الإرهابُ وَ(الدَّواب)!
الإرهابُ وَ(الدَّواب)!
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
قبل العاصفة قالوا عنهم: متمردين!
ليلة العاصفة قالوا: انقلابيين!
في أثناء العاصفة زادوا على ذلك وقالوا: روافض ومجوس وعملاء لإيران!
وظلوا على هذه النغمة يردّدونها على مسامع الخلق والعالم أكثر من ست أَو سبع سنوات لعلهم يظفرون بهم لعلهم يرجعون. فما الذي حصل؟!
لا شئ سوى أن هؤلاء لم يزدادوا إلا ضعفاً وتشرذماً وتقسيما وأُولئك لم يزدادوا في الوقت نفسه إلا قوةً وصلابةً ومنعةً وحضورا!
واليوم وقد غدت العاصفة على مشارف عامها الثامن كأني بتلكم النغمة القديمة قد تغيرت وأصبح كُـلّ هؤلاء فجأةً يردّدون جميعاً وبصوتٍ ولسانٍ واحدٍ نغمةً جديدةً تبدو للوهلة الأولى أكثر وقعاً وإيقاعاً من سابقاتها،
ها هم اليوم يقولون عنهم: إرهابيون!
فسبحان مغير (أنصار الله) في عيون أصحابنا هؤلاء من متمردين إلى انقلابيين إلى روافض ومجوس إلى إرهابيين، ويعلم الله ماذا تخبئه لنا الأيّام من تُهمٍ ومسمياتٍ لاتزال في جرابهم!
فما الذي حدث؟!
يخرج الشعب اليمني كعادته كُـلّ مرة ويُسَفِّه ذلك الأمر ويرده على أصحابه!
فهل عقل أصحابنا هؤلاء أين المشكلة؟!
هل عقلوا حقيقة المشكلة التي يعانيها الشعب اليمني والتي فشلوا في تشخيصها من الأَسَاس حين ظنوا أنهم وحدهم هم الشعب اليمني وأنهم وحدهم هم ممثلوه الشرعيون والوحيدون؟!
مشكلة الشعب اليمني يا هؤلاء ليست مع أنصار الله كما ظللتم ولازلتم تعتقدون وتروجون له وذلك لسببٍ بسيطٍ جِـدًّا هو أنه لو كانت كذلك لكان مُجَـرّد واحدة فقط مما ذكرتم وألصقتم بهم كافية وكفيلة بأن تهوي بهم وتأخذهم إلى خلف الشمس بخمس أَو كما يقولون!
مشكلة الشعب اليمني الحقيقية هي مع العدوان نفسه ومن تعاون مع العدوان الذي أتى عليه في لحظةٍ ومن دون سابق إنذار فدمّـره ودمّـر حياته وحاضره ومستقبله وأعاده إلى الوراء قروناً طويلة!
مشكلة الشعب اليمني هي مع الإرهاب الحقيقي، الإرهاب الذي أمطر عليه مئات الآلاف من الصواريخ والقنابل الفراغية والعنقودية المحرمة طوال ما يقارب الست أَو السبع سنواتٍ من القصف الممنهج والتدمير!
هذه هي مشكلة الشعب اليمني الحقيقية..
وبالتالي فلا أعتقد أنكم بمُجَـرّد إلصاق تُهمٍ هنا أَو إضفاء بعض مسمياتٍ جديدة هناك سواءً على أنصار الله أَو أي مكونٍ وطنيٍ مقاومٍ آخر تستطيعون أن تخدعون الشعب اليمني أَو تمررون عليه بعض أهدافكم المشبوهة التي تستهدف في الأصل سيادته ووحدته وأمنه واستقراره لحساب مطامع ومصالح أجنبية معروفة!
فالشعب اليمني اليوم قد شب عن الطوق ولم تعد تنطلي عليه مثل هذه الأساليب التقليدية الخبيثة والمعروفة، فهو يعرف جيِّدًا من هم المتمردون عن كُـلّ المبادئ والقيم ومن هم كذلك الانقلابيون والروافض والمجوس والإرهابيون الحقيقيون سواءً قبل العاصفة أَو أثناء العاصفة أَو حتى بعد زوال هذه العاصفة المشئومة!