كل ما يجري من حولك

عطوان يكشفُ تفاصيلَ اتفاق بين صنعاءَ والرياض كخطوةٍ ثانيةٍ بعد وقفِ النار

صحيفة عطوان تكشفُ أسبابَ غياب هادي ورئيس حكومته عن مشاورات الرياض

1٬549

متابعات| تقرير*:

جاء اعلان ما يعرف بقيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، ليلة الثلاثاء – الأربعاء، وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني لإنجاح المشاورات وخلق بيئة إيجابية لصنع السلام خلال شهر رمضان بناء على دعوة أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية حسب البيان، كخطوة جدية ومختلفة هذه المرة على طريق وقف الحرب على اليمن والمستمرة منذ سبع سنوات. تتحدث مصادر يمنية مطلعة ان هناك رغبة سعودية جادة هذه المرة لخلق مخرج والانتهاء من الحرب، ولكن يبقى شكل وآلية هذا المخرج محل تفاوض ونقاش.

ويمكن للسعودية إنجاح هذه الفرصة خلال شهر رمضان عبر اتخاذ خطوات فعلية تشمل رفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة أولا وهذا سيفتح باب للتفاوض جاد ينهي الحرب، حيث كانت معضلة التفاوض الأساسية بين حركة انصار الله والرياض تتمثل في ان الرياض تريد الشروع في التفاوض وفق الوضع القائم الآن، وان يكون رفع الحصار عن المطار والميناء رهن بتقدم مسار التفاوض، بينما تشترط صنعاء ان يكون رفع الحصار سابق لاي مفاوضات وان لا يكون الوضع الإنساني ورقة ضغط سعودية على طاولة المفاوضات.

وجاء قرار وقف النار من قبل التحالف بقيادة السعودية بمثابة رد إيجابي على مبادرة سبقتها بأيام أعلنت عنها حكومة صنعاء تقوم على وقف النار والهجمات في العمق السعودي من جانب واحد، أعطت فيها صنعاء السعودية مهلة ثلاثة أيام للرد عليها، وجاء الرد فعلا بوقف مماثل للعمليات العسكرية. وبذلك بات المشهد في اليمن امام وقف كامل لكن مؤقت للحرب. وهو مدخل حتى الآن ناجح، واستمرار نجاحه يعتمد على الخطوات السعودية المقبلة خلال فترة الهدوء. معظم الترجيحات تفيد ان الخطوة التالية ستكون الافراج عن الاسرى الحرب من الطرفين لتعزيز الأجواء الإيجابية.

ويمكن تلمس الجدية السعودية في انهاء الحرب في اليمن هذه المرة، والتقاط هذه الفرصة والحرص على عدم اضاعتها كسابقاتها من خلال تكثيف الرياض لتواصلها مع كل من سلطة عمان الوسيط المعتمد بين السعودية وانصار الله، وكذلك مع ايران الذي كشف وزير خارجيتها بان بلاده تلقت طلبات سعودية حثيثة على طاولة الحوار في بغداد للاستفادة من علاقة ايران بحركة انصار الله للمساعدة في وقف الحرب.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان أنّ الخطة التي قدّمها الحوثيون “تتضمن رسالة قوية لإنهاء الحرب وتسوية الأزمة اليمنية سياسياً”. وأضاف “إذا تم التفاعل مع خطة وقف إطلاق النار بجدية وإيجابية (من قبل التحالف بقيادة الرياض) يمكن أن تشكل أرضية جيدة لإنهاء هذه الحرب”.

من جهته أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، عن أمله في أن يؤدي وقف العمليات العسكرية إلى إعطاء زخم لإنهاء العنف، وتحريك المفاوضات السياسية المتوقفة وتخفيف أزمة إنسانية حادة من خلال تخفيف القيود على واردات مثل الوقود.

وشهدت العاصمة ​السعودية الرياض، انطلاق المشاورات اليمنية تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي، بمقر الأمانة العامة للمجلس، في ظل غياب جماعة أنصار الله “الحوثيين”، إذ رحبت الجماعة في بيان سابق بإجراء محادثات مع التحالف العربي، لكن في دولة محايدة، في إشارة لرفضها الحضور إلى الرياض. وبشكل لافت ومستغرب، سجل غياب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ونائبه ورئيس الوزراء معين عبد الملك عن افتتاح مشاورات الرياض. وعلق رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط على مشاورات الرياض بالقول ” مشاورات الرياض لا علاقةَ لها بالسلام وهدفها ترتيب الوضع الداخلي للمرتزقة”.

وشدد المبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينج، على أن هناك فرصة من خلال مشاورات الرياض إلى حل الأزمة الممتدة منذ 7 سنوات. وأعرب خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمشاورات الرياض المنعقدة بدعوة من مجلس التعاون الخليجي، عن أسفه لواقع حال الأبرياء في اليمن، مؤكدا أن زيارته كانت مؤسفة بسبب الأوضاع التي يعيشها المدنيين.

وجدد دعم الولايات المتحدة لجهود التوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة، مطالبا بتقديم المزيد من المساعدات لضحايا الصراع، واغتنام الفرصة لتحسين حياة الأبرياء.

* رأي اليوم

You might also like