كل ما يجري من حولك

احتلالٌ من نوع آخر لفلسطين لإيواء اللاجئين اليهود الأوكرانيين

احتلالٌ من نوع آخر لفلسطين لإيواء اللاجئين اليهود الأوكرانيين

785

متابعات| تقرير*:

أساس الفكر الصهيوني هو فكر عنصري يقوم على التفوق العرقي. الحركة الصهيونية التي استغلت الشعب الفلسطيني قبل قرن من الزمان، والآن مرة أخرى، في أزمة أوكرانيا، تنوي توطين الصهاينة الهاربين من أوكرانيا، حيث استطاعوا إقناعهم بالهجرة عبر لطائف الحيل، واستيعابهم هناك.

مخطط استعماري جديد للصهيونية العالمية في “نقب فلسطين

وحسب وحدة الإسكان التابعة للمنظمة الصهيونية العالمية، فقد بدأت هذه الوحدة الخطوات الأولية لبناء 1000 وحدة سكنية لجذب الصهاينة الهاربين من أوكرانيا. قبل أسابيع قليلة من اندلاع الحرب في أوكرانيا، قال يشاي ميرلنغ، رئيس قسم الإسكان في المنظمة الصهيونية العالمية، إنه أعد خطة مفصلة لبناء مساكن مؤقتة لإيواء عائلات الصهاينة الأوكرانيين الذين يسعون للهجرة إلى فلسطين المحتلة. وأعلن أنه قدم هذه الخطة الخاصة إلى “يعقوب حاقيل” الرئيس الحالي للمنظمة الصهيونية العالمية، تتضمن هذه الخطة الخاصة إنشاء مبانٍ سكنية بمساحة 55 إلى 90 مترًا مربعًا، سيصبح جميعها مستوطنات صهيونية جديدة. وتنص الخطة على أن هذه المستوطنات أقيمت في المناطق الشمالية من صحراء النقيب ووادي العره ووادي الينابيع بالقرب من منطقة بيسان ووادي الأردن.

انتهاك قرارات الأمم المتحدة

تأتي الخطة الاستيطانية الجديدة لتوطين الصهاينة الهاربين في أوكرانيا في منطقة “النقب” في وقت لم يحدد فيه الصهاينة بعد مهمتهم فيما يتعلق بالمستوطنات غير الشرعية السابقة. الأرض المذكورة في هذه الخطة مملوكة للفلسطينيين، وفي الواقع يريد الصهاينة احتلال أراضي فلسطينية جديدة وبناء مستوطنات صهيونية جديدة حيث يمكن للمهاجرين الأوكرانيين العيش. وفي غضون ذلك، تحظر قرارات الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وتعتبرها انتهاكاً للقرارات الدولية إلى حين توضيح مسؤولياتها.

نزاع جدي في “النقب

تعتبر منطقة النقب من المناطق التي تصاعدت فيها النزاعات بشكل حاد في السنوات الأخيرة؛ حيث دمرت بعض القرى الفلسطينية في منطقة النقب مئات المرات من قبل النظام الصهيوني، كقرية الخان الأحمر التي هي أشهر قرية لا يزال الصراع فيها مستمراً. وأهم مشكلة في هذه المنطقة هي أن الصهاينة لا يعرفون ماذا يفعلون بالسكان الفلسطينيين فيها. إذ أن جزءاً من سكان النقب هم من البدو الرحل الذين يعيشون في خيامهم الخاصة. قرى هذه المنطقة بدائية للغاية والبيوت مبنية من أدوات أساسية وبسيطة، وبهذا فإن الاستيطان الصهيوني هناك يصطدم بوجوب التدمير المستمر لتلك القرى لنقل سكان هذه القرى إلى مناطق أخرى. من ناحية، يريد الصهاينة إعادة توطين هؤلاء السكان في مناطق أُخرى، ومن ناحية أخرى يريدون بناء مستوطنات ومنشآت جديدة في هذه المناطق ذات الوجود البدوي الفلسطيني منذ آلاف السنين. بعض القبائل البدوية لديها تاريخ وجودي يرجع إلى ما قبل الإسلام وهم أصحاب حقيقيون لفلسطين، وهي الآن على وشك الترحيل من وطنهم لإيواء مجموعة من اللاجئين اليهود من أوكرانيا. بدعوى المساعدة في أزمة أوكرانيا، يسعى النظام الصهيوني، بلفتة ديمقراطية، إلى تهجير مجموعة من الناس الذين عاشوا في وطنهم منذ آلاف السنين، والذين، وفقًا للفكر الصهيوني العنصري الذي يدعي تفوقه على كل البشر الآخرين، يعتبرهم كائنات مستوطنة في وطنهم.

هذه هي طبيعة الفكر الصهيوني التي يجب أن يُداس فيها بعض الناس بالأقدام من قبل آخرين لأن الصهاينة يعتبرون المجموعة الأولى متفوقة على الثانية. بهذا فإن العالم ليس بمأمن من خطر العنصرية الصهيونية، فخطرها يهدد البشرية جمعاء.

* الوقت

احتلال من نوع آخر لفلسطين لإيواء اللاجئين اليهود الأوكرانيين

You might also like