تمنيت.. ولكن!
تمنيت.. ولكن!
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
خلال تأدية المجلس الرئاسي الذي تشكل في صنعاء بناءً على ما أفرزته نتائج انتخابات (1993) البرلمانية أضاف عضو مجلس الرئاسة الجديد (الشيخ عبد المجيد الزنداني) إلى القسم فقرة (أن أكون متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله) والتي لم يكن يتضمنها النص الدستوري للقسم المعمول به في دستور دولة الوحدة يومها..
عندها ضج كثيرٌ من البرلمانيين واعتلت أصواتهم اعتراضاً على ما اعتقدوا أنه مخالفة دستورية واضحة وصريحة مع أنها في الحقيقة لم تكن تمس جوهر ومضمون القسم الدستوري في شيئ!
اليوم (عيدروس الزبيدي) يكرّر نفس المشهد ولكن في عدن وبصورة أفرغت نص اليمين الدستورية من مضمونها ومحتواها الأصلي، ومع ذلك لم نسمع أحداً من الحاضرين قد ضج أَو اعترض أَو حتى تجرأ ونبس ببنت شفة!
تعرفون لماذا؟!
لأن كُـلّ واحدٍ من الحاضرين اليوم يدرك جيِّدًا في قرارة نفسه أنه أمام مشهدٍ صوري أَو تمثيلي، مشهدٍ ليس حقيقيًّا بالمرة!
وبالتالي فأي اعتراض أَو رفضٍ سيعد بمثابة خروجٍ عن السيناريو المعد مسبقًا والذي يعتبر من المحرمات في عالم التمثيل على كُـلّ من يقوم بتجسيد دور الكومبارس.
من هنا فَـإنَّ الطريقة التي حلف بها (عيدروس الزبيدي) اليمين (الدستورية) قد أثبتت بما لا يدع مجال للشك أنه لم تكن هنالك مشاورات ولا توافقات ولا تنازلات ولا اتّفاق ولا هم يحزنون..
كل ما في الأمر هو أن هنالك رؤية أَو تصور سعوديّ إماراتي أمريكي ظاهره فيه (الحل) لليمن وباطنه من قبله (الخلاص) للسعوديّة والإمارات قد تم فرضه على أصحابنا هؤلاء، والذين بدورهم وكعادتهم -ما قصروا- سارعوا وقالوا: سمعاً وطاعة!
عُمُـومًا،
كم كنت اتمنى لو أن مشهد حلف اليمين التمثيلي هذا الذي رأيناه في عدن قد رأيناه حقيقةً وواقعاً في صنعاء وقد توافق جميع اليمنيين على حلولٍ وطنية يمنية خالصة تلبي طموحات وآمال شعبنا اليمني.
كم كنت اتمنى لو أن أُولئك المهرجين لم يشتركوا في هذه المسرحية السمجة التي سرعان ما افتضح أمرها من قبل أن يسدل الستار.
كم كنت اتمنى لو أن أصحابنا هؤلاء قد استدركوا الأمر -ولو متأخراً أَو حتى في الوقت الضائع- وعادوا إلى، حَيثُ يفترض لكل يمني حر وشريف أن يكون.
يعني -بالله عليكم- أكثر من سبع سنوات من الاحتجاز والإغتراب القسري والرقابة على تحَرّكاتهم واتصالاتهم وغيره من أساليب ومظاهر الإذلال والمهانة، كُـلّ ذلك ولم يفتهم لأصحابنا هؤلاء ما يخطط له هذا العدوان البغيض ويحيك من مخطّطاتٍ ومؤامراتٍ خبيثة تستهدف كُـلّ الشعب اليمني بمن فيهم أنفسهم!
وفي الأخير، ماذا؟
يضحكون عليهم بتأليف وتنفيذ هذه المسرحية السخيفة والهزلية التي أحالتهم إلى إضحوكة للعصر وعبرة للزمان!
بصراحة أمر يبعث على الأسف والحزن!