العمليةُ الروسية تتقدَّمُ في أوكرانيا، والأزمةُ صناعةٌ أمريكية
العمليةُ الروسية تتقدَّمُ في أوكرانيا، والأزمةُ صناعةٌ أمريكية
متابعات| تقرير*:
لليوم السادس تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، التي تزداد وتيرتها يوماً بعد يوم، وتتكشف تداعياتها على جميع الصعد لاسيما الدولية. فجذور المشكلة هناك، هو سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية. وهذا ما بينه قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي اليوم، خلال خطابه للشعب الإيراني والأمة الإسلامية، بمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف. فقد أشار الإمام الخامنئي إلى أن أمريكا نظام يقوم على المافيا الاقتصادية والتسلح وصناعة الأسلحة، معتبراً أن اوكرانيا هي ضحية – وما يحدث فيها الآن- يرتبط بتلك السياسة. مؤكداً على موقف الجمهورية الإسلامية الثابت، من معارضة الحروب في كافة أرجاء العالم وعدم تأييد تدمير البنى التحتية للشعوب. مشدداّ على أن جذور أي أزمة يصير ممكناً حين تعرف جذورها، وجذور الأزمة الأوكرانية هي من سياسة صنع الأزمات الأمريكية. لافتاً الى عبر نستخلصها مما يجري هناك، وأبرزها تخلي الإدارة الأمريكية عن أعوانها، كرئيس أوكرانيا “فولوديمير زيلينسكي” والرئيس الأفغاني “أشرف غني”، اللذين صرّحا بذلك في الأيام الماضية.
وفي هذا السياق أيضاً، جاء تعليق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم، على هذه العملية وتداعياتها، بأن أمريكا هي المسؤولة عما يجري هناك. لأنها هي التي حرّضت ولم تساعد على إيجاد حلٍّ دبلوماسي، ولم تفعل شيئاً لوقف الحرب بل دفعت باتجاهها. معتبراً أن من سيدفع الثمن في النهاية، هو الشعبان الروسي والأوكراني، بينما ستكون أمريكا هي الرابح الأكبر، في وقت تعرض فيه العالم كله للخطر.
فماذا عن آخر التطورات الميدانية للعملية؟
في ظل الحصار والتعتيم الإعلامي، عبر حظر وسائل الإعلام الروسية من البث الفضائي وحتى من شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي، بهدف منع انتشار الحقائق الميدانية لهذه العملية، والتركيز على شيطنة روسيا ورئيسها “فلاديمير بوتين”، وادعاء بطولات وهمية للدولة الأوكرانية، التي بات يصفها الإعلام الغربي بالـ” مقاومة الأوكرانية”. فإن من المفيد الانتباه الى أن الواقع الميداني يختلف تماماً، عما تعكسه هذه الوسائل الإعلامية الغربية، وهذا ما تؤكده العديد من المعطيات:
_ استمرار هذه العملية بتأن وتدرّج من قبل الجيش الروسي، تعكس رغبة القيادة الروسية بتجنب تعريض المدنيين للخطر، وإفساح المجال أكثر أمام المفاوضات لتحقيق الأهداف. وهذا ما يكشفه تركيز القصف على المواقع والمنشآت العسكرية فقط، والتي تدمر منها أكثر من 1100 موقع (حتى الأمس)، بواسطة أسلحة صاروخية عالية الدقة، مثل صواريخ إسكندر وكاليبر. وهذا ما دفع بالدولة الأوكرانية الى نشر الآليات العسكرية ومنظومات الدفاع الجوي بين السكان والاهداف المدنية ما يجعلهم دروع بشرية. ومن المتوقع ان تستمر هذه العملية لمدة أسبوعين حتى إنجاز الأهداف.
_ استطاع الجيش الروسي من فرض سيطرته على العديد من الأهداف الحساسة، كالمنشآت النووية وبعض المطارات العسكرية والمواقع الاستراتيجية، إضافة الى تقدم القوات المسلحة لجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك في بسط سيطرتهم على الإقليمين، وأبرزها تحرير 15 بلدة واستكمال تطويق مدينة ماريوبول (المشرفة على بحر آزوف). ويمكن القول ان القوات الروسية أحكمت السيطرة على هذا البحر.
_ تواصل حشد الجيش الروسي لقواته لمحاصرة العاصمة الأوكرانية “كييف”، وهذا ما كشفته الصور التي التقطتها أقمار اصطناعية بالأمس الاثنين، والتي أظهرت رتلا عسكريا روسيا يزيد طوله على 60 كلم يتقدم باتجاه كييف. بحيث يمتد من تخوم مطار أنطونوف في الجنوب (الذي يبعد حوالي 25 كيلومترا عن وسط العاصمة) إلى تخوم بريبيرسك في الشمال.
_السيطرة الجوية الكاملة لروسيا، على الأجواء الأوكرانية. وهذا ما دفع بحكومة الأخيرة الى الطلب من حلف شمال الأطلسي “الناتو – NATO“، أن يقيم منطقة حظر جوي، خاصة في غربي البلاد، لحماية المعابر البرية، وهذا ما رفضت تنفيذه واشنطن، لأنها تدرك التداعيات الخطيرة لذلك.
_ التقدم الكبير في مقاطعة “خيرسون” (جنوبي البلاد)، من جهة المطار إلى طريق ميكولايف السريع، وبالقرب من محطة التبريد في المقاطعة.
_ إحكام الطوق على ثاني أكبر مدينة أوكرانية بعد العاصمة “خاركوف”، بعد توجه قافلة ضخمة من المدرعات اليها منذ ساعات.
_ تضييق الخناق على مدينة “ماريبول” المهمة، بعد السيطرة على مدينة بردينيسك المجاورة.
_ التضعضع الكبير للجيش الأوكراني-الذي يحتل المرتبة الـ 22 في العالم لناحية القوة العسكرية ويضم حوالي 500 ألف جندي- وهذا ما تؤكده قرارات زيلينسكي الأخيرة:
1)تأسيس فيلق دولي للمقاتلين الأجانب ودعوة المتطوعين والمرتزقة في العالم، للتوجه إلى السفارات الأوكرانية، لتسهيل إجراءات سفرهم إلى بلاده. وتحدثت وسائل إعلام في الكيان المؤقت، عن وجود جنود وضباط سابقين في جيش الاحتلال يقاتلون هناك.
2)اصدار عفو خاص عن المحكومين ولو بجرائم خطيرة، شرط المشاركة في القتال ضد الجيش الروسي.
3)طلب “زيلينسكي” من دول العالم كافة (لا سيما من تركيا وأمريكا)، إغلاق الأجواء والمضائق والموانئ المائية أمام روسيا.
4)طلب “زيلينسكي” دعم بلاده بكافة أنواع الأسلحة، وقد أبدت العديد من الدول تقديمها المساعدة عبر امداده أسلحة نوعية، خاصة منظومات ضد الدروع وضد الطائرات، مثل ألمانيا التي سترسل 1000 مدفع مضاد للدبابات و500 صاروخ “ستينغر” إلى أوكرانيا. وأمريكا التي خصصت أكثر من 800 مليون دولار لدعم سلطات كييف.
وبالتوازي كشف ممثل الإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية “جوزيب بوريل” أن الدول الأعضاء في الاتحاد عازمة على زيادة دعمها العسكري لكييف، وتتابع طلباتها واحتياجاتها وكيفية تلبيتها. كاشفاً عن تكليف الاتحاد لمركز الأقمار الاصطناعية في العاصمة الإسبانية مدريد بتزويد أوكرانيا بالمعلومات الاستخبارية عن تحركات الجيش الروسي. مضيفاً بأن الاتحاد الأوروبي حدد ميزانية خاصة لشراء الأسلحة للدفاع عن أوكرانيا، والتي تشمل أسلحة مضادة للدبابات. كما أعلن بالأمس أيضاً، أن دول الاتحاد قررت تزويد كييف بـ 70 طائرة مقاتلة.
_ الكثير من إدارات المحلية للمدن التي سيطرت عليها روسيا، تنسق وتضمن مع الجيش الروسي بسط القانون والنظام.
* الخنادق