«المجلس الرئاسي» يبتلعُ «القضيةَ الجنوبية»
الزبيدي أوقع نفسه في ازدواجية مكشوفة بين التمسّك بالأهداف المعلَنة بالانفصال وتبوّؤ منصب في «مجلس القيادة»
متابعات| تقرير:
يعيش «المجلس الانتقالي الجنوبي» حالةً من الارتباك والتخبُّط منذ أُجبر زعيمه، عيدروس الزبيدي، على المشاركة في «مجلس القيادة الرئاسي» المعنيّ خصوصاً، على ما تقول أهدافه المعلَنة، بتثبيت الوحدة وترسيخ الهوية اليمنية الوطنية. وإن كان الرجل قدّم نفسه على أنه الممثّل الشرعي لـ«دولة الجنوب العربي» السابقة، يبدو أن «حركته» انتهت إلى الرضوخ لمصالح الوكيل الأجنبي، وطيّ صفحة «القضية الجنوبية» مرحلياً.
في الوقت الحالي، يمرّ «الانتقالي» في مرحلة مربكة وحرجة، لأن رئيسه الزبيدي، أوقع نفسه في ازدواجية مكشوفة بين التمسّك بالأهداف المعلَنة بالانفصال وتبوّؤ منصب في «مجلس القيادة» الساعي إلى تثبيت الوحدة والعمل بمقتضياتها وترسيخ الهوية اليمنية الوطنية وفق مفهوم لا يراعي مصالح «الانتقالي» وأهدافه. وفيما حاول الزبيدي التحايل على الواقع، مطلقاً تصريحات يتمسّك فيها بانفصال الجنوب، إلّا أن مصادر مطّلعة ترى أنه بحذفه كلمتَي «وحدة الوطن» و«النظام الجمهوري» من قَسَم اليمين الدستورية، إنّما مارس تحايلاً أراد من خلاله تبرئة نفسه أمام أنصاره من أيّ تفاهمات غير معلنة. يُذكر أن «الانتقالي»، وبدعمٍ من أبو ظبي، يقود، منذ إنشائه عام 2017، جهوداً مكثّفة للانفصال عن الشمال. واليوم، يسيطر، مع الخاضعين لقيادته، على أربع محافظات في الجنوب الغربي، هي: عدن ولحج وأبين والضالع، مع نفوذ نسبي في المحافظات الشرقية. إلّا أنه لا يمتلك، في الوقت الراهن، أوراقاً كافية للمناورة السياسية.