تمديدُ الهُدنة على وَقْعِ هذه الضمانات العُمانية لصنعاء والتحشيد (تفاصيل)
تمديدُ الهُدنة على وَقْعِ هذه الضمانات العُمانية والتحشيد
متابعات| تقرير*:
للمرة الثالثة على التوالي، تُمدد الهدنة في اليمن. لكن هذه المرة، بتدخل عُماني يضمن سلوك ما يسمى بـ “المجلس الرئاسي” ومَن يقف خلفه، خلال المرحلة المقبلة، حيال الملفات العالقة وأهمها الاتفاق على آلية صرف الرواتب والمستحقات المالية. بعد ان أثبتت الهدنتان السابقتان تعنت السعودية واصرارها على استخدام الملف الإنساني كورقة ضغط وابتزاز، وهو الأمر الذي رفضت صنعاء ان يتكرر مرة أخرى.
وقد قدمت عمان -التي تلعب دور الوسيط بين الطرفين- ضمانات بمناقشة عاجلة يتم خلالها الاتفاق على آلية الصرف ومصادره التي كانت محل خلاف حتى اللحظات الأخيرة قبل الاتفاق على تمديد الهدنة. فبينما كانت صنعاء تصر على إدخال الإيرادات المستحقة من بيع النفط والغاز، إضافة لإيرادات ميناء الحديدة، رفض “المجلس الرئاسي” إدخال العائدات النفطية في مصادر الصرف، وهو الأمر الذي كان يقف حجر عثرة أمام انجاز التمديد، مهدداً بفشله لولا تدخل السلطنة. وبذلك ستشهد الأسابيع المقبلة جولة مفاوضات جديدة يبنى خلالها اذا ما كانت الهدنة ستمدد لاحقاً، حسب الالتزام بالتنفيذ.
استثمار الهدنة في تطوير البنية العسكرية
عمدت صنعاء خلال الهدنة التي دخلت شهرها السادس، إلى تخريج عدد من الدفعات العسكرية من مختلف الوحدات والمناطق العسكرية، لا سيما في المنطقة العسكرية المركزية، التي حضر فيها رئيس الوزراء عبد العزيز بن حبتور، وأكد على ان “دول العدوان لا تعرف إلا لغة القوة ولذلك طلبوا الهدنة وسعوا خلفها”. والمنطقة العسكرية الرابعة التي خرجت دفعة من 5 آلاف مقاتل بمناسبة بداية العام الهجري 1444، تحت شعار “وان عدتم عدنا”. بحضور رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، الذي خاطب الجنود المتخرجين: “أنتم لستم وحدكم، وشعب الايمان والحكمة ظهركم وسندكم… معكم في الميدان وحدات الاسناد التي تمثل اليد الطولى لقوتنا الصاروخية وسلاح الجو المسير التي لطالما أوجعت وآلمت العدو. معكم كل مؤسسات الدولة والقيادة الحكيمة… المعركة لا زالت قائمة على الصعيد العسكري ومسرح العمليات العسكرية ونحن جاهزون”. إضافة لتشكيل كتائب الدعم والاسناد…
تحشيد عسكري وتعميق للخلافات في الجنوب
بالمقابل، رصد خلال الأيام الماضية تجدد الخلافات بين الميليشيات التابعة للسعودية والامارات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، خاصة على الساحل الغربي، وسط رفض الجنوبيون هذه الممارسات. وحسب المعلومات الواردة فإن “قبائل مسلّحة هددت بقطع الطريق السـاحلي، أمام احتشاد مسلح لمجندين تابعين للجماعات السلفية، ومواجهتها في حال عدم مغادرة مناطق الصبيحة، داعية أبناءها إلى عدم الالتحاق بصفوف المليشيات المسماة “ألوية اليمن السعيد”، التي كانت قد شكّلت مؤخراً، واستقدم لأجل دعمها بالعديد، المئات من السلفيين المتطرفين في لحج والضالع في المناطق الساحلية المطلة على مضيق باب المندب.
وفي هذا الاطار، قالت وسائل إعلام جنوبية ان خلافات بشأن الهدنة رصدت داخل المجلس. خاصة فيما يتعلق بمناقشة مذكرة بعثة المبعوث الأممي إلى اليمن بعد فشله في عقد لقاء مع أعضاء المجلس بالتزامن مع اقتراب نهاية الهدنة. وقالت أنه “بحسب المصادر، فإن نائب رئيس المجلس، سلطان العرادة، كان أبرز المعترضين على تمديد الهدنة في حين وافـق كل من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي وطارق صالح وبقية الأعضاء عليها. ورأى محللون متابعون ان العرادة يسعى لتفجير الأوضاع عسكرياً محاولة للتهرب من استحقاقات إقالته من منصبه كمحافظ لمأرب.
* الخنادق