليمني، وتتواجد فيهما 10 قطاعات إنتاجية ونحو 22 قطاعاً استكشافياً، منها 7 قطاعات بالقرب من مناطق التماس.