بارجاتٌ حربية أمريكية ومناوراتٌ عسكرية في البحر الأحمر.. صنعاءُ تحذّر من مغبَّةِ انزلاق المنطقة إلى ساحة صراع
بارجاتٌ حربية أمريكية ومناوراتٌ عسكرية في البحر الأحمر.. صنعاءُ تحذّر من مغبَّةِ انزلاق المنطقة إلى ساحة صراع
متابعات| رصد*:
منذ بداية الحرب على اليمن قبل سبع سنوات كثفت دول تحالف العدوان ومن ورائها أمريكا من وجودها في مياه البحر الأحمر حتى أصبح يعج بعشرات القطع العسكرية التابعة لدول التحالف بحجة حماية ما تمسى “شرعية الفنادق” كغطاء لهدفه الحقيقي وهو بقاء سواحل البحر الاحمر وباب المندب تحت الهيمنة العسكرية للولايات المتحدة الاميركية التي تسعى لمحاصرة الصين وقطع الطريق أمام خط الحرير الذي تبنته الصين مؤخراً .
وبالتوازي مع ذلك أوعزت الولايات المتحدة لدول التحالف بإستقدام العناصر التكفيرية عبر ميناء المخا لاستخدامها لاحقاً كمبرر لوجود عسكري أمريكي في هذه المنطقة .
إن ملامح الهيمنة العسكرية اليوم بدت واضحة من خلال إنطلاق التدريب البحري بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل في البحر الأحمر .حيث يشارك الجيش الإسرائيلي لأول مرة في أكبر مناورات بحرية متعددة الجنسيات تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر، في حين أعلنت تل أبيب استخدام منظومة جديدة لاعتراض الصواريخ بالليزر خلال عام.
وتشارك في هذه المناورات أيضا مصر والأردن، والإمارات والبحرين اللتان وقعتا منذ أكثر من عام اتفاقا لتطبيع العلاقات مع تل أبيب. وتضم المناورات كذلك دولا أخرى، ليست لها علاقات رسمية مع إسرائيل، منها بنغلاديش وجزر القمر وجيبوتي وعُمان وباكستان والسعودية والصومال وكانت البحرية الأمريكية التابعة للقيادة الوسطى أعلنت عن انطلاق أكبر مناورات بحرية متعددة الجنسيات بالشرق الأوسط، تستمر حتى 17 فبراير/شباط الجاري بمشاركة 50 سفينة تابعة لـ 60 ستين دولة ومنظمة دولية.
ولا يجد المرء صعوبة في قراءة رسالة هذه المناورات، فهي تأتي في وقت يتعرض التحالف الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي لهزائم منكرة على يد القوت المسلحة اليمنية، التي باتت تهدد العمق الجغرافي والاقتصادي والامني لدول العدوان، التي كانت تمني النفس يوما بالسيطرة على صنعاء في اسابيع، فهذه المناورات تأتي لاعطاء جرعات من المعنويات للسعودية والامارات واسرائيل، في مقابل، ممارسة، ما تعتقده امريكا، حربا نفسية على القوات المسلحة اليمنية، لدفعها الى التراجع عن استهدافها للعمقين السعودي والاماراتي.
أما الرسالة الاخرى لمناورات امريكا، فهي رسالة تطبيعية بإمتياز، وإلا لم تشارك دول عربية واسلامية مثل بنغلاديش وجزر القمر وجيبوتي وعُمان وباكستان والسعودية والصومال واليمن، في مناورات الى جانب اسرائيل؟!، انها محاولة لرفع العتب عن هذه الدول، اذا ما قررت يوميا نقل علاقتها مع اسرائيل، من السر الى العلن.
وعلى صعيد متثصل، حذّر وزير الخارجية في حكومة صنعاء، “هشام شرف”، من “مخاطر خطط قادمة لتحالفات عسكرية ذات أهداف مشبوهة، تحت مسمى المناورات البحرية للكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب“.
ونبّه وزير الخارجية من “مغبة انزلاق المنطقة إلى ساحة صراع وتحالفات عسكرية دولية جديدة بذريعة مقاومة الإرهاب والقرصنة وتعزيز أمن المنطقة، بينما حقيقة الأمر وجود أجندات وأهداف مشبوهة لتحويل منطقة البحر الأحمر وبحر العرب إلى ساحة صراع مباشر وبالوكالة“. وأكد أن “شعوب ودول المنطقة هي المتضرر الأول من مثل تلك الترتيبات العسكرية، التي تدعو إليها “إسرائيل” والولايات المتحدة، بل ستكون وقوداً لها والمتضرر الرئيسي في أي حروب ستنشأ عنها“. ولفت وزير الخارجية إلى أن “ما أعلنه الكيان الصهيوني والقيادة المركزية الأمريكية بشأن المناورات البحرية في المنطقة لا يعدو كونه عرضاً مستفزاً للقوة العسكرية البحرية”، موضحاً أن “المناورات المزمع إجراؤها خلال الفترة المقبلة تأتي في وقت تتحدث فيه واشنطن عن ضرورة خلق أجواء استقرار وسلام في البحار والممرات البحرية الدولية“.
وشدّد على أهمية “الرصد المستمر للتحركات الإسرائيلية الجديدة المدعومة من واشنطن وبمشاركة عدة دول تسير في ركبها وتُقاد بشكل أعمى إلى أنشطة عسكرية معادية، ظاهرها المحافظة على سلامة الملاحة البحرية والتعاون العسكري التقليدي“.
ودعا وزير الخارجية الكيان الصهيوني ومجموعة التطبيع المشاركة في المناورات إلى “تجنب محاولة القيام بأي حماقات تصعيد أو استفزاز أو تحركات غير محسوبة العواقب على طول السواحل اليمنية، مستغلة وضع وتركيبة هذا التشكيل العسكري البحري الذي يضم مُوالي الرياض، باستخدام صفة الجمهورية اليمنية كدولة مشاركة في هذه المناورات، كما تشير المعلومات الأولية“. ولفت “شرف” إلى أن اليمن “ليس شريكاً في أي تحالف أو مناورات يشارك فيها الكيان الصهيوني”، وأن “قوات صنعاء الدفاعية لن تتوانى عن التعامل مع أي تجاوزات لأساطيل أو طائرات الدخلاء في المنطقة البحرية التي تقع في نطاق سيادتها ونيرانها”، مؤكداً أن “الدخلاء يظلون دخلاء، ولا بد للجميع من أن يدرك أن “معظم النار من مستصغر الشرر“. ووجّه وزير الخارجية رسالة إلى روسيا والصين وإيران “بضرورة جدية التعامل مع هذه التحركات المشبوهة التي تأتي في وقت تتأزم فيه الأوضاع على الحدود الروسية – الأوكرانية، ومع التوتر والخلافات القائمة بشأن تايوان واستمرار عدوان التحالف السعودي الإماراتي على اليمن“.
ومن جانبه أكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة في قواتها المسلحة اللواء “علي حمود الموشكي”، أن “صنعاء ترى في هذه المناورات ترتيبات وبدايات لأحداث تصعيد وتنفيذ مخططات ستؤدي في حال تنفيذها إلى عسكرة منطقة البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، وخدمة أهداف خبيثة عديدة للكيان الصهيوني، على رأسها الدفع نحو التطبيع معه“. وحذر رئيس هيئة الأركان العامة في قواتها المسلحة ، من خطورة استقدام قوى التحالف للعناصر التكفيرية والمنتمية لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية عبر ميناء المخاء ، واستخدامها له كمحطة وصول لمختلف أنواع الأسلحة والمتفجرات والألغام ، ودور ذلك في زعزعة أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر . تحذيرات اللواء “الموشكي” جاءت في الوقت التي تقود الولايات المتحدة مناورة عسكرية مشتركة جمعت بين إسرائيل والإمارات والبحرين في البحر الأحمر بهدف ما اسمته امريكا وقتها حماية الملاحة البحرية ما اعتبره مراقبون رسالة تريد ارسالها الولايات المتحدة الامريكية الى قوى أقليمية أخرى .
* الوقت