كل ما يجري من حولك

ترقُّبٌ لمواجهات دامية والتحالف يحشُدُ العتاد (تقرير)

ترقُّبٌ لمواجهات دامية والتحالف يحشُدُ العتاد

875

متابعات| تقرير*:

يتلون المشهد في المحافظات اليمنية التي يسيطر عليها التحالف وفصائله المسلحة، تبعاً لنزوات أمراء الحرب وبوصلة مصالح دول التحالف، لكن الضبابية التي تغلف المشهد تجعل من الصعب جداً تمييز ألوانه، ولم يعد من السهل التفريق بين مَنْ ضد مَنْ، ومَنْ مع مَنْ، فالكل يتقاتلون والنزاعات تزداد ضراوة،

وفي المدى القريب ستكون تلك المناطق على شفا مرحلة ربما تكون الأكثر دموية بين اليمنيين، ودول التحالف تمول جميع الأطراف ضد بعضها، كطريقة أسهل وأسرع لتحقيق الأهداف، خصوصاً عندما يصبح الجميع من أبناء البلد وأصحاب الأرض منهكين نتيجة الصراعات المتواصلة، أما المواطنون الذين يقبعون وسط هذا الجحيم فهم من يدفعون الثمن ويحصدون المعاناة في أمنهم المفقود، ولقمة عيشهم التي تبتعد عن أفواههم كلما بدأت مرحلة جديدة من الصراع، وفي المحصلة ينشغل الجميع بمصالحهم الشخصية ومعاناتهم اليومية بينما تُصادر الأرض وتُنهب الثروات، وتتوافد القوات الأجنبية متعددة الجنسيات على المناطق والمواقع الاستراتيجية والأكثر أهمية.

 

خلال الأيام القليلة الماضية كانت مدينة عدن على وشك مواجهات دامية بين فصائل تابعة للتحالف، حيث خرج مجندون إلى الشوارع بهتافات مناهضة للتحالف، وبالمقابل شاهد المواطنون قطعاً بحرية تابعة للتحالف تنتشر بشكل غير مسبوق في سواحل عدن، وعلى أثر توتر التحركات البحرية دهس زورق إماراتي قارب أحد الصيادين اليمنيين، ما أدى إلى غرق القارب، وتم إنقاذ الصياد على يد بعض زملائه الذين تصادف وجودهم بالقرب منه، وبالتزامن مع ذلك انتشرت الآليات العسكرية والقوات الخاصة بشكل مكثف في شوارع عدن.

 

وكانت وحدات عسكرية أمريكية انتشرت، الإثنين الماضي، في ميناء عدن مغلقة الشوارع المؤدية إلى الميناء، بالتزامن مع انتشار قوات سعودية في شوارع المدينة، بعد أنباء عن تهديدات بتمرد عسكري ضد مجلس العليمي، بينما فسر مراقبون عملية الانتشار بأنها تهدف إلى تأمين سفن أجنبية آتية إلى الميناء، في حين قال آخرون إن لها علاقة بالصراعات المتصاعدة بين فصائل التحالف، وتظاهر مجندي الانتقالي مطالبين برواتبهم.

 

ويرى مراقبون أن المشهد في مناطق سيطرة التحالف ازداد قتامةً بشكل غير مسبوق، خصوصاً من بعد تشكيل مجلس العليمي الرئاسي، حيث لم يكن سوى غطاء لمزيد من العبث وتفجير الأوضاع بين الفصائل المتناحرة التابعة للتحالف، بالإضافة إلى الهدنة المعلنة التي رعتها الأمم المتحدة خلال الشهور الأربعة الماضية، التي استفاد منها التحالف أكثر مما استفاد منها اليمنيون، فخلال هذه الفترة كثفت السعودية والإمارات وجودهما العسكري في عدد من المحافظات، فالإمارات لم تتوقف عن إرسال شحناتها العسكرية إلى محافظة أرخبيل سقطرى، محملة بالآليات والزوارق الحربية، والعتاد العسكري بكل أنواعه بما فيها أجهزة المراقبة.

 

وحسب مصادر محلية في جزيرة سقطرى اليمنية، فقد أرسلت القوات الإماراتية 14 طائرة مروحية من قواعدها في حديبو، السبت الماضي، بتجاه جزيرتي عبدالكوري وسمحة، حيث تعمل الإمارات منذ أشهر على استحداث قواعد ومنشآت عسكرية في جزيرة عبد الكوري، وأجبرت السكان على المغادرة، وكل ذلك التدفق العسكري يتم في وقت سريان الهدنة العسكرية والإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة.

 

ناشطون وأكاديميون في عدن، أبدوا قلقهم الشديد من تفاقم الأوضاع، مؤكدين أن التحالف وأدواته يعرفون تماماً ما يمر به المواطنون من معاناة، موضحين أن مصالح التحالف وأدواته تجعلهم يطالبون فقط بتحسين ما أسماها الأكاديمي الجنوبي عبدالرحمن الوالي “شروط العبودية”.

 

من جانبه قال الوزير السابق في الحكومة الموالية للتحالف، صالح الجبواني، إن الإمارات تسعى لتفجير الأوضاع في شبوة ووادي حضرموت، من خلال الحملة الأخيرة لوكلائها في المحافظتين بتوقيف قيادات من السلطات المحلية والأمنية، وأشار الجبواني إلى أن المجلس الرئاسي الذي وصفه بـ”غير الدستوري”، يلعب فقط دور المحلل لما تفعله الإمارات، لافتاً إلى أن المجلس سيتحمل مسئولية أي مواجهة عسكرية في المحافظتين.

* YNP /  إبراهيم القانص

You might also like