السعوديةُ تعلنُ رسمياً استسلامَها أمام قوات صنعاء.. بعدَ العمليات العسكرية المدوَّية في عمقِها
السعوديةُ تعلنُ رسمياً استسلامَها أمام قوات صنعاء.. بعدَ العمليات العسكرية المدوية في عمقِها
متابعات| تقرير*:
في ظل عملياتها العسكرية الإستراتيجية الأخيرة في عمق دول التحالف، يبدو أن ما تملكه قوات صنعاء، في جعبتها الحربية، يرجح كفتها لحسم المعركة كليا بوقت قياسي، وسط إستمرار الإقتصاد السعودي بالانهيار، وترنح مراكز قيادات التحالف أمام الضربات اليمنية القاصمة.
لم يكن للصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة اليمنية وهي تمرح لأكثر من 48 ساعة متواصلة في سماء السعودية، وتستهدف أبرز المنشآت الحيوية في سبع مدن سعودية بينها العاصمة الرياض؛ إلا أن تدشن مرحلة جديدة من المواجهة التي تطبق على تفاصيلها الإستراتيجية من كل الجهات.
بلا شك، أن عملية كسر الحصار الثانية بمراحلها الثلاث، التي تركت إمضاء الطائرات والصواريخ اليمنية في جبين عملاق النفط السعودي، بإشعال الحرائق في معامل التحلية والبترول والغاز والمسال والكهرباء، تحيل عصب الإقتصاد السعودي إلى الهاوية، لإعتبارات علمية دفعت الرياض لطلب “استغاثة” عالمية للدفاع عنها.
الحرب السعودية على اليمن، التي تشارف على الدخول في عامها الثامن، وباتت تعود وبالا ونكالا على أمنها القومي والإقتصادي، يؤكد خبراء عسكريين غربيين، أنها ستشهد انقلابا رأسا على عقب هذا العام، تزامنا مع التطور المتنامي للقدرات الصاروخية والمسيرات التابعة لقوات صنعاء، والتي تستمر بنسف “أسطورة” الدفاعات المتعددة الجنسية والمتواجدة في دول التحالف.
التطور التقني الكبير الذي تشهده القدرات العسكرية لقوات صنعاء ، عبر عنه متحدث قواتها، العميد يحيى سريع، صراحة، بإعلانه عن أسلحة نوعية جديدة ستنضم قريبا لأسطولها الحربي، ناهيك عن كشف وزير دفاع صنعاء، اللواء الركن محمد العاطفي، عن تطورات تسليحية إستراتيجية لقواته، والذي توعد دول التحالف بعمليات “مرعبة” خلال العام الثامن من الحرب على اليمن.
الحقيقة أنه لا مأمن اليوم للسعودية وكل دول التحالف، من الضربات اليمنية القاصمة؛ سوى التسليم المطلق والغير مشروط لمطالب صنعاء، بالخروج الفعلي والنهائي من البلاد، قبل أن تخسر كل شي، أمام طوفان عسكري وعمليات حربية مهيبه، لم تستطع أحدث دفاعات القوى الغربية وكثبان صحاري الخليج أن تحجب قوتها وتأثيرها.
هذه الحقيقة التي تدركها قوى التحالف السعودي الإماراتي، وتحاول مدأراتها بمكابرة ضغينة منذ سنوات، تكمن بإعتراف علني بهزيمة التحالف وإنهاء حربها العدوانية على اليمن، والتي يبدو أنها على مقربة من الإدلاء بها في قادم الأيام، تزامنا مع جمع السعودية “رثاث” أدواتها في الرياض، ضمن ” مشاورات ” لإعلان وفاة “الشرعية” والأدوات معا، في حرب أفشلتها بندقية صنعاء منذ وهلتها الأولى.
الفشل السعودي الإماراتي في اليمن ، لا يعبر عنه عجز دول التحالف عن التصدي لهجمات قوات صنعاء وحسب، بل تعبر عنها الحالة الأمريكية الهزيلة، وتراجعها في المنطقة والعالم، قبل أن تصل لمرحلة الخوف من تداعيات هزيمة وكلائها الإقليميين، التي ترتد عكسيا على مصالحها، الأمر الذي دفع البيت الأبيض للخروج سريعا عقب اشتعال الحرائق في أرامكو ، للحديث عن إنهاء الحرب على اليمن، التي باتت تهدد وجوده كليا في المنطقة.
على كلا ، فإنه لا خيار أمام قوى التحالف سوى الإسراع، بإعلان هزيمتها رسميا دون ” استيحاء “، إذا ما أرادت الحفاظ على مصالحها في دولها، أما مصالحها في اليمن، فيبدو أنها انتهت في ظل إستمرار قوات صنعاء بالتقدم في عموم الجبهات، وسيطرتها على أهم المدن والمحافظات الإستراتيجية واقترابها من حسم آخر معاقل التحالف وفصائله في مأرب.
YNP _ حلمي الكمالي