كل ما يجري من حولك

لعنةُ سيل (العَرِم)!

لعنة سيل (العَرِم)!

534

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

كفى بهذا الشعب شقاءً اليوم أن لديه من (النفط) الخام ما يمكن أن يلبي به جميع احتياجاته من المشتقات النفطية وبأقل الأسعار طبعاً، ومع ذلك، تجده يتمنى ويشتهي قطرة البنزين أَو الديزل أَو أي مادةٍ أُخرى من مشتقاته.. ولا يجدها!

وكفى به تعاسةً وبؤساً أَيْـضاً أن لديه من مادة (الغاز) المسال ما يمكن أن يؤمن به لنفسه على الأقل استقرار العملة المحلية وثبات أسعار الصرف مثلاً أَو ضمان صرف رواتب الموظفين أَو..، ومع ذلك، تجده يعاني حالة مستفحلة ومزمنة من الانهيار الاقتصادي والفقر والغلاء المعيشي وانعدام الراتب وَ..

ومن شقاءه وتعاسته كذلك أنه الوحيد من بين شعوب العالم المصدرة للنفط الذي وكلما ارتفعت أسعار النفط عالميًّا كلما ارتد ذلك عليه وبالاً وخسراناً وزاده أعباء ومعاناةً وتدهوراً إضافياً في حالته ومستواه المعيشي!

يعني يفترض أنه -كباقي الشعوب المصدرة للنفط- يستفيد من فارق الزيادة السعرية الناشئة هذه، لكنه، ومع ذلك، لا يستفيد! بل أنه لم يسلم حتى من تداعيات آثارها وأعباءها الاقتصادية التي لا تصيب في الغالب غير الدول والشعوب الغير مصدرة للنفط أَو الغاز!

بالله عليكم،

هل رأى العالم أشقى وأتعس من هذا الشعب؟!

هل رأت الدنيا قوماً في الأرض إلا هذا الشعب يمتلك النفط والغاز والمعادن النفيسة وَ..، ولكنه في الحقيقة يبدو وكأنه لا يملكها أَو يتحكم فيها أَو في مواردها!

بصراحة، أكاد أجزم أن لعنة سيل العرم ما زالت تلاحق هذا الشعب وتطارده إلى اليوم، وإلا ماذا يعني أن يعيش وحده في ظل هذه الحالة العجيبة من البؤس والشقاء والفقر والحرمان.. وأين؟

في محيطٍ جغرافيٍ وجيولوجي ينعم كُـلّ أهله بحالة طبيعية من الثراء والرخاء والأزدهار التي لم يسبق لها مثيل من قبل وعلى مر العصور..!

فهل قُدِّر لليمن وشعبها -يا تُرى- أن لا يطعموا السعادة أَو يشموا لها ريحا بعد حادثة (العَرِم) حتى ولو كانت هذه اليمن عائمةً على بحيرةٍ كبرى من النفط والغاز؟! أم أن الأمر لا يعدو عن كونه مرتبطٌ ومتعلقٌ بمدى رغبة أهلها وقدرتهم على الفهم وإحداث فرق!

بصراحة لا أدري!

You might also like