مواجهاتُ «الرئاسي» و«الانتقاليّ» رأساً برأس: السعودية تتوسّط
مواجهاتُ «الرئاسي» و«الانتقاليّ» رأساً برأس: السعودية تتوسّط
متابعات| تقرير*:
استقبل عضو «المجلس الرئاسي» الجديد، رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، عيدروس الزبيدي، يوم الإثنين، في مقرّ «الانتقالي» في مدينة عدن وتحت علم الانفصال، قائد القوات السعودية في اليمن، يوسف خيرالله الشهراني، بغياب أيّ قيادات عسكرية تابعة لـ«الرئاسي»، وحضور أخرى تابعة لـ«الانتقالي»، كقائد قوات «الحزام الأمني»، محسن الوالي، والمفاوضَين ناصر الخبجي ومحمد الغيثي. والظاهر أن الاجتماع الذي تزامن مع تصاعد الاحتقان السياسي والعسكري بين المجلسَين، يأتي في إطار المساعي السعودية لتهدئة الوضع، وذلك في أعقاب تلقّي الرياض أواخر الأسبوع الماضي طلباً رسمياً من رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، بالتوسّط في حلّ الخلاف الذي تسبّبت به الذكرى الـ32 لقيام الوحدة اليمنية. وعلى رغم استجابة «الانتقالي» لتوجيهات التحالف السعودي – الإماراتي، والقاضية بالسماح لـ«الرئاسي» بإقامة حفل رمزي في قصر «المعاشيق» الخاضع لحماية القوات السعودية في عدن، إلّا أن عناصر تابعين له عادوا وأقدموا على إسقاط علم اليمن عن منزل عضو «الرئاسي»، طارق صالح، في المدينة.
ناقش لقاء الزبيدي – الشهراني خطوات «الإصلاح» الأخيرة في وادي حضرموت
وعلى رغم اندراجها في سياق تخفيف التوتّر، إلّا أن زيارة الشهراني لمدينة عدن، والتي خلت من أيّ لقاء مع «الرئاسي»، قُرئت على أنها دعم غير مباشر للزبيدي وجماعته، بعد تعرّضهما لانتقادات حادّة خلال الأيام الماضية على خلفية تراجعهما عن إصدار بيان رسمي بمناسبة ذكرى «فكّ الارتباط»، على رغم تنظيم «الانتقالي» فعاليات شعبية بالمناسبة في عدن وحضرموت ولحج والضالع وسقطرى. واعتبرت مصادر مقرّبة من «الانتقالي» لقاء الشهراني بالزبيدي إشارة إلى أن السعودية ترى في الأخير «ممثّلاً شرعياً للجنوب»، وتقرّ بثقله السياسي والعسكري، والذي لا يمكن تجاوزه في أيّ خطوات مقبلة، خصوصاً في ظلّ افتقاد «الرئاسي» لأيّ قوات مستقلّة تابعة له. وأشارت المصادر إلى أن قيادة «الانتقالي» شدّدت على ضرورة إلزام الأطراف الأخرى، وخاصة حزب «الإصلاح»، بتنفيذ الشقّ العسكري والأمني من «اتفاق الرياض»، عادّةً حديث العليمي عن تشكيل لجنة لدمج كل الفصائل الموالية لـ«التحالف» في إطار وزارتَي الدفاع والداخلية في حكومة معين عبد الملك، قفزاً عن الواقع. وعلمت «الأخبار»، من مصادر مطّلعة في مدينة عدن، أن «الانتقالي» سبق أن رفض مقترحاً سعودياً بإتمام عملية الدمج تلك. إلّا أن المصادر لا تستبعد قبول «الانتقالي» بعملية هيكلة عسكرية وأمنية تتيح له الاحتفاظ بقوّاته بشكلها الحالي.
أيضاً، ناقش لقاء الزبيدي – الشهراني خطوات «الإصلاح» الأخيرة في وادي حضرموت، وقيامه بإعادة الانتشار في مناطق واسعة هناك، وذلك ردّاً على مطالبة «الانتقالي» بإخراجه من محافظتَي حضرموت والمهرة، ونقل عناصره إلى جبهات المحافظات الشمالية. وتوازياً مع هذا الاستنفار، رفضت ألوية «الحماية الرئاسية» في منطقة شقرة في محافظة أبين، و«اللواء 111» التابع لعبد ربه منصور هادي، توجيهات «المجلس الرئاسي» بإعادة الانتشار في مناطق واقعة ما بين محافظتَي أبين وشبوة، وتَوجّهت بدلاً من تلك الوُجهة إلى الخطّ الدولي الساحلي الرابط بين عدن وأبين، ونشرت الأسلحة الثقيلة في مناطق كانت تابعة لـ«الانتقالي»، ما اعتبره الأخير تلويحاً باستخدام القوّة. ويتّهم «الانتقالي»، بعض أعضاء «الرئاسي»، كسلطان العرادة، وعبدالله العليمي، المحسوبَين على «الإصلاح»، بإعاقة تنفيذ خطط «التحالف» الخاصة بترتيب الوضع الداخلي للفصائل المسلّحة استعداداً لأيّ معركة قادمة مع صنعاء.
* الأخبار| رشيد الحداد