مسيرةُ الأعلام: ترجمةُ صراع بنيت – نتنياهو!
مسيرةُ الأعلام: ترجمةُ صراع بنيت – نتنياهو!
متابعات| تقرير*:
انتهت الجولة الأولى من الطقوس اليهودية المقرّرة لـ”يوم القدس” حسب التقويم اليهودي (بدأت عند 7 صباحاً وحتى الساعة 11 قبل الظهر)، وخلالها اقتحم حوالي 1800 مستوطن باحات المسجد الأقصى وسط تصدٍ واسع للمرابطين المقدسيين وإعلان النفير العام دفاعاً عن المسجد الأقصى حيث من المرتقب أن تزداد أعداد الحشود الفلسطينية القادمة من مختلف المناطق لأداء صلاتي الظهر والعصر في الأقصى.
يصرّ رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بنيت حسب تصريحاته الأخيرة على تمرير مسيرة الأعلام بمسارها الاستفزازي من باب العامود ومروراً بالحي الاسلامي في البلدة القديمة “ولو على حساب تصعيد أمني”، حيث تهدّد الفصائل الفلسطينة بإشهار “سيف القدس 2” وتعلن جهوزيتها التامة للمعركة.
بنيت يخفق ونتنياهو يتربّص
في ظل هذا التعنّت، يحاول بنيت، من جهة، إعادة ترميم صورة حكومته الهشة التي زعزعتها العمليات الفدائية في الداخل المحتل، والتطور المطرد لفعاليات المقاومة في القدس والضفة، بالاضافة الى تهديدات الفصائل في غزة وصواريخها التي تطال عند كل حدث مستوطنات غلاف غزّة، كما تعرّضت لسلسلة من الاخفاقات في التعاطي مع المقاومة ومع الضربات الأمنية (من عملية “نفق الحرية الى العمليات في الداخل)، وأخفقت في قراءة السلوك الفلسطيني وفي تقديراتها. كذلك خسر الائتلاف ( بنيت – لابيد) الأغلبية في الكنيست مع الاستقالات المتكررة من ايديت سيلمان الى غيداء ريناوي وتلويح القائمة العربية الموحدة بالاستقالة أيضاً على خلفية ممارسات الحكومة في القدس والمسجد الأقصى.
ومن جهة ثانية، يتصيّد رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو الفرص للتحريض ضد بنيت، حيث صرّح عشية مسيرة الأعلام “: ارفعوا العلم، ومعا سنعيد إسرائيل إلى اليمين” في إشارة الى ضعف الحكومة الحالية. وقد اتهمت الكاتبة سيما كادمون في مقالها في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن ” زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو بأنه هو من وضع رئيس الوزراء نفتالي بينت في هذا الامتحان في إطار حملة التنظيف” وتابعت “مسيرة الأعلام ليس تحديا شخصيا بسيطا لرئيس الوزراء، خاصة في ظل صمت المعسكر الذي من المفترض أن يمتدحه لقراره إقامة المسيرة في شكلها التقليدي”. وأضافت “مسيرة الأعلام التي ستقام يوم الأحد هي اختبار للحكومة والائتلاف، وغالبا هي اختبار لرئيس الوزراء؛ ليس لأن بينيت يفتقد الاختبارات؛ لكن هذا أحد التحديات الكبيرة التي واجهها منذ تشكيل الحكومة، أولاً وقبل كل شيء بسبب المخاطر المباشرة التي تصاحب مثل هذه المسيرة”.
نتنياهو يقف خلف الاستفزاز اليميني
عند اليد اليُمنى لنتنياهو تقف الجماعات اليمينية المتطرّفة وأعضائها، وعلى رأسهم ايتمار بن غفير وهو عضو الكنيست في حزب “الصهيونية الدينية” الذي انضم اليه نزولاً عند رغبة نتنياهو لتعقيد الأمور على بنيت، و بتسلئيل سموتريتش زعيم هذا الحزب. ويعتبر بن غفير وسموتريتش المحركان الأساسيان لضعوط اليمين المتطرّف وجماعاته في تنفيذ المخططات الاستفزازية لمشاعر الشعب الفلسطيني والتهويدية للقدس المحتلة. هذه الجماعات لا تلنزم في أغلب الأحيان بتوصيات أو تقديرات المستويات السياسية والأمنية أو الحكومية في الكيان، بالتالي هي قادرة في فوضويتها و”تهورها” على زجّ الكيان في ما لا لم يكن يتوقعه.
استطلاعات رأي: الاسرائيليون يدعمون نتنياهو!
يستند نتنياهو على استطلاعات رأي أجرها الاعلام العبري تظهر “أن معظم الإسرائيليين يعتقدون أن حكومة بينيت – لبيد الحالية ستنهار في غضون ستة أشهر. وأن المزيد من الإسرائيليين يدعمون نتنياهو لمنصب رئيس الوزراء أكثر من أي مرشح آخر” (القناة 12 العبرية). واستطلاع آخر نشترته صحيفة “معارف” يوضح توزع المقاعد فيما لو ذهب الكيان نحو الانتخابات:
_ حزب الليكود: 35 مقعدًا.
_ حزب يش عتيد: 20 مقعدًا.
_ حزب الصهيونية الدينية: 9 مقاعد.
_ حزب أزرق أبيض: 8 مقاعد.
_ حزب شاس: 8 مقاعد.
_ حزب يهودات هتوراة: 7 مقاعد.
_ حزب العمل: 7 مقاعد.
_ القائمة المشتركة: 7 مقاعد.
حزب يمينا: 6 مقاعد.
حزب يسرائيل بيتنا: 5 مقاعد.
حزب الأمل الجديد: 4 مقاعد.
القائمة العربية الموحدة: 4 مقاعد.
– القائمة المشتركة: 7 مقاعد
حزب ميرتس: لا يتجاوز نسبة الحسم.
في استنتاج الاستطلاع تحصل كتلة نتنياهو على 59 مقعدًا بينما يحصل الائتلاف الحكومي الحالي على 54 مقعدًا.
يريد نتنياهو توريط الحكومة وبنيت بمزيد من الاخفاقات والانتقادات الداخلية أو في جولة عسكرية مع فصائل المقاومة، لكن في كِلا الحالتين يضع نتنياهو كيانه بأكمله على حافة العُقد السياسية والأمنية أو الزوال من أجل أهوائه وطموحاته الشخصية. علماً أن ولايته الطويلة لم تكن أفضل حالاً من ولاية بنيت حيث شكّلت معركة “سيف القدس” وانعاكاساتها الاستراتيجية دليل واضح وحي. كما تقدّر أوساط التحليل الخبيرة بالشأن الاسرائيلي أن هذه الاستطلاعات للاعلام العبري ليست كافية لحسم النتائج، فحجم المشاكل الداخلية كبير ولا يمكن لنتنياهو أن يضمن عودته الى سدّة رئاسة الوزاراء.
* الخنادق