هذه هي الأهدافُ والرسائل لزيارةِ وفد حماس إلى بيروت ولقاء نصر الله
هذه هي الأهدافُ والرسائل لزيارةِ وفد حماس إلى بيروت ولقاء نصر الله
متابعات| تقرير*:
حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هما من بين فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين التي أكدت منذ تأسيسها على المقاومة ومواجهة الكيان الصهيوني واعتداءاته على لبنان والأراضي المحتلة، وقامت خلال هذه السنوات بدعم بعضها البعض.
وفي هذا الصدد، عُقد مساء السبت 26 فبراير، في بيروت، لقاء بين الأمين العام لحزب الله اللبناني ووفد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية. يأتي هذا اللقاء في وقت تمكن فيه حزب الله، في الأيام الأخيرة، من استعراض قدراته العسكرية مرة أخرى للعدو الصهيوني من خلال إرسال طائرة استطلاع مسيرة بنجاح وفضح ضعف الكيان الاستراتيجي في الحروب المستقبلية، وأدى هذا الموضوع إلى تهديد السلطات الصهيونية للبنان.
من ناحية أخرى، تتجه التطورات في الأراضي المحتلة نحو تأجيج وتصعيد التوترات بين حماس والكيان الصهيوني، وهو ما دفع حماس إلى زيادة مستوى تهديداتها الكلامية ضد عراقيل تل أبيب في تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أفضت إليه سيف القدس، وفي غضون ذلك، ستكون زيارة وفد حماس إلى لبنان بالتأكيد ذات أهمية خاصة للتطورات في فلسطين، وسوف يراقبها الصهاينة بدقة.
أهداف الزيارة
التقى الأمين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله، يوم السبت 26 فبراير، بوفد من قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) برئاسة صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، كما حضر هذا اللقاء ممثل حماس في لبنان احمد عبد الهادي وعضو مكتب العلاقات العربية الإسلامية بالحركة أسامة حمدان ومستشار رئيس حماس طاهر النونو.
وفي هذا اللقاء الذي غطته وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية، تم التطرق إلى قضايا مختلفة مثل الأحداث الأخيرة في فلسطين، بما في ذلك الأحداث في القدس المحتلة وحي الشيخ جراح، إلى جانب آخر الأوضاع السياسية في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، أكد الجانبان على ثبات محور المقاومة وقوته في مواجهة الضغوط والتهديدات، وضرورة تعزيز العلاقات بين حزب الله وحركة حماس على أساس المقاومة والمصير المشترك وكذلك تطوير التعاون وأليات التنسيق بين بعضها البعض، وأشار الجانبان إلى المخططات المناهضة للفلسطينيين، ودعوا الى رفض هذه المخططات، كما دعوا الدول التي قامت بتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني إلى الامتناع عن القيام بأعمال تتعارض مع القضية الفلسطينية، لأن هذه الإجراءات ستصب في النهاية في خدمة الكيان الصهيوني.
وكانت زيارة الوفد الفلسطيني إلى لبنان والمحادثات بين ممثلي هذين الجانبين في غاية الأهمية، ولا سيما بالنسبة للصهاينة، لأن أحد الموضوعات التي نوقشت في هذا اللقاء كان رسم رؤية التعاون بين حزب الله وحركة حماس، لذلك غطت وسائل اعلام الكيان مثل الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت، هذا الخبر، وأعربت عن مخاوفها بشأن هذا اللقاء.
وأشار مراسل التلفزيون الإسرائيلي كان في صفحته الشخصية الى هذا الخبر وكتب “ما يقلقنا هو ما لم يتم تداوله في وسائل الإعلام و ما نوقش خلف الكواليس بين الجانبين”.
التعاون بين حزب الله وحماس.. استعراض وحدة محور المقاومة
التعاون بين حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية هو موضوع أشار إليه قادة الجانبين في مختلف مواقفهم، واللقاء الأخير يظهر مرة أخرى استمرار وتعميق التعاون بين جانبي المقاومة في فلسطين ولبنان. وفي هذا الصدد، أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان ، على هذه المسألة في إحدى خطاباته، قائلاً: “المقاومة اللبنانية زودت المقاومة الفلسطينية بصواريخ كورنيت أثناء حرب غزة”.
في الواقع، يمكن القول إنه بناءً على هذا التعاون، شكل جانبا المقاومة اللبنانية والفلسطينية، جبهة قوية واعدوا أنفسهم لمواجهة أي تهديد من قبل إسرائيل.
وأشار وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، الى هذا الامر المهم وقال إن “حماس تحاول بناء وتطوير بنيتها التحتية في جنوب لبنان لاستخدامها كقاعدة لمهاجمة إسرائيل لأنه بالنظر إلى الجدران المجهزة بأنظمة إلكترونية بالقرب من غزة وتدمير العديد من الأنفاق، من الصعب للغاية مهاجمة إسرائيل من غزة”.
وصل هذا التعاون إلى درجة أنه أثار الرعب لدى الصهاينة، لأنه في حال حدوث أي عمل ضد حزب الله في لبنان أو ضد المقاومة الفلسطينية، سيتعرض لهجوم من الجانب الآخر، ما يؤدي إلى أن يواجه هذا الكيان تهديدات من ثلاث جبهات في الداخل وجنوب لبنان وجنوب غرب سوريا.
في الواقع، إن إحدى الرسائل الرئيسية من زيارة الوفد الفلسطيني إلى لبنان هي مناقشة الوحدة الإقليمية لمحور المقاومة، والتي تشكل الآن حزاماً أمنياً قوياً ضد الكيان ويمكن أن تواجه على الفور الأوضاع غير متوقعة رداً على التهديدات، ويعتبر هذا قبل كل شيء سبباً لخوف لمسؤولي تل أبيب من بدء أي مغامرة جديدة سواء في لبنان أو غزة.
* الوقت