حتى الراقصاتُ يرفُضْن التطبيع!
حتى الراقصات يرفُضَن التطبيع!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.
تخيلوا معي.. لو أن مصر (السادات) مثلاً كان لديها من الإمكانات والقدرات المادية والإقتصادية ما تملكه دولة الإمارات اليوم..
لو أنها كانت تملك ولو حتى بعضٍ من احتياطات الإمارات المالية والنقدية المهولة والضخمة..
برأيكم،
هل كانت مصر ستذهب ذات يوم للتوقيع على اتفاقية سلام مع دولة الكيان الصهيوني الإرهابي والغاصب في منتجع كامب ديفيد؟!
الإجابة بكل تأكيد : لا..
أما لو كانت (مصر) تملك من الإمكانات والموارد، على أقل تقدير، نصف أو ثلث أو حتى ربع ما تملكه السعودية اليوم، لما كان الوضع يبدو بالصورة التي نراه عليها الآن!
لا أبالغ -بصراحة- إن قلت أن مصر كانت قد (طربقت) الدنيا كلها على (دماغ) دولة الكيان الصهيوني و(دماغ) اللي جابوها.. واللي خلفوها (كمان) من بدري جداً..!
لكنها الظروف يا سادة!
نعم الظروف الإقتصادية المتفاقمة والصعبة التي كانت تعيشها مصر آنذاك هي التي اضطرت القيادة المصرية في اعتقادي للقبول يومها بمبدأ التفاوض مع دولة الكيان الصهيوني والتوقيع على هذه الإتفاقية!
فمصر التي خاضت من الحروب مع دولة الكيان الصهيوني ما لم يخضه أحدٌ غيرها من العرب ما كان لها وبأي حالٍ من الأحوال أن تساوم أو تتاجر أو تفرط أو تهادن لولا هذه الظروف كما أسلفت.
المهم.. وقعت الحكومة المصرية (مضطرةً) وفي غفلة من التاريخ على اتفاقية سلام مع الدولة العبرية وكان.. اللي كان.. وانتهى الأمر.
فماذا فعل شعب مصر؟!
أخبروني..
هل رأيتم يوماً مواطناً مصرياً، (مسلماً) كان أو (قبطياً) أو كان غير ذلك على مدى أكثر من أربعين سنة (هي عمر الإتفاقية حتى اللحظة طبعاً) قد رفع يوماً علماً إسرائيلياً مثلاً أو استضاف مواطناً صهيونياً أو احتفى به أو حتى التقط صوراً تذكاريةً معه؟!
هل رأيتم يوماً مواطناً مصرياً ظهر على شاشةٍ تلفزيونيةٍ مثلاً أو في (فيديو) أو في أي وسيلةٍ من وسائل التواصل الإجتماعي وهو يروج للتطبيع أو يدعو له؟!
الكل في مصر بصراحة يرفض التطبيع..
والكل يتبرأ منه..
حتى الراقصات والعوالم هناك لهن موقفٌ من التطبيع ويتبرأن منه أيضاً!
وهكذا هو شعب مصر دائماً!
الشعب الذي قدم من التضحيات في سبيل القدس وفلسطين وقضايا الأمة ما لم يقدمه أو يقدم عليه أحدٌ غيره من العرب!
يكفي أنه هو الشعب الذي ظل يمنحنا ولأكثر من أربعة عقود حالة من الثقة والطمأنينية والأمان أنه في حال ما أقدمت بعض الحكومات العربية يوماً ما مثلاً على التطبيع فإن الشعوب ستبقي هي الرهان وهي الجواد الرابح.
الدور والباقي طبعاً على بعض الحكومات والشعوب العربية التي لم تجبرهم الظروف يوماً أو تفرض عليهم واقع التطبيع، لكنهم ومع ذلك ذهبوا وطبعوا وأقاموا علاقاتٍ رسمية وشعبيةٍ مجانية وكاملة مع دولة الكيان الصهيوني!
كيف سيُنظَر إليهم مستقبلاً؟!
أو ماذا سيكتب عنهم التاريخ؟!
هذا هو السؤال الذي يفترض أن يطرح نفسه بقوة اليوم!