يا جبل: ما تهزَّك ريح
يا جبل: ما تهزَّك ريح.
بقلم الشيخ عبدالمنان السُّنبلي.
من منا لا يعرف عبد الباري عطوان؟!
من منا لا يطيل السفر كُـلّ يوم (رايح جاي) بين القنوات الإخبارية بحثاً عن عطوان؟!
من منا لا يتحرى في كُـلّ الشاشات وبفارغ الصبر إمْكَانية ظهور هلاله ودخول شهره؟
من منا لا يتشوق دائماً إلى أحاديثه ومداخلاته وتحليلاته الهادفة والعميقة؟!
من منا لا يحرص على قراءة وتتداول كتاباته؟!
من منا لا يحترم آرائه ويقدر أُطروحاته؟
الكل بصراحة يتابع عطوان!
الكل يجمع على عطوان!
فمن أين جئت -أيها العبقري- بكل هذا الحب وهذا الإجماع الشعبي النادر والفريد؟!
وفي أي زمن؟!
في زمن المتغيرات والتناقضات والتجاذبات والتنافرات الأسوأ في تاريخنا!
أمن عدالة القضية التي تحملها أم من ثبات الموقف وصدق التوجّـه والانتماء أم من كليهما معاً،
أم من ماذا يا ترى؟!
يعني ترنحت قصورٌ وقلاعٌ وحصونٌ كانت يوماً في حيِّنا ظاهرة وراسخة.. وأنت لم تترنح!
تبدلت مواقفٌ ومبادئٌ وقيمٌ كانت يوماً بين ظهرينينا ثابتة ومتأصلة.. وأنت لم تتبدل!
في نوعٍ من الرجال أنت؟!
وهل نحن أمام (ظاهرة) فريدة ونادرة من نوعها اسمها (عطوان)، ظاهرة لا تتكرّر إلا قليلاً في تاريخنا العربي القديم والمعاصر!
لا أدري بصراحة..!
كل الذي أدريه فقط هو أن الرياح قد تقتلع سَوارٍ وأخشاباً ظلت زمناً منتصبةً على أطنابها،
قد تجرف في طريقها كُـلّ ما تجده أمامها من خيامٍ مثلاً أَو أكواخٍ أَو مجسماتٍ كرتونيةٍ أَو لفافاتٍ ورقيةٍ أَو أكياس بلاستيكية أَو..، إلا أنها مهما تعاظمت أَو عظمت أَو تحولت إلى عواصف أَو أعاصير أضعف وأدنى من أن تنال من هيبة (تلٍّ) أَو (هضبةٍ) صغيرةٍ، فكيف بجبلٍ شامخٍ وباذخٍ اسمه (عطوان).
هكذا تقول قوانين ونواميس الكون.
فاثبُت عطوان.. اثبُت أيها الطود الشامخ..
ويا جبل: ما تهزَّك ريح.