الدعمُ الإسرائيلي لأوكرانيا: جنودٌ وسلاحٌ استخدم في أفغانستان والعراق!
الدعمُ الإسرائيلي لأوكرانيا: جنودٌ وسلاحٌ استخدم في أفغانستان والعراق!
متابعات| تقرير*:
الكيان الإسرائيلي الذي عاش الانقسام في الآراء في بداية الصراع الروسي- الغربي في أوكرانيا، حسم موقفه بعد أيام من خلال التصويت لإدانة روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الا أنه لم يكتف بذلك بل بات طرفاً واضحاً في الصراع الى جانب أوكرانيا، على عكس ما يزعم أنه “وسيط”. وتمادى في تحميل موسكو مسؤولية “الحرب” وتداعياتها على الشعب الأوكراني -الذي لم يكن فعلياً الا ضحية السياسات الأمريكية واتباع الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي الأجندات الغربية – في إعلان “دعمها” للأوكرانيين، أولاً على المستوى النفسي الميداني والأخطر على المستوى العسكري.
إرسال الخوذات ووفود الدعم النفسي
بعد صلاة الإسرائيليين على “حائط البراق” في القدس المحتلة من أجل الشعب الأوكراني وخروجهم في مظاهرات في “تل أبيب” و “رعنانا” طالبت بتزويد أوكرانيا بالسلاح الإسرائيلي، بدأت الأصوات من داخل “الكنيست” تدعو الى توسيع الدعم حيث يشير موقع “القناة 7” العبرية الى أن عضو “الكنيست” موسي راز طالب وزير الحرب بيني غانتس بإرسال سترات واقية من الرصاص، وخوذات إلى المواطنين الأوكرانيين. وكذلك أعلنت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أنه “بسبب الخبرة المتراكمة على مدار سنوات في الحروب مع غزة، مراكز الدعم النفسي والصمود في مستوطنات غلاف غزة تشارك في إرسال ومساعدة وفود لتقديم الدعم النفسي للاجئين الأوكرانيين في أوكرانيا وبولندا بسبب الحرب الروسية”.
إسرائيليون للقتال في أوكرانيا!
في وقت يزعم الكيان المؤقت أنه لا يريد التورّط مباشرةً في الصراع كي لا يخرّب مصالحه مع روسيا وخاصة في سوريا، فتحت السفارة الأوكرانية في “تل أبيب” أبواب التطوّع أمام الاسرائيليين الراغبين في المشاركة العسكرية في كييف. وقد تمّ إرسال عدد من الجنود – لم تحدّده الأوساط الإسرائيلية والاوكرانية بسبب “حساسية القضية”- ومنهم ممن خدموا سابقاً في جيش الاحتلال. وقد قدّمت الصحف العالمية والعبرية النماذج الحيّة.
فمجلة The Christian science Monitor العالمية، تقول أن “من بين الموجودين بالفعل على الأرض في أوكرانيا ديانا، البالغة من العمر 21 عامًا من ضواحي “تل ابيب” لم تذكر اسمها الكامل للمجلة”، وهي طبيبة بالأصل كانت قد وصلت الى أوكرانيا في 3 آذار / مارس الجاري مع ستة من أصدقائها الإسرائيليين، و”تم نشرهم على الفور في معسكر للجيش الأوكراني وتم إعطاؤهم الزي الرسمي والإمدادات”.
وتضيف المجلة أن نقيباً متقاعداً في جيش الاحتلال، بالغ من العمر 72 عاماً، قاد سيارته لساعات من قريته في شمال “إسرائيل” للتسجيل في السفارة الأوكرانية، قائلاً “أريد القتال. أنا جندي،”بالإضافة الى أناتولي دومانسكي، البالغ من العمر 24 عامًا، والذي يُعرف بأنه أوكراني وإسرائيلي خدم كجندي مشاة تقدّم أيضاً مع “مواطن” أوكراني إسرائيلي يبلغ من العمر 45 عامًا يُدعى سلافا كان قد خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبدورها نشرت “يديعوت أحرونوت” أيضاً نماذج عن جنود إسرائيليين انتقلوا الى القتال في أوكرانيا ومنهم الجندي نيكولاي من لواء “جفعاتي”، كما الجندي سيرجي نوفيتسكي من أصول أوكرانية، بالإضافة الى بوريس نيميروفسكي، المهندس في مجلس “أشكول” الإقليمي. وتشير الصحيفة الى أن عدداً من جنود كتيبة “نيتسح يهودا” التابعة للواء “كفير” في جيش الاحتلال يقاتلون الآن في صفوف الجيش الأوكراني بعد استجابتهم لنداء السفارة الأوكرانية في “إسرائيل”.
أوكرانيا تشتري سلاحاً اسرائيلياً
قبل حوالي الأسبوعين من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أعلنت قناة “كان” العبرية أن “مباحثات جرت بين حكومتي “إسرائيل” وأوكرانيا بهدف مساعدة كييف في تطوير أنظمة الحرب الإلكترونية”، وأبدت أوكرانيا “اهتماماً بشراء منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية (القبة الحديدية) وكذلك بأنظمة إنذار تنتجها إسرائيل”. وفيما نقل الاعلام العبري رفض حكومة الاحتلال بيع القبة الحديدية على خلفية “عدم ازعاج الروس” الا أن أوكرانيا أدخلت السلاح الإسرائيلي حيث اشترت من تشيكيا صاروخ Spike وهو صاروخ مضاد للدروع، مزود بجهاز استشعار الأشعة تحت الحمراء، استخدمه جيش الاحتلال في العدوان على لبنان عام 1982 وعام 2006، وفي حروبه على قطاع غزّة، واللافت أنه استخدم أيضاً في ارتكاب المجازر في أفغانستان والعراق! ما يثير علامات استفهام حول استقدام أوكرانيا للعِتاد العسكري الإسرائيلي عبر دولة وسيطة أو طرف ثالث!
* الخنادق