كل ما يجري من حولك

خبر عاجل.. (بايدن) يدعو لإحياء يوم القدس العالمي!

خبر عاجل.. (بايدن) يدعو لإحياء يوم القدس العالمي!

670

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

تخيلوا معي لو أن رئيسٍاً (أمريكياً) مثلاً أَو (بريطانياً) أَو (فرنسياً) أَو حتى (صهيوني) هو من أطلق فكرة أن تكون آخر جمعةٍ من كُـلّ عام في شهر رمضان يوماً عالميًّا للقدس، برأيكم ماذا كان سيحدث؟!

كيف كان العرب -وأنا أعني هنا بعض الأنظمة طبعاً- سيتفاعلون مع هذه الفكرة؟!

هل كانوا سيستنكرونها ويُسفّهونها كما هو حالهم اليوم، أم ماذا يا ترى؟!

في الحقيقة لا يمكن لأحدٍ أن يتصور حجم التفاعل ومدى الاستجابة التي كانوا سيتجاوبون مع هذه الفكرة لدرجة أن قياداتٍ عربيةً لن تجد تحرجاً في أن يكونوا في طليعة النازلين إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم وتضامنهم مع القدس الشريف!

لكن أن تأتي هذه الفكرة وهذه الدعوة من طرف قائد الثورة الإيرانية الإمام الخميني، ففي ذلك عندهم ألف وجهة نظرٍ ونظر، مع أن القدس هي في الأصل (عربية) وليست (إيرانية) وكذلك فلسطين هي قضية (عربية) وليست قضية (إيرانية) أيضاً!

هكذا نحن العرب دائماً لم نعد نستعذب فكرةً ولا نطرب لخِلَّةٍ من الخلال كما صرنا نستعذب ونطرب لكل ما يأتينا من جهة الغرب وخَاصَّة من بلاد ما يسمى بالعم سام!

على أية حال،

يخطئ كُـلّ من يتوَّهم أَو يريد أن يروج لفكرة أن الدعوة هذه أَو الفكرة التي أطلقها الإمام الخميني ذات يوم قد أخذت بعداً أَو نزعة مذهبية أَو طائفية أَو قومية أَو أنها جاءت لتستهدف أحداً أَو نظاماً بعينه من الأنظمة العربية أَو حتى غير العربية، وإنما هي جاءت من منطلق إحساس بالمسئولية الدينية والأخلاقية التي يفرضها عليه وعلى كُـلّ مسلم روح الانتماء الديني وروابط العقيدة الإسلامية تجاه واحدة من أقدس المقدسات لدى المسلمين بدليل أن هذه الفكرة قد جاءت في وقتٍ كان العرب يعيشون في حالة حربٍ حقيقية ومواجهة عسكرية مسلحة مع إيران وأن العمل بها قد ظل مُستمرّاً أَيْـضاً حتى بعد انتهاء تلكم الحرب ولايزال حتى اليوم.

هكذا أعتقد وهكذا تنبئني الأحداث والشواهد، وبالتالي فأنا أستغرب لماذا كُـلّ هذا الإستنكار وهذا التسفيه والمقاطعة للعمل بهذه الفكرة من قِبَل بعض الأنظمة والشعوب العربية بدعوى أنها ذات منشأٍ إيراني مشبوه أَو هكذا يقولون!

ولنفرض جدلاً أن الإمام الخميني أَو الإيرانيين بشكل عام يكنون العداء والكراهية للعرب والمسلمين وأنهم كما تدعون وتزعمون مجوس وصفويون وو..

أخبروني.. ما الذي يمنعكم أنتم (كعرب) وَ(كمسلمين) من التعاطي مع هذه الفكرة وهذه الدعوة التي تصب أصلاً في صالح القدس والقضية الفلسطينية؟!

ألم يقل الرسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- في حديثه عن حلف الفُضُول ” دُعيتُ إلى حلفٍ في الجاهلية لو دُعيتُ إليه في الإسلام لأجبته”.

ألا يسقط مثل هذا الكلام دعواكم أيها المتخاذلون بحق إيران وقادة إيران على الأقل في هذا الخصوص؟!

طيب.. ما دمتم يا (محترمون) لا يروق لكم أن يحذو بعض العرب حذو إيران في إحياء هذه المناسبة، لماذا لا تبادرون أنتم وتعلنون يوماً (عربياً) أَو (إسلامياً) أَو (عالمياً) أَو ما شئتم أن تسموه للقدس؟!

لماذا لا تضربون لنا مثلاً -ولو لمرة واحدة- تجارون فيه إيران على الأقل في هذا الجانب؟!

عندها يمكنكم أن تعتبوا علينا إن نحن لم نحيي معكم مثل هذه المناسبة أَو إن نحن تركناكم وذهبنا نحييها مع إيران!

غير ذلك لا يحق لكم أن تلوموا أَو تعتبوا على أحد من العرب إن هو ذهب وأحيا مع إيران أَو غير إيران مثل هذه المناسبة – يوم القدس العالمي.

عُمُـومًا.. شئتم أم أبيتم، سنمضي في إحياء هذه المناسبة وسنظل على ذلك كُـلّ عام حتى تحرير وبعد تحرير القدس وفلسطين بغض النظر طبعاً عن مصدرها ومنشأها أَو عن كُـلّ ما يدور في أروقة ودهاليز السياسة وما يتفكك أَو يتشكل فيها من تحالفات وبغض النظر أَيْـضاً عن تخاذلكم وتطبيعكم وتماهيكم الكامل مع الكيان الصهيوني الغاصب، لكن عليكم جميعاً في الأخير أن تتذكروا جيِّدًا أن القدس -وإن تمنيتم- لن تُمحى من ذاكرتنا أَو قلوبنا أبداً وأن التاريخ لا يرحم أحداً.

عاشت القدس حرة أبية عزيزة وعاشت فلسطين وعاشت الأُمَّــة العربية والإسلامية، والمجد والخلود لشهداءنا الأبرار، ولا نامت أعين الجبناء.

You might also like