صحيفةٌ عبرية تكشفُ عن أكبر ما تخشاه إسرائيل من حرب أوكرانيا.. انتقال سيناريو الرعب والقتال على عدة جبهات ساخنة
صحيفةٌ عبرية تكشفُ عن أكبر ما تخشاه إسرائيل من حرب أوكرانيا.. انتقال سيناريو الرعب والقتال على عدة جبهات ساخنة
متابعات| رصد:
في الوقت الذي ترصد فيه الأوساط العسكرية والأمنية الإسرائيلية مجريات الحرب الروسية الأوكرانية، للتعرف على حيثياتها القتالية، فإنها بدأت تبدي مخاوفها من انتقال ذات السيناريو الى الجبهة الإسرائيلية، من خلال اضطرارها للقتال على عدة جبهات في الوقت نفسه، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول مدى واقعية العقيدة العسكرية الإسرائيلية، التي دأب جيش الاحتلال على تبنيها طيلة عقود ماضية.
ومع أن المحافل الاستخبارية الإسرائيلية توقفت عند الخطأ التقديري الذي وقعت فيه الوكالات الاستخبارية لدى الولايات المتحدة، وهي الغنية بالموارد، ولديها بيانات كاملة عن الجيش الروسي من جميع مصادر الجمع البشرية والإلكترونية، لكن القيادة العسكرية الأمريكية تصرفت على افتراض أن روسيا لن تهاجم أوكرانيا، وأن ذلك لو حدث، فسيكون هجوما محدودا على منطقة دونباس، وهو ما وقعت فيه الاستخبارات الإسرائيلية، عندما أخطأت في قراءة نوايا المقاومة الفلسطينية في عدة حروب.
يوسي بلوم هاليفي، المؤرخ العسكري الإسرائيلي، ذكر في مقاله بصحيفة معاريف، أن “الاستخلاص الإسرائيلي الأهم من مجريات الحرب الدائرة في أوكرانيا يتركز في ضرورة أن يعرف الجيش الإسرائيلي نفسه جيدا، قبل أن يعرف خصمه، لأن القاعدة العسكرية تقول إنه إذا كنت لا تعرف نفسك، فسوف تتدهور، وتخسر كل المعركة، لذلك فشل الجيش الروسي في معرفة الخصم والذات على حد سواء”.
وأضاف أن “إسرائيل تصرفت باعتبارها جزءا من العالم الغربي، وتأثرت بفوائد العالم أحادي القطب، وحين توصلت عام 1993 إلى اتفاقيات أوسلو عبر حل إقليمي، وصلت الى قناعة مفادها أن ذلك سيؤدي لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبالتالي لإيجاد شرق أوسط جديد، ثم جاءت حرب الخليج الثانية، وبعد ذلك انهيار العراق وسوريا كقوة عسكرية برية تهدد حدودها، ما خلق داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية شعوراً مضللا بأنه في عصر الصواريخ لم تعد الأراضي ذات أهمية عسكرية، بل يمكن الاعتماد على الضمانات الدولية”.
يرصد الإسرائيليون استخلاصا من هذه القناعة كيف أن جيشهم بدأ في تقليص قوته البرية، في عملية أكملها رئيسا الأركان السابق غادي إيزنكوت والحالي أفيف كوخافي، ووصل الأمر ذروته في عام 2020 مع حل الفرقة المدرعة 22، إضافة إلى عشرة مقار وألوية عسكرية أخرى، ما بات يتطلب، وفق الرؤية الإسرائيلية، ضرورة أن يقوم أحد ما في الجيش الإسرائيلي لإيقاظ القيادة العسكرية من ما يسمونها “غيبوبة الموتى”.
في الوقت ذاته، فإن ما تشهده حرب أوكرانيا من عمليات قتالية متعددة الجبهات، تزيد من النظرة الاستفهامية للمؤسسة الدفاعية والجيش الإسرائيلي، على اعتبار أن ما تواجهه الفرق المدرعة في الجيشين الروسي والأوكراني قد ينقلان ذات السيناريو الى الفرق المدرعة ذاتها في الجيش الإسرائيلي حين يخوض مواجهة عسكرية في أي جبهة كانت، وربما عدة جبهات في آن واحد، من يدري؟
هنا تتحدث المحافل العسكرية الإسرائيلية أن التقييم الذي يجريه الجيش للحرب الأوكرانية، ساعة بساعة، يصل الى حدود التزود بمزيد من الطائرات المقاتلة، وكثافة في التحصينات والتخزين العسكري للذخائر، فضلا عن المزيد من تجهيز وإعداد قواتها الاحتياطية البرية، بدلا من عدم تدربها منذ سنوات عديدة، حتى أن أسلحتها لا تكفي حتى لحماية المستوطنات الحدودية الشمالية، في حين يتبنى الجيش الإسرائيلي مفهوم إخلاء المستوطنات كجزء من مفهومه الأمني الفاشل، بسبب هروبه منها.