زعيمُ أنصار الله [الحوثيين] يوضِّحُ ملامحَ ومآلاتِ المرحلة القادمة للحرب (تقرير)
سنعْبُـــرُ التحدّياتِ مهما كانت ومسارُنا تصاعدي و”إسرائيلُ” قلقة
متابعات| تقرير*:
جُملةٌ من المسارات حدَّدها قائدُ حركة أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي خلالَ كلمته التي ألقاها في “ذكرى استشهاد السيد حسين الحوثي” الذي كشفت وثائقُ سريةٌ نشرت مؤخّراً عن أن عملية اغتياله جاءت بقرار أميركي رعاه مباشرة الرئيس الأميركي حينها جورج بوش. حيث أعاد تحديد البوصلة والتأكيد على أن الوجهة دائماً ستبقى فلسطين والتي ستتحرّر بوعي الأُمَّــة وقدرات محور المقاومة المتعاظمة.
حسين الحوثي: نموذجٌ عن تضحية أُمَّـة
في إضاءةٍ أراد منها السيدُ عبد الملك الحوثي إيضاحَ النهج الذي تسير عليه الولايات المتحدة منذ دخولها الأول إلى اليمن والمنطقة، أكّـد على أن “المشروع القرآني الذي تحَرّك فيه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، يقدم الشواهد العملية من الواقع ويعمل على تحصين الأُمَّــة من الداخل…. أن المشروع القرآني للشهيد القائد، استند على الحق وشخّص الواقع وساعد على مواجهة الحملات التضليلية التي يحاول الأعداء أن يصبغوها بصبغة دينية”..
وعن أهميّة تحصينِ الجبهة الداخلية شدّد السيد الحوثي على أن “هذا المشروع يعمل على تحصين الأُمَّــة من الداخل وهذه هي النقطة الجوهرية في الصراع مع العدوّ… نستذكر الشهيد القائد كعنوان لمشروعه القرآني وقضيته المحقة الواضحة، خَاصَّة في هذه المرحلة ونحن نعيش فيها التحديات والأخطار التي واجهها الشهيد القائد وتصدى لها برؤية قرآنية وعلى بينة واضحة وبإحساس عالٍ بالمسؤولية”.
أمريكا و”إسرائيل” ينظرون إلى المطبِّعين كأدوات رخيصة
وفي توصيفه للمرحلة التي تمر بها المنطقة رأى السيد الحوثي أنه “عندما نتأمل في هذه المرحلة بشكل عام ثم نتجه بأنظارنا إلى فلسطين القضية الواضحة التي شهدت في مراحل معينة من تاريخ الأُمَّــة شبه إجماع على أنها قضية حق وأنه يجب على الأُمَّــة أن تلتف حولها وأن الكيان الإسرائيلي هو عدو مغتصب مجرم استهداف الأُمَّــة بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص، إلى أنه تتجلى في هذه المرحلة مواقف متنكرة للحق الواضح البين في فلسطين وتتجه للتطبيع والتحالف مع العدوّ الإسرائيلي وإقامة العلاقات والتحالفات معه”.
مُشيراً إلى أن “من يتحالفون مع العدوّ الصهيوني أصبحت نظرتهم سلبية تجاه المقاومة الفلسطينية… والإعلام المعادي يحاول تشويه صورة الشعب الفلسطيني وأن مجاهديه يعملون لصالح إيران وليسوا أصحاب قضية”..
وأكّـد على أن “الأنظمة العميلة تعمل على توهين كُـلّ مظاهر القوة التي يملكها الشعب الفلسطيني وانتصاراته وتشيد بالموقف الإسرائيلي.. نجد داخل الأُمَّــة أنظمة عميلة وكيانات تتبنى هذا التوجّـه السلبي المتنكر للبديهيات والثوابت التي كانت محل اعتراف وإقرار عربي وإسلامي”.
مُضيفاً “أن الأنظمة العميلة تعادي حزب الله وتحاربه إعلامياً وسياسيًّا واقتصادياً وتضخ الأموال؛ بهَدفِ حصار هذا الحزب والمقاومة اللبنانية الباسلة التي حقّقت انتصارات عظيمة للأُمَّـة كلها ووقفت المواقف التي هي شرف لكل الأُمَّــة الإسلامية في صراعها مع العدوّ الإسرائيلي… الأنظمة العميلة تعادي أَيْـضاً سوريا والعراق وإيران وشعب البحرين المظلوم وكذلك الشعب اليمني الذي شنت عليه حربا شاملة وقاسية وعدائية من أبشع الحروب التي ارتكبت فيها أفظع الجرائم على مستوى العالم”.
وعن المخطّط الأميركي- الإسرائيلي في الشرق الأوسط قال السيد الحوثي “أن الهجمة الأمريكية بعد 11 سبتمبر التي ترافق معها تصعيد إجرامي عدواني إسرائيلي في فلسطين دخلت الأُمَّــة في مرحلة جديدة من الهجمة الأمريكية على الأُمَّــة… أن التحَرّك الأمريكي الذي انطلق تحت عنوان “مكافحة الإرهاب” هو تحَرّك عدائي حتى لو تحالف معها البعض.. الاستسلام في مواجهة المشروع الأمريكي كان سيمنح أمريكا السيطرة المباشرة لأمد طويل وتصبح عملية التحرّر مكلفة وبطيئة”.
الحوثي: “إسرائيلُ” قلقةٌ من إمْكَانياتنا
وعن تفاصيل المشروع الذي تعمل عليه الولايات المتحدة وأدواتها في اليمن والمنطقة شدّد السيد الحوثي على “أن اللوبي اليهودي الصهيوني يعقد مؤتمرات مخرجاتها عدائية للأُمَّـة ومنها تقسيمها وإثارة النزاعات الطائفية والسياسية والمناطقية وضمان بقاء المسلمين في حالة تخلف وبؤس، وأن يبقى العالم الإسلامي في وضعية مربكة لا استقرار سياسي ولا اقتصادي ويعمل على الحيلولة دون نهضة هذه الأُمَّــة”.
لافتاً إلى أن “الأمريكيين والصهاينة عملوا على تصوير إيران كأنها عدو العرب والمسلمين وأن كيان العدوّ هو الصديق… مؤكّـداً أن الأمريكيين والإسرائيليين يريدون أن يبقى وضع الأُمَّــة الإسلامية مأزوماً ومضطربا بما يمنع نهضتها”.
وَأَضَـافَ “رغم إمْكَانياتنا البسيطة والمتواضعة استمر المشروع القرآني وعبرنا كُـلّ المراحل الصعبة، ومسارنا تصاعدي لأنه يعتمد على الله تعالى وعلى الحقائق والثوابت الواضحة والعدوان الذي نواجهه اليوم يريد تدمير كُـلّ شيء وأن يصل بشعبنا إلى الاستسلام ليسيطر عليه… اليوم بات العدوّ الإسرائيلي يقلق أشد القلق ويعبر عن قلقه الكبير بمستوى القدرات التي وصل إليها الشعب اليمني خَاصَّة عندما وصل القصف الصاروخي الدقيق إلى أبو ظبي، ولم تتمكّن التقنية الأمريكية من اعتراضه أَو منع وصوله وكان قلق العدوّ الإسرائيلي بالغًا”.
مؤكّـداً على “أن اليمن سيعبر هذه التحديات والصعوبات مهما كانت على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى المعاناة الشاملة، بقدر ما نكون صادقين مع الله ثابتين على مواقفنا قائمين بمسؤولياتنا وواجباتنا فلن يخلف الله وعده”.
* الخنادق